نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 08:28
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
أبي يحاكم اوباما
نعيم عبد مهلهل
هناك في النجف، يرقد ابي في هدوء تام.. ومعه أخي.. والباقون من شهداء معابد الجنوب.. ذات مساء سيستيقظ ظلهم الأخضر.. ويطلبون من أوباما تقريرا لنتاج كل ماجرى في البلاد.. أبي.. يتمنى أن تبقى الوردة على خد الشمس.. ويتمنى ايضا أن لايكون حليب صباح أحفاده عطر البارود.. وكما كاهن في صومعة اكدية.. يبارك النسيم المسائي ويمنحه مناخاً طيباً لطفولة البنفسج، وخبز بدون أغنيات فرانكونية..
سيكتبُ في دفاتره العتيقة خواطراً عن سريالية مايحدث.. أمراة تفجر جسدها في مائدة غداء لشرطة يستريحون من حروف البطاقات المدنية، وعربات الشحن المهجرة.. وحتماً سيتذكر امي التي كانت لا تفجر نفسها إلا في صحن الرز ورغيف التنور وبيدر القمح.. وحتماً سيدركُ الفرق.. ويسأل قبعة الطيب لينين.. ترى هل نساءنا في هاجس التخبط أم في الغيظ الإستعماري..؟ وسوف لن يرد: فالروسي الماهر لايعرف لهجة بطائح الأنبياء،ولم يفكر يوماً أنه سيحظر عزاءً لطفلة من ضحايا الإنفجار.. كان مثل ابي يعتقد.. مادام الرغيف يأتي مع الدمعة.. فالقادم سيكون أمبريالية الورد فقط..
لايقرأ.. ولا يكتب.. ولكنه يصلي بعربية فصيحة.. له من الأصدقاء اكثر مما لديغول من مناصرين.. مندائيون وأرمن وبحارنة وفلاسفة من أهل مسقط وتجار من كشمير، واناس جاؤوا مع القهوة البرازيلية.. كلهم معه في أنس (الصفنة).. عندما يسدل الليل ستائره.. ويحسب في هدوء مداخيلهُ النقدية.. ومع كل فلس يُلبسنا قمصان الحرير وبجامات من باريس وقبعات أتت من بيروبسفن خاصة.. وعندما يتقلب احدنا في الفراش.. الدرهم الذي كسبه أبي من شوارع البلدية يصير كفاً لحنان الفقير ويعدل من نومنا في هدوء الأباطرة.. وفي الصباح مع الخبز والسمن.. أبي يضع الشمس خلف ظهره.. وعلى كتفه يحملُ باب المدرسة.. لا أعرف أرصدة أبي وفي أي بنك من بنوك الارض يضع دولاراته.. أعرف فقط إنه عندما يلامس ديناراً بطبعته الجديدة كأنه يلامس خد برجيت باردوويوم ياتي ألينا بطبقة بيض.. الصين كلها تعلن عطلة رسمية...
حتما أبي يشبه أباءكم..غير أن دمعته الموسيقية لاتشبهها دمعة.. فلكي يعزفها موسيقي من الفرقة الملكية في لاهاي عليه أن يدوزن الف ساعة ليصل الى نغم الماء والبط ومشاحيف الهور وطفح الحصبة ووزمزميات الجنود.
ترى هل من حق أبي أن يحاكم اوباما ...............؟
دوسلدورف 2011
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