|
حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي والعشرين !! الحلول الحالية ستنهي البشرية الى مأساة!!
جريدة الغد
الحوار المتمدن-العدد: 996 - 2004 / 10 / 24 - 04:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اما النظرية الثانية، فهي التي وضعها لويس الفايرز وابنه ولتر في سنة 1980 ، فإنها تقول ان الارض ضُربت بكويكب قبل (65) مليون سنة، وادت الى هذه النتيجة المدمرة. وهنا نعتمد ايضاً على الانترنيت وتحت اوراق وكتب كثيرة تحت عنوان انقراض الداينوصورات. في اواخر السبعينيات، كان لويس وولتر الفايرز، مع علماء من جامعة كالفورنيا، يدرسون الحدود بين العصرين الطباشيري والثالث K-T Boundary المشار اليه اعلاه، في منطقة في ايطاليا، ووجدوا في الطبقات الطينية، في الحدود بين العصرين الجيولوجيين، تركيز عال جداً لعنصر الايريديوم Iridium النادر الوجود، وبنسبة تعادل (30) مرة اعلى من النسب الموجودة في الطبيعة. لذا فإن وجود هذا العنصر النادر في هذه الطبقات الطينية يعني حدث شيء مهم جداً في الطبيعة. هناك مصدران لوجود الايريديوم ، المصدر الاهم من الفضاء الخارجي مع الغبار الكوني والذي يمطر به الارض باستمرار. والمصدر الثاني من قلب الارض المنصهر، ويخرج مع حمم بعض البراكين. هناك على الارض موقعان ظاهران لنيازك، الاول حدث في 30 /حزيران/1908 قريب نهر تانكوسكا Tanguska في سيبريا، حيث حدث الانفجار الهائل على ارتفاع (8) كيلومتر ويعادل قنبلة ذرية،او عدة قنابل، (10) ميكا طن. والانفجار صاحبه موجات ضغط بحيث سُوّيت الغابات بالارض على مساحة تزيد عن (1000) كيلومتر مربع. لم يستطع العثور على ما يشبه الفوهه البركانية ولابقايا ظاهرة من النيزك الذي سقط. يعتقد العماء ان النيزك الذي سقط يبلغ وزنه حوالي (100) الف طن. هناك نظريات روسية سابقة تعتمد على كون الانفجار يشبه الانفجار الذري في هيروشيما، ولذا فهو ليس من الامور الطبيعية. ولما كانت القنبلة الذرية غير موجودة في ذلك الوقت، لذا يعتقد بعض العلماء بأن ماسقط هو سفينة فضائية من عالم آخر!!، وهذا التفسير احد قصص الخيال العلمي، وكما يظهر بأن الروس رجعوا مجدداً الى هذه النظرية اذ ذكرت وكالة انتر فاكس الروسية، في 17/8/2004، أن علماء روس عثروا على حطام سفينة فضاء في موقع الانفجار الذي حدث في 1908، حيث تم العثور على صخرة غريبة اُرسلت للتحليل مؤخراً.اما النيزك الآخر فهو الذي سقط في اريزونا، وتوجد الحفرة التي تشبه الحفرة البركانية، والتي قطرها (1.2) كيلومتر وعمقها (180)متر، وسميت فوهة بارينكر النيزكية على اسم العالم الذي قال في سنة (1905) انها نتيجة نيزك. يعتقد ان النيزك سقط قبل (25-50) الف سنة، وإن قطره بين (30-100) متر، ويزن حوالي (60) الف طن، معظمه تبخر اثناء السقوط والارتطام، وبقى فقط ما يعادل (30) طن من كتل مختلفة تم تجميعها. هذا ويوجه حفر