جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 996 - 2004 / 10 / 24 - 04:01
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
تم إقالة قاضي القضاة زهير المالكي ولست شامتا بذلك لكنني توقعت ذلك ..! فهو شاب من وجوه الفترة الانتقالية ينطبق عليهم القول " ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع ..!
لا أدري بالضبط إذا ما كان قرار فصله أو نقله من وظيفته عادلا أو غير عادل فذلك من شأن القضاة ورجال القانون ورجال الدولة الانتقالية والمجلس الوطني المعين بطريقة لا انتخابية في عصر انتخابات أفغانستان ..!
في حلقة سابقة " بسمرتُ "ُ قاضي القضاة وعنجهيته في بعض الفضائيات بأمل أن يترك أساليب " المراهقة الفضائية " في قناة الشرقية كما يفعل بعض قادة الأمن القومي أمام مراهقي ومراهقات قناة الجزيرة وغيرها من العربيات..! تمنيت له أن ينصرف نحو ترسيخ عدالة القانون بصمت يشبه صمت القانون لكن صوتي في مناشدته ذهب أدراج الرياح الانتقالية ..!
ليس هذا هو المهم الآن ..!
المهم إن الرجل لم يقابله أحد بـ" النقد الديمقراطي الانتقالي " طوال اكثر من عام تربع فيه على عرش قاضي القضاة ، صال عليه وجال ناشرا الخوف والرعب بين صفوف ديمقراطيين نفعيين تعلموا المجاملة على حساب مصالح الشعب ولم يتعلموا شجاعة التضحية من أجله .. حتى أن موقعا من مواقع الانترنيت الناطق بأسم الديمقراطية لم ينشر البسامير النقدية المذكورة ولا أدري هل هو " الخوف " أم " المجاملة " أم كلاهما ..؟
يبدو أن زمان الخوف ما زال سائدا..!
والستر أهون الشرين ..!
حتى "المجاملة "يظنها بعض الفقهاء غطاء صالحا لستر " الانتهازية " بينما وطننا يضيع بين ضلوع الركض وراء المناصب والأرباح التجارية والانتهازية والنفعية وضيق الرؤية الحزبية والمجاملة النفعية والخوف من النقد وحب الظهور في الفضائية وغيرها من الآلاف من العادات العشائرية الإقطاعية والبهرجة الرأسمالية و حتى بالمسكينة الاشتراكية ..!
ومع ذلك فأنا لا أيأس بل على ثقة أن الناس سيفيقون في العراق من أكل السندويجات ومن شراء الساتلايتات والثلاجات والموبايل النصّاب ومن بيانات بعض القادة والأحزاب ومن متابعة مسلسل " الحواسم " الذي لاقى نجاحا باهرا من باب إلى باب في عصر الغثيان اللهـّاب..! ولا شك أن العراقيين سوف ينتبهون إلى حقيقة أن تشييد " البنى التحتية" لمبادئ الأنانية ليس احسن العوالم ..! و أن الأقنعة سترفع من وجوه الممثلين قبل نهاية المسرحية ..!
آه .. يا وطني ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 23 – 10 004
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