اتحاد الطلبة والناصرية وسومر

حسين طعمه

الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 00:32
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

تمر هذه الايام ذكرى تأسيس أتحاد الطلبة العام في العراق .ذلك الأتحاد الذي ارسى دعائم وقواعد النضال المهني والوطني في العراق على طول صفحات تأرخه المشرقة وسجل اروع الصور النضالية في تاريخ شعبنا ووطننا وصارمدرسة كبيرة يشار لها بالبنان لاعداد جيل طلابي وشبابي مثقف واع لهموم شعبه وفاعل في الساحة السياسية والاجتماعية والثقافيةوقادر على الابداع والتالق .كان للاتحاد بداية السبعينيات من القرن الماضي نشاطه الكبيرعلى مجمل الحركة الطلابية وعلى امتداد خارطة الوطن بشكل عام وعلى الاخص في مدينة الناصرية والذي يوازي في حجمه وهيكله احزاب سياسية لها باع طويل في العمل السياسي .لقد تجلت في تأريخه النضالي العديد من المواقف البطولية والتضحيات الجسيمة ولا زالت صور كفاحه عالقة في اذهان الكثير من الوطنيين والمناضلين .شهدت فترة السبعينيات فسحة من الحريةالنسبية أراد بها النضام من محو صورته الدموية على طول تأريخه السياسي وخصوصا ابان ثورة شباط.ونتيجة لذلك شهدت المدن العراقية في تلك الفترة هدوءا نسبيا كانت تتخلله بي الاونة والاخرى العديد من المضايقات والاعتقالات للناشطين السياسيين وأعضاء التنضيمات المهنية وعلى راسها أعضاء أتحاد الطلبة والاتحاد العام لنقابات العمال والشبيبة وغيرها .وكان للاتحاد خلال هذه الفترة فروعا عديدة تعمل بنشاط كبير في جميع المدارس المتوسطة والثانوية في الناصرية تحت قيادة طلابية واعية ومثقفة لها الدور الرئيس في توسع العمل الطلابي .كانت هذه الفترةتسمى بحق الفترة الذهبية حيث لم ولن يشهد العمل الطلابي سابقا وحتى لاحقا بالتأكيد نشاطا كهذا .لقد تناولت بعض الكتابات موضوعا كهذا ,موضوع العمل الطلابي في تلك المرحلةوكان الاخ أمير أمين حريصا على كتابتها وحبذا لو كانت هنالك كتابات ودراسة للفترةتلك من قبل العديد من كان مساهما او شاهدا فيها ,ولكي تكون هناك ذاكرة لتلك الفترة والتي لم يتسنى الوقت فيما سبق للكتابة عنه وبشكل علنيلطول فترة الصمت التي اعقبت ذلك التاريخ الحافل بكل معاني الاخلاص والتفاني والعلاقات الاخوية لاناس جمعهم حب وطنهم ومدينتهم وشعبهم ,بعد تقادم الزمن على صور ومشاهد تبعثرت شواهدها وشخوصها في انحاء شتى على هذا الكون الشاسع . في تلك الفترة برزت متوسطة سومر والتي أصبحت فيما بعد ثانوية سومر كواحدة من افضل مدارس الناصرية في العمل الاتحادي نشاطا وتنظيما وعددا .لذا فقدجلبت انتباه البعثيون وطلاب الاتحاد الوطني ,سيما بعد زيارة طاهر البكاء مسؤول الاتحاد الوطني في مدينة الناصرية انذاك وطلبه لقاء جميع الطلبة في القاعة الرئيسية في المدرسة وحظور ما يقارب الثلاثين طالبا ومن ثم قيامه بالغاء الزيارة وخرج حانقا ومتوعدا .على اثر ذلك تم اعفاء مدير المدرسة وتم تعيين شخص اسمه احسان السامرائي لا نعرف عنه شيئا ولم يكن من الاسرة التعليمية في المدينة انذاك ودلل اسلوبه وتعامله على انه كان ضابط امن .ويتذكر الكثير من طلبة سومر في ذلك الوقت الغرفة الصغيرة في نهاية بناية الادارة خصصت لترهيب الطلبة بمساعدة اثنان من رجال الامن في محاولة لكسب طلبة الصف الاول المتوسط ومنهم كانت البداية .قام بعدها بأبشع عمل جرى في ذلك الزمن حين شكل لجنة اسماها لجنة التأديب كان يصرف لهم مخصصات مالية وأستغل حاجتهم للمال لان اغلبهم من الفقراء .كان هؤلاء العصابة يقومون بأنتضار الطلبة القادمين الى المدرسة صباحا حسب الاسماء الموضوعة لهم سلفا ويقوموابضرب الضحية بقسوة لا مثيل بالهراوات والسلاسل وحتى الدرنفيسات .وكانت محنة كبيرة واجهت العديد منا بسبب تزايد اعمال هؤلاء وهم محميون من قبل اخرين لم تكن هناك وسيلة للدفاع عن الطلبة غير ان امر حصل غير مجرى الاحداث رأسا على عقب .في احد الايام جاء احد الطلبة الى الدرس متأخرا وهو مدمى وملابسه ممزقة وحاله يرثى له وكان الاستاذ ستار عناد قد توقف عن الشرح مذهولا وكان اكثر اساتذتنا من الشيوعيين ولكن لا حيلة لهم بالامر ووجدها استاذ ستار فرصة للرد على المدير الفاشستى فبدأيصرخ بصوته الجهوري على المدير لاعنا اساليبه في قمع الطلبة ,عندها ترك الاساتذة صفوفهم تضامنا مع الاستاذ ستار >كنت قد قمت بتذكير الاستاذستاربهذا الحادث في مقر الحزب الشيوعي العراقي وكان حاضرا في امسية اقيمت على شرف شهداء شباطفي الشهر نفسه من هذا العام <تدخل بعد ذلك الاستاذ حسن خزعل وكان انذاك متوترا جدا بعد رؤيته الطالب على هذه الحال فتوجه بلا شعور منه الى الادارة وأغرب الغرائب أن هذا الرجل الذي دوخ المدرسة بتهديداته المتكررة وعنجهيته ما ان رأى الاستاذحسن خزعل قادما نحوه حتى جرى بسرعةالبرق الى خارج المدرسة صارخا مستنجدا بالامن والحزب في مشهد كوميدي لن يجود الزمان بمثله فكان ذلك درسا جعل احسان السامرائي يدخل غرفته مسرعا وهو متلفتا خلفه وتخلص الجميع من مجرم قام بايذاء العديد من الابرياء .تلك بعض من ذكريات عشناها بحلوها ومرها على امل الكتابة عن شخوص اخرين كانت لنا معهم ذكريات عطرة ..

#حسين_طعمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات