أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين ديبان - سوريا..لا حل إلا باسقاط النظام















المزيد.....

سوريا..لا حل إلا باسقاط النظام


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 08:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم يكن الشعب السوري موحدا في يوم من الأيام بقدر الوحدة التي يشهدها هذه الأيام عبر التلاحم بين جميع مناطقه ومدنه وأحيائه وحاراته، من أقصى حوران الى أقصى حلب ومن أقصى بانياس واللاذقية الى أقصى القامشلي والبوكمال، ولم يكن متآلفا متكاتفا متعاضدا متسامحا كما هو الأن بين جميع فئاته الدينية والمذهبية والعرقية، فلا أحد يعرف أو يستطيع أن يميز في أحداث الثورة السورية بين مسلم ومسيحي، أو بين سني وشيعي، أو بين درزي وعلوي، أو بين كردي وعربي، الكل واحد والجميع تقريبا امتزجت دماءهم بتراب سوريا، والجميع تلاقى على شعار واحد في المرحلة الثانية وربما الأخيرة من الثورة السورية قبل التتويج، ألا وهو "الشعب يريد اسقاط النظام".

شعب سوريا المتسامح، منح طبيب الأسنان الشاب ما يكفي من الوقت ويزيد، في سبيل اصلاح ما خلفه أباه الديكتاتور الراحل حافظ الأسد من خراب عام شمل جميع مناحي الحياة في سوريا، إلا أن أحداث الأسابيع الثلاثة الأولى من ثورة الحرية السورية والطريقة التي تعامل بها النظام مع ثورة الشعب قدمت أكثر من برهان على أمور كان يدركها شعب سوريا تماما، ولكنه لم يكن يبوح بها، للحفاظ فقط على مجرد أمل وهمي هدمه النظام مع أول نقطة دم أسالها في شوارع درعا الباسلة.

شعب سوريا كان يدرك تماما أن هذا النظام يستحيل اصلاحه، ولكن هذا الشعب أصر في الأيام الخمسة عشر الأولى من ثورته ورغم سقوط العديد من أبناءه قتلى الرصاص الحي لأجهزة النظام الأمنية وعصاباته و"شبيحته"، أصر بأن تقتصر شعاراته على رفع حالة الطوارئ المستمرة منذ نصف قرن تاريخ وصول حزب البعث الفاشي الى السلطة عبر دبابات الانقلاب العسكري، وعودة الحريات الغائبة تماما منذ ذلك التاريخ، وقانون عصري للاعلام يمثل سوريا وما تستحقه، واطلاق سراح المعتقلين بسبب انتماءاتهم السياسية أو أرائهم التي تخالف رأي النظام، وعودة المنفيين، وايجاد حل انساني وعادل لملف المفقودين وهم أكثر من سبعة عشر ألف مواطن سوري حسب احصائيات مراكز حقوقية لم يشكك النظام نفسه في أمانتها المهنية.

لم يهتف شعب سوريا باسقاط النظام ولم يطالب برحيل الرئيس الشاب، وهو رئيس غير شرعي بكل المقاييس الدستورية والشعبية والأخلاقية، إلا مع بداية الأسبوع الثالث لثورته، وبعد أن منح وقتا اضافيا للديكتاتور الابن لم يستغله إلا من أجل اراقة مزيد من دماء الشعب السوري في مختلف مدنه وقراه، ولم يستغله إلا بمحاولات مستميتة من أجل شق صفوف السوريين دينيا وقوميا وطائفيا، فمن مسرحيات فرقه الأمنية التي حاولت نزع حجاب فتيات سوريا، الى محاولته ترسيخ ان الثورة القائمة هي ضد طائفة بعينها ينتمي اليها هو ومحاولة جر كل تلك الطائفة وتجيييشها للتخندق في صفه ضد أبناء شعبهم، وأخيرا محاولاته المستميتة لمغازلة ورشوة أبناء سوريا الكورد من خلال استدعاء ما قال انهم يمثلونه للقائه، أو عبر منحهم الجنسية التي حرموا منها طوال أكثر من نصف قرن، وكأن تلك الجنسية منحة من " بيت اللي خلفه"، وهي لم تكن لتمنح لولا دماء أهل درعا ودوما وحرستا والمعضمية وكل سوريا.

لقد أبدى النظام العائلي الأسدي غباءا بلا حدود في تعامله مع ثورة شعبه المطالبة بالحرية، وهو يعتقد انه يستطيع في عصر ثورة المعلومات والانترنت الذي يتيح للجميع بان يكونوا مراسلين واعلاميين وناقلين للحقيقة، اعتقد انه يستطيع حجب جرائمه عن أنظار العالم، أو ايهام الجميع بأن ما يحدث ليس ثورة وانما هو من افعال مندسين وعصابات مسلحة وخارجون عن القانون، وفي هذا السياق فان كل أفلام أمنه السياسي الرديئة السيناريو والاخراج قد انكشف زيفها عبر ما وصل للعالم من خلال شبكة الانترنت مما صوره أحرار سوريا، وآخرها الفيديو الذي يكشف كيفية دخول عصابات النظام الى الجامع العمري في مدينة درعا بأسلحتهم وتبجحهم بقتل الأحرار والقضاء عليهم واظهار الفيديو بشكل واضح ان الأدوية والمستلزمات الطبية هي التي وجدت فقط في الجامع بعد أن حوله الاحرار الى ما يشبه المشفى الميداني بعد سيطرة قوات أمن النظام على المشفى الوطني والمشافي الخاصة وخطفهم للجرحى ولجثث الضحايا.