نيزكية صغيرة أخرى على الارض، ولكن جميع هذه لاتعطى النتائج التي حدثت قبل (65) مليون سنة. وهنا وضعا الفاريز نظريتهما حول ارتطام كويكب بالارض، والذي يجب ان يكون بقطر يقارب الـ (10) كيلومترات ليحتوي الكمية الكافية من الايريديوم، ليعطي هذه النسبة للعنصر والموجودة في الطبقة الطينية المشار اليها اعلاه. ولكن السؤال الذي طرح اين هي “الحفرة” التي خلّفها ارتطام الكويكب. لم يحل هذا اللغز الاّ في سنة 1990 ، حيث كان العالم الان هيلد براند يدرس بعض السجلات الجيوفيزيائية، التي قام بها الجيوفيزيائيين الذين كانوا يبحثون عن النفط في منطقة يوكتان Yucatan في المكسيك.لاحظ وجود هيكل دائري بقطر (180) كيلومتر، على الطرف الشمالي لشبه جزيرة يوكوتان. وبعد فحص تأريخ حدوث هذه الحفرة الدائرية وجد ان عمرها (65) مليون سنة. إن “الحفرة” مدفونة بعمق مئات الامتار تحت المواد الرسوبية،لذا لم يمكن رؤيتها سابقاً. إن قطر الحفرة ينسجم مع كون قطر الكويكب (10) كيلومتر، كما وإن عمرها ينسجم مع الحدث الجيولوجي الذي اشرنا اليه. الآن نتصور جسم بقطر (10) كيلومترات يرتطم بالارض، وسرعته في تلك اللحظة حوالي (100) الف كيلومتر/الساعة، فإن الانفجار سيتلف كل شيء في دائرة قطرها (400-500) كيلومتر، وبضمنها الكويكب، بنفس الوقت ستندلع حرائق وعلى مسافات شاسعة. إن ترليونات من الاطنان من الاتربة (غبار، غازات وبخار الماء) ستندفع الى الجو، مع امواج بحرية هائلة. وهذه الامور ستؤدي الى سلسلة من الهزات الارضية والبراكين والعواصف العاتية. سيرتفع الغبار الى اعالي الجو وسيغطى الكرة الارضية وسيؤدي الى شهور من الظلام، والى انخفاض في درحات الحرارة على نطاق عالمي، كما ستؤدي الى حرائق على نطاق العالم والتي تسبب تفاعلات كيمياوية تساعد في تكوين الامطار الحامضية. اما على الارض، فإن التأثير الى الحياة النباتية والحيوانية سيكون شيئاً مروعاً، خصوصاً بالنسبة للحيوانات الكبيرة والتي تحتاج الى كميات كبيرة من الغذاء، وبالاخص الداينوصورات التي تحتاج الى الشمس لاعطائها الدفئ اللازم. يقدر بأن 25% من النباتات في العالم تم اتلافها. كل هذا ادّى الى مقتل الاحياء الكبيرة،وبقيت الاحياء الصغيرة والنشطة مثل الطيور والثديات، التي تستطيع تناول مختلف انواع الطعام لكي تعيش. اما في البحر فالتاثير مشابه لما تم على الارض، اذ نقص الاوكسجين، بسبب ارتفاع المياه الاعمق ذات الاوكسجين الاقل لحدوث تيارات مائية عنيفة،وبالنتيجة انقراض الكثير من الغذاء المائي الذي تعيش عليه الزواحف المائية. كذلك انقرضت انواع مختلفة من الحيوانات المائية القشرية لاسباب مختلفة منها زيادة حموضة الماء. وبعد فترة فإن بعض النباتات التي احترقت عادت للنمو مجدداً بسبب البذور او الجذور المدفونة. وكما هي العادة في كل حالات الابادة الجماعية يحدث تطور مفاجئ لانواع جديدة، وهنا بدأ عهد الثديات.
