جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 995 - 2004 / 10 / 23 - 14:48
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
فرع جديد من العسس يواجهه بعض المثقفين، والكتاب السوريين، في هذه الأيام الضحلة لا يعرف المرء كيف تطوعوا، ولحساب من يعملون..! مع ملاحظة أنهم قد يعملون لحسابهم الشخصي..وليس بالضرورة لحساب الآخرين..! ولكنهم يطلعون فجأة من وراء الأكمة، أو يبحلقون من خلف تلافيف الدماغ، أو يواجهون الخصوم المفترضين بسواطيرهم ( المفلّمة ) أي الفاقدة صلاحيتها بسبب الصدأ، والتآكل الإنتلجنسي المارق..!
تماماً، مثل شيوخ الأزهر، يكفِّرون الناس، ولا يعطونهم فرصة في أن يكونوا كما يرغبون .. الشيوعي، أو البعثي،أو الناصري، أو الإخونجي، يجب أن يبقى كذلك إلى أن يموت ..! ممنوعٌ عليه فضيلة التطور، والتبلور، والتحول، أي يجب أن يبقى كما هو إلى أبد الآبدين..وهم بذلك لا يقبلون أن يصبح الأزعر آدمياً ابن خلق وناس ..ولا أن يهدي الله من يشاء..ولا أن ينهض المريض من سريره..! على الجميع أن يظلوا في أماكنهم لا يبرحونها إلا بإذنٍ مسبق من البوليس إياه وهل كان ينقص المبادرين الذين يجرِّبون، ويتحركون، ويبحثون عن المبررات الحقة لحضورهم الفاعل على مسرح الحياة إلا بوليس جديد ينهشهم، أو يلدغهم، أو يحاول أن يقطع عليهم الطريق..!؟
في سورية اليوم بوليس من هذا الصنف الكريه، المتصابي بوقاحة حيث لا يعرف المنتسبون إليه كيف ينحنون أمام التضحيات السابقة ، أو اللاحقة، للآخرين.. ويتناسون عذابات أسرهم ، وأطفالهم ، الذين يدفعون الضريبة الغالية..! مهمتهم الوضيعة تقتضي فقط أن يصدروا كما هي صنعة الأجهزة الأخرى شهادات حسن السلوك، ووثائق الغفران، وإلا هيهات أن يدخل أحد إلى ملكوت الرضا وساحة المثاقفة الانفلونزية..! هم ، أي أفراد البوليس الثقافي المترادف مع كل جماعات الاستبداد، لا يجدون أنفسهم إلا إذا ( تعمشقوا ) على أكتاف الآخرين..! وهم سيظلون كذلك لأنهم لا يتقنون القيام بالواجب من غير أن يرفعوا البطاقات الحمراء في وجوه الآخرين.. وهم يستأهلون الشفقة وليس البغضاء..والرأفة وليس الجز على طريقة الموتورين..ولأنهم كذلك، فإننا لن نضِّيع وقتنا في الحديث عنهم مرة أخرى.
22/10/2004
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