هذا النظام غير قابل للاصلاح أبدا، لسبب بسيط ان الاصلاح في كافة جوانبه يتطلب أولا استئصال هذا النظام وأجهزته الأمنية من أساسها، فكيف يمكن لهذا النظام ان يكون صادقا في رفع حالة الطوارئ و قد سخر اعلامه منذ اللحظة لاتهام الأحرار بانهم ارهابيون وهو ما يعني محاكمتهم وفقا لقانون الارهاب الذي سيحل محل قانون الطوارئ، وكيف سيصدق الشعب نواياه الاصلاحية والوقائع لا تدل إلا على مزيد من الايغال بالدم السوري واعتقال الناس لمجرد هتافهم بحرية سورية، وهل أصبح النداء بحرية سورية تهمة تستوجب القتل والاعتقال والسحل والاهانة، وكيف سيصدق شعب سوريا ونخبه المثقفة والاعلامية ان هذا النظام لديه نية في تشريع قانون جديد للاعلام وهو يقيل السيدة سميرة المسالمة رئيسة تحرير جريدة تشرين الحكومية لمجرد مطالبتها بمحاسبة رجال الأمن "اذا" ثبتت مسؤوليتهم عن قتل الناس، ويعتقل الكاتب فايز سارة، ومراسل العربية زيد مستو، ويمنع كل وكالات الانباء العربية والعالمية من العمل نهائيا في سوريا.

الاصلاح السياسي في سوريا يعني أول ما يعنيه انهاء سيطرة حزب البعث الفاشي على مقاليد الأمور في سوريا، وافساح المجال أمام قانون أحزاب عصري، وترسيخ تداول السلطة السلمي الذي لم يأت النظام على سيرته بالمطلق، واجراء انتخابات نزيهة وشفافة تحت رقابة القضاء السوري بعد أن يصبح مستقلا عن السلطة التنفيذية ومعه السلطة التسريعية التي سخر العالم كله من ممثليها المعينون من قبل أجهزة الأمن وفروع الحزب، حيث تسابق المنافقون في مديح يهبط بمستوى الممدوح أكثر مما يرفعه، ويقلل من هيبته أكثر مما يزيدها، والاصلاح الاقتصادي في سورية أساسه الخلاص من سيطرة العائلة وأذنابها والمتزلفين لها على الاقتصاد السوري بفروعه كافة، والاصلاح الاعلامي أول شروطه القضاء على أبواق النظام وفسح المجال أمام المؤسسات الاعلامية الممولة من قبل دافع الضرائب السوري لتكون للجميع، سلطة ومعارضة بالتساوي، والاصلاح الاجتماعي أول مبادئه العمل على ترسيخ الوحدة الوطنية وليس محاولات مكشوفة لزرع بذور الفرقة والشقاق بين مكونات الوطن الواحد.

عكس هذه الأمور تماما هو ما عاشه وعاناه الشعب السوري على مدار أكثر من أربعين عاما في ظل حكم الأسد الأب والابن، دفع خلاله شعب سوريا خيرة أبناءه على مذبح الحرية والكرامة، ولا أغالي اذ قلت أن حجم المعاناة السورية وبالأرقام لم يعاني مثلها أي شعب آخر في منطقة الشرق الأوسط باستثناء الشعب العراقي الذي كان ضحية لذات البعث الفاشي بنسخته الصدامية، حتى معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال تهون كثيرا أمام معاناة الشعب السوري في ظل حكم العائلة الأسدية، وعليه اذا ما أراد الشعب السوري أن يتجاوز معاناته باتجاه سورية حرة ديمقراطية أن يطالب باسقاط النظام وهو ما بدأه فعلا منذ دخول ثورته أسبوعها الثالث، وهو ما يبدو انه مصمم عليه في أسبوع ثورته الرابع رغم كل القتل والاعتقالات والتعتيم الاعلامي، وهو لن يبخل بشيئ حتى تتوج ثورته بالحرية مثلما توجت ثورات شعوب أخرى في هذه المنطقة من العالم.



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحشية النظام السوري..لاتظلموا اسرائيل رجاءا
- سلام على ليل سوريا وصبحها
- وداعا عدلي أبادير...وداعا أيها الفرعوني الأصيل
- فلسطيني سوري..لكنه مسلم وهابي! شكرا محمد المنجد
- بيوت للبيع في الجنة!..
- دفاعا عن فيصل القاسم...
- دعم الارهاب في مملكة بني وهَاب
- فضائح اسلامية...من تايلند مع أطيب التحيات!!..
- مُحمَد مرتداً !!..
- الإجرام باق مادام الإظلام باق!!..
- نعم للاحتلال...ألف لا للإستقلال!!
- سوريا...قصة موت غير معلن
- غزوة بمها!!
- سماحة الإسلام المجهرية !!
- ماذا عن شارونات العرب؟
- الإرهاب والديكتاتورية وضرورة القضاء عليهما
- انصروا قضية الأقباط تَنصروا أنفسكم
- حسن نصر الله.. نبيٌ جديد!!
- الدروس والعبر مابين بشار السوري وجمال المصري!!
- الأخطاء الفلسطينية القاتلة..الى متى؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين ديبان - سوريا..لا حل إلا باسقاط النظام