* * * ولانهاء هذا القسم، نرى اعطاء القارئ هذه الصورة التي قد تظهر قاتمة ، ولكنها قريبة للواقع، واعدها قسم البحوث في “المرصد البريطاني الاسترالي”، جمعها عالم الفلك دنكان ستيل في كتابه “الكويكبات الحمراء والمذنبات المميتة Rouge Asteroids and Doomsday comets” يقول فيه “يوجد ،بالقرب من مدار الارض، حوالي (2000) جسم بقطر كيلومتر واحد تؤدي الى دمار عالمي”، في حالة ارتطامه يؤدي الى انهاء 25% من البشرية. كما يوجد (10000) جسم بقطر (500)متر. و(300) الف جسم بقطر (100) متر، وحوالي (150) مليون جسم بقطر (10)متر”. اما احتمالات الارتطام بالارض فيوجزها بما يلي:"شهاب بحجم حبة البزاليا، الارتطام (10) في كل ساعة، وبحجم الجوزة واحد في كل ساعة، وبحجم البرتقالة واحد في كل عشر ساعات، وفي حجم كرة السلة واحد في كل شهر. اما بالنسبة للنيازك الكبار. فإن جسم بقطر (50) متر والذي يكفي لتدمير مدينة صغيرة، واحد في كل (100) سنة. والكويكب بقطر كيلومتر، واحد في كل 100الف سنة، وبقطر (2) كيلومتر واحد في كل (500) الف سنة.”ويضيف ان النيزك او الكويكب الخطر سيعطينا مهلة انذار لمدة ستة اشهر. إن ما مذكور اعلاه من معلومات “مخيفة” هي خارج نطاق دراستنا هذه، وما يتعلق بارتطام الكويكبات الكبيرة فهو مجال خصب لقصص وافلام الخيال العلمي. ولعل بعض القراء رأى احد هذه الافلام، حيث يستطيع الانسان بالامكانيات الحالية ان يلاحقه في الفضاء ويفجره بأستخدام القنابل الذرية قبل وصوله الى الارض!! وللاطمئنان اكثر، فإن غالبية هذه الاجسام تحترق في معظمها اثناء دخولها المجال الجوى الارضي نتيجة الاحتكاك!!. والان لنرجع الى موضوعنا الاصلي وهو التغير المناخي نتيجة العمليات البشرية، والتي يستطيع الانسان التحكم بها!!.
جـ - التبدلات المناخية بفعل البشر!!. الآن سنتكلم عن الاذية التي يقوم بها البشر للمناخ، والتي يجب اتخاذ الاجراءات الآنية لايقافها او تقليلها للحد الادنى، والاّ سنلاقي مصيراً قد يشابه ما لاقته الحياة الحيوانية او النباتية السابقة، والسبب هو الانحباس الحراري نتيجة الفعاليات الانسانية المتأتية من استخدام الطاقة الاحفورية، وذلك بعد أن اُستبعد تأثير الغازات المضرة بالاوزون واُتخذت الاجراءات لتقليل خطرها على الانحباس الحراري، والذي تكلمنا عنه في الفقرة (أ) من هذا الفصل. لذا نرى الآن الرجوع مجدداً الى توضيح الانحباس الحراري وارتباطه بالطاقة.
أولاً: الانحباس الحراري تأثير البيوت الزجاجية مجدداً!!.
لقد وضح للجميع أن سبب الانحباس الحراري، هو حرق المواد الاحفورية (الفحم، والنفط والغاز)، ويمثل في الوقت الحاضر حوالي 50% من الخطر، تزداد هذه النسبة الى درجة عالية في أواخر النصف الاول من هذا القرن نتيجة تقليل اهمية الغازات المسببة للاوزون، ونتيجة الزيادات السنوية المطردة في حرق المواد الاحفورية، والتي تنتج الـ CO2، وهو سبب مآساة معظم انقراضات الحياة السابقة كما وضح في القسم السابق. إن هذا الامر لم يتم اكتشافه او اظهار مشاكله حديثاً، ولو أن توضيح الامر بدأ يأخذ صيغ اكثر حدة في العشر سنوات الاخيرة، مما يسبب الآن مشاكل سياسية كبيرة داخل الدول المتقدمة وكذلك فيما بينها، وتحاول الامم المتحدة أن تقنع جميع الدول بالتصديق على بروتوكول كيوتو لتقليل الـ CO2، اسوة بما تم في تصديق بروتوكول مونتريال بالنسبة