أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - المغرب: خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الخلف














المزيد.....

المغرب: خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الخلف


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 02:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


المغرب: خطوة إلى الأمام و خطوتان إلى الخلف
منذ عقد زمني مشى المغرب، بلدا وشعبا، الثطا نحو المجتمع الديمقراطي مما جعلنا نعتقد أن العهد الجديد سيكون عصر الالتحاق بركب الأمم الحضارية والمجتمعات المدنية وسيميزنا عن باقي دول العالم العربي بل وسيجعلنا قدوة لها في مجال حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير واحترام كرامة الإنسان والمواطن. هذه الأحلام الوردية لم تكن من إبداع خيالنا بل وليدة ما عرفته الصحافة الوطنية من قفزة معينة في مجال الحريات حيث أسقطت عددا من الطابوهات التي كانت في الماضي تؤدي بأصحابها إلى دور ضيافة المخابرات والأمن لمجرد التفكير فيها دون الحديث عنها، كما أن إقالة الملك الجديد لجلاد المغرب رقم 1 الراحل إدريس البصري عن منصبه اعتبرناها رسالة إلى الشعب تعبر عن قطيعة النظام مع الماضي الدامي، فاستقبلنا هذه التحولات، في مجتمعنا، بارتياح وسذاجة الأنتليجينسيا المعهودة واستبشرنا بها خيرا. وقد أسكرتنا حرية التعبير، رغم إطارها المحدود، حتى ثملنا فلم ننتبه لما هو أهم وأعظم أي بنية النظام وعقده الاجتماعي معنا. وهذا شيء طبيعي فبعد عقود من عهد الرصاص الذي تميز في تاريخنا بقمع الحريات واضطهاد الفكر الحر ومطاردة كل من سوّلت له نفسه رفض وضع الببغاء المردد وراء أبواق النظام ملحمات الكارتون المخزنية وإقباره في مطامر تزمامرت وغيره. لذلك لم ننتبه لمؤشرات واضحة المعالم على نوايا النظام الحقيقية ولم نتخذ الحذر اللازم في التعامل مع المرحلة التاريخية الجديدة وغطسنا في بحر أوهامنا الوردية معتقدين بأننا فعلا على أبواب مرحلة نيّرة وأنّ الدهليز المظلم توارى للخلف وأوليناه ظهرنا. فقد غاب عنّا أنّ النظام يتفاعل مع التحولات التي يشهدها العالم، منذ انهيار المعسكر الاشتراكي وعلى رأسه الاتحاد السوفياتي، بذهاء وخبث وكل ما سمح به من حريات جاء مراوغة سياسية للمعطيات التاريخية الجديدة وليس نتيجة لفكر راقي ونظيف على غرار القيصر الروسي بطرس العظيم، فشتانا بين هذا وذاك.
للأسف كل أحلامنا انهارات وتلاشت كما ينهار ويتلاشى السراب أمام التائه في الصحراء. فالمطالبة بملكية برلمانية يسود فيها الملك ولا يحكم أبانت الصورة الحقيقية للعهد الجديد حيث اتضح جليا أن النظام لا ينوي التخلي عن سياسة الوصاية وتماديه في اعتبار الشعب قاصرا لا يرقى لمستوى الرشد وتحمل المسؤولية. فنظام المغرب المخزني الطبيعة وآبوسي الفكر ينطلق من كون البلاد ملكه الخاص بما حوت وشملت أي أنّ الوطن بكامله مجرد عقار وورشة استثمارية والشعب فيه عبد لا صوت له ولا حقوق غير تقبيل اليد والإجابة بنعم دون قيد أوشرط. وهذا ما يفسّر تجاهله لصوت المغاربة المطالبين بملكية برلمانية وتعيينه للجنة مراجعة الدستور المكونة من أشخاص لا مصداقية لهم لدى الجماهير الشعبية المناضلة، الشيء الذي يدلّ على نفاقه واحتياله وعدم رغبته في التغيير.
إنّ لجنته هذه ينطبق عليها المثل الشعبي المصري القائل: هبلة ومسّكوها الطبلة، لأنّ أعضاءها عوض أن يصبوا اهتمامهم على الفصل 19 توجهوا إلى الفصل 20 مباشرة ليضيفوا إلى الملك ملكة ويجعلوا منّا أول شعب تحكمه أميرة المؤمنات إلى جانب أمير المؤمنين "قالو: آش خاصك ألجيعان؟ قالو: خاصني أميرة المؤمنين أمولاي". إنها السخرية بعينها من إرادة الشعب الثائر حتى هذه الساعة بهدوء، ومن يدري ما ستؤول إليه الأوضاع في ظل تجاهل النظام المطلق لمطالب المغاربة؟
إنّ تضاجع النظام عن إرادة ومطالب الشعب إلا الطينة بلة ولهيب سخط الجماهير اشتعالا مما قد يجعل الأمور تسير في اتجاه شعار "ارحل"، لأنّ سياسة التجويع والتفقير قد أرهقت عبء الكادحين وثعبت غضبهم بما يكفي لاستيقاظ البركان الشعبي من سباته ولن يضجع في الانفجار الذي لن تنفع معه محاولات الخداع البئيسة التي تحاول اللجنة المعينة لمراجعة الدستور القيام بها.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أساند أو لا أساند؟
- لمن لم يفهم ما نريده
- النظام يريد إسقاط 20 مارس
- 13 مارس ذاك الخطاب الموجه للشعب المغربي
- مرة أخرى حول الخطاب الملكي
- لماذا نعارض خطاب عاهل المغرب
- الملك ما فهمناش
- أريده عيدا لها
- يس و.. حركة 20 فبراير
- هل ثورات الشعوب العربية من وحي سيناريو أجنبي؟
- كل شيء في أوانه
- أضعف الإيمان
- ملك الملوك مرتجفا يدعو لإحراق ليبيا وسيف الإعدام يهدد بالقتل
- الحكم للقارئ
- مطالب الشعب وردود النظام
- تحية للأمير الوطني
- 20 فببراير يوم امتحان عسير لمغرب العهد الجديد
- هو الشعب..
- مؤامرة على الثورة الشعبية بمصر
- يا مصر لا تنتفضي..


المزيد.....




- رئيس وزراء إسرائيل السابق: السبيل الوحيد لحماية إسرائيل هو ا ...
- قطر تستضيف مفاوضات جديدة حول غزة وألمانيا تدعو للتوصل لاتفاق ...
- البيت الأبيض: على مادورو الاعتراف بفوز منافسه زعيم المعارضة ...
- حميميم: طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن انتهك قواعد أمن ا ...
- رجل أعمال ألماني يؤكد أن روسيا ستستحوذ مستقبلا على جميع الأس ...
- منسق العمل السري: الضربات على ميناء أوديسا استهدفت ترسانة لل ...
- ليبيا تعلن حالة الطوارئ الصحية لمواجهة جدري القردة عقب تفشيه ...
- روسيا تهدد.. عمق أوكرانيا مقابل كورسك
- -القسام- تنشر مشاهد استهداف جنود إسرائيليين متحصنين داخل الم ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: جاهزون لقرار القيادة السياسية سواء ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - المغرب: خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الخلف