للاوزون. وهنا سأذكر مقتطفات من تقرير “قديم” للامم المتحدة، قُدّم الى اجتماع دولي حول الاوزون ولكن يؤكد ايضاً على الـ CO2. والتقرير من مجموعة “منهاج الامم المتحدة للبيئة، UNEP United Nation Environment Programme “، بالاشتراك مع مجموعة “انظمة السيطرة على البيئة العالمية GEMS Global Environment Monintoring Systems”، وكلا المجموعتين تعودان للامم المتحدة، ولقد قُدّم التقرير في سنة 1987 في اجتماع نيروبي حول الاوزون. إن كلا الموقعين اعلاه ممكن الدخول عليهما في الانترنيت من خلال الدخول على الامم المتحدة. فيما يلي اهم النقاط المذكورة في التقرير لتوضيح الامر لحكومات العالم فيما يتعلق بالانحباس الحراري، علماً إن نتائج التقرير اعتمدت على تطبيق مناهج كومبيوترية معقدة بادخال غالبية عوامل المناخ: * اشار التقرير الى حسابات لمعدلات درجات الحرارة للـ (130) سنة الاخيرة، ورأي ارتفاعاً قدره (1.5)ْ م وكمعدل عام، تخللها فترة انخفاض مفاجيء كبير في درجات الحرارة في حوالي سنة (1970) وعند ادخال هذا الانخفاض فإن الارتفاع سيكون فقط (0.5)ْ م لو تم الاحتساب الى سنة 1980، ولكن رجعت درجات الحرارة الى الارتفاع السريع جداً في اواخر السبعينات والثمانينات، (والواقع استمرت بالصعود في التسعينات والى حد الآن وكما مبين في تقارير أخرى لاحقة). لم يستطع التقرير في ذلك الوقت، ان يحدد بالضبط، او يقرر نهائياً، فيما اذا كانت ظاهرة ارتفاع المعدلات درجة الحرارة ستستمر، (ولكن قرّر نهائياً ذلك في تقارير لاحقة). اذ في ذلك الوقت، كان يعتقد قسم من العلماء بوجود احتمال بأن الزيادة في درجات الحرارة هي مسألة موقتة وستتأقلم الارض لها كما حدث في السابق، فهي في نظرهم نتيجة الفعاليات البركانية او زيادة في حدة الاشعة الشمسية. وسوف تكون حسني الظن بهؤلاء العلماء، وتفترض أن اراءهم هذه لم تكن لاسباب سياسية، او دفاعاً عن منتجي ومستهلكي النفط، اذ كان فعلاً، ولايزال، نشاط شمسي كبير وكما بينا سابقاً. على أية حال إن التقرير اكد وجود ارتفاع في درجات الحرارة، واوعز ذلك الى الـ CO2 والغازات المضرة بالاوزون، اي ما سماه في حينه “ظاهرة البيوت الزجاجية”. * يعتقد التقرير إن الارتفاع الحقيقي لدرجات الحرارة منذ (1960) ولحين اعداده هو بين (0.6 - 2مْ)، ولكن وبسبب تأخر المحيطات للتدفئة، فأننا نرى ومن خلال مقايس درجات الحرارة نصف هذا الرقم. ويتوقع أن ترتفع معدلات درجات الحرارة على سطح الارض بـ (3) مْ بحدود سنة (2030)، اذا استمر الوضع والزيادات السنوية التي كانت عليها لاستهلاك المواد الاحفورية والمواد المضرة بالاوزون في سنة 1987 . ويقول إن هذه الزيادة، ولو ظاهرياً ، قليلة ولكن سيكون لها تأثيرات دراماتيكية على سطح الارض. فهو يقارن بين معدلات درجات الحرارة الحالية ومعدلاتها في العصر الجليدي الاخير، حيث كانت في ذلك الوقت اقل بـ (5)ْ م فقط، وتم ذلك في مدة تزيد عن العشرة الاف سنة. علماً خلال هذه الفترة تبدلت المعدلات العامة لدرجات الحرارة ولاسباب طبيعية، ولفترات محدودة، بحوالي (1)ْ م، ولو في مناطق محددة من العالم كان التبدل اكثر من هذا. * ولكي يقارن ماذا يمكن أن يحدث في زيادة قدرها (3ْ م) في سنة 2030، فهو يأتي بمثال جزيرة كرينلاند “الارض الخضراء”. يقول التقرير أن قبل (1000) سنة كان الجو ادفىء في كرينلاند، ولهذا جاء الاسم القديم لها بالارض الخضراء. هذا وان كلاينلاند وهي اكبر جزيرة في العالم، حيث تبلغ مساحتها (2.2) مليون كيلومتر مربع (50 مرة بقدر مساحة الدنيمارك)، وتعود حالياً الى الدانيمارك، وبالرغم من انها اقرب الى كندا وامتداداً جيولوجياً لها، وبالنظر لان جزءها الشمالي قريب جداً من القطب (حوالي 7ْ عرض)، فانها عملياً في الوقت الحاضر صخوراً مغطاة بالجليد، وفي الشتاء يستمر الجليد الى البحر، ولهذا من المفروض تسميتها اليوم وايت لاند “الارض البيضاء”. ويتكلم التقرير عن امثلة اخرى ارتفعت فيها درجة الحرارة (واقل بكثير من ثلاث درجات مئوية)، ولكن ادت الى جلب الطاعون الى اوربا والجراد الى سويسرا!!.. * يضيف التقرير، بأن المشكلة الكبرى هو أن الدفىء سوف لن يكون متساوياً على جميع سطح الارض اذ يتوقع أن يكون معدل الارتفاع (3ْ) م، ولكن في مناطق معينة سترتفع الى اكثر من (3ْ م)، وفي مناطق اخرى أقل. فمثلاً في اواسط نصف الكرة الارضية الشمالية (حوالي خط عرض 50ْ)، ومنها اوربا، فإنها ستكون أكثر دفئاً، حيث سيكون موسم الدفىء طويل وموسم البرد اقصر مما عليه الآن، كما سيكون الدفىء اكثر وضوحاً منه في الشتاء مقارنة بالصيف. ويأتي بمثال تمت دراسته بعناية وهو منطقة واشنطن العاصمة، اذا زاد انتاج الـ CO2 مرتين عما هو عليه الآن. أن الوضع المناخي الحالي يؤدي الى درجة حرارة فوق الـ (38)ْ م ليوم واحد في السنة، وفوق (32)ْ م لحوالي (35) يوم في السنة. ولكن في منتصف القرن الحادي والعشرين وبوصول الـ CO2 الى الضعف، فإن عدد الأيام التي تصل فيها درجة الحرارة (38)ْ م فما فوق ستكون (12) يوم في السنة، وفوق الـ (32ْ م) ستصل الى (85) يوم/السنة، وستكون واشنطن ادفىء جداً مما عليه الآن. * يضيف التقرير، بأن ارتفاع معدلات درجة الحرارة سيعني زيادة في تبخير المياه، ولكن بخار الماء نفسه من مسببات الانحباس الحراري، وهذا يؤدي بدوره الى تصعيد اكبر في درجات الحرارة وبالتالي في التبخير. زيادة التبخر يعني زيادة في الامطار، وهذا امر جيد لو توزعت الامطار بالتساوي فوق الارض، ولكن ما سيحدث هو فيضانات هائلة في اماكن، ومنها اماكن تساقط الامطار حالياً، وجفاف مطبق وزيادة التصحر في مكانات أخرى، اذ الصحراء مفتوحة وستكون اكثر تعرضاً للحرارة. إن معظم نتائج الموديلات الكومبيوترية (وبافتراضات مختلفة)، توضح أن المطر سيزداد بين 7 - 11%، ولكن سرعة التبخر ستكون اكثر في المناطق الاكثر جفافاً، وخصوصاً في المناطق الوسطى من نصف الكرة الارضية الشمالي وفي اوائل الربيع.وهذا الوضع له تأثيرات وخيمة على الانبات والنمو في الحنطة وفي اهم مناطق زراعتها. إن النظرة الاولى تقول أن بزيادة الـ CO2 في الجو، فإن ذلك سيؤدي الى تحسين الزراعة وزيادة الانتاجية، ولكن في جو اكثر حرارة فإن انتاجية الحنطة والذرة في المناطق الوسطى من نصف الكرة الارضية الشمالية، (مثل امريكا واوربا)، ستكون اقل. إن ارتفاع درجة حرارة بـ (2)ْ م يقلل الانتاجية بـ 10 % + 7%. * اما التأثيرات في القطب الشمالي والجنوبي، فالجليد والثلوج سوف تبدأ بالذوبان، ولكن الاحتمال الاكبر أن يزداد في البداية تساقط الامطار في المناطق الباردة، ولكن بعد أن يبدأ ذوبان الثلوج والجليد، فأن قابلية الانعكاس لسطح الارض ستقل قرب القطبين، والذي يعني امتصاص اكثر لحرارة الشمس وتدفئة اكثر، خصوصاً في القطب الشمالي. اذا ذابت قطع جليدية ضخمة في القارات القطبية وكرينلاند فان هذا سيكون له تأثيرات كبيرة جداً، اذ قد ترفع مستوى المياه بخمسة امتار، والذي يعني وضع عدد كبير من الموانىء العالمية المهمة خارج الخدمة، كما ستضع اراض مأهولة تحت سطح البحر. إن ارتفاع سطح البحر شيء واقع فعلياً في الوقت الحاضر بسبب التمدد في ماء البحر لارتفاع درجة الحرارة البحار والمحيطات. ويقدر التقرير بأن زيادة بدرجات الحرارة بين (1.5 - 5.5ْ م) ، سيزيد من ارتفاع سطح البحر بين (20 - 165) سم بالمقارنة بما حدث فعلاً في القرن العشرين حيث ارتفع بين (5 - 19) سم. إن تأثير هذا الارتفاع في البحر سيمتد الى (60) كيلو متر عن الساحل وفي اراضي كثيرة، ويؤدي الى هجرة سكانية واسعة، ويؤثر على المدن الساحلية مثل نيويورك وبانكوك. وإن زيادة (50) سم ستؤثر تأثيراً هائلاً على مصر - وخصوصاً الدلتا - وكذلك على المناطق الرطبة المنخفضة في الولايات المتحدة بحيث تفقد 20 - 55% من اراضيها الرطبة المنخفضة الى البحر. اما في بنغلاديش فإن الامور ستسوء اكثر، اذ هي في الظروف الحالية عرضة للعواصف الاستوائية والفيضانات. والتقرير يقول إن زيادة (50) سم في ارتفاع البحر، سيغرق 12% من اراضي بنغلادش. اما اذا ارتفع البحر (2 - 2.5) م، فإن هذا الامر سيؤدي الى غرق اكثر من 25% من الاراضي المزدحمة جداً في السكان. يتبع في العدد القادم
#جريدة_الغد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اسعار النفط في تصاعد مستمر!! لماذا والى اين؟!
-
حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي وال
...
-
نيو يورك تايمس تتنبأ بـ “كرنسكي عراقي”!! نريد انتخابات لتحري
...
-
لومومبا شهيد الحرية وضحية الذهب والالماس
-
الحصاد الأخير: أقوال لا تحتاج الى تعليق!!
-
لا تنس ايها العراقي رفيق نضالك من الثلاثينات من القرن الماضي
...
-
ماذا قال الامريكان قبل واثناء احتلالهم العراق،
-
; الحصاد الأخيرأقوال لا تحتاج الى تعليق
-
حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي وال
...
-
موقف مخجل إتجاه المتقاعدين لقد باع المتقاعدون في زمن صدام جم
...
-
الزواج في زمن “التحرير - الاحتلال” الاميركي !!. او “كبد الحق
...
-
الفيدرالية في جنوب العراق هي “مشروع انفصالي”، ويعني السير با
...
-
العراق وايران والارهاب...والضجة الحالية!!لماذا هذه الحملة ال
...
-
!!حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي و
...
-
!! اسرائيل دولة فوق القانون والخطر النووي الأسرائيلي
-
لماذا جعلت سياسة بوش امريكا معزولة حتى عن العالم الغربي؟
-
!!العراق وتموز
-
!!حل مشكلة الطاقة هي التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي و
...
-
أقوال لا تحتاج الى تعليق!!
-
الآن... عرف نبيه الحكمة من عدم زواجه!!
المزيد.....
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب
...
-
محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
-
مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
-
من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
-
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال
...
-
هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
-
قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|