أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - القدس عنوان حضارتنا














المزيد.....

القدس عنوان حضارتنا


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 17:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


بدون مؤاخذة-
القدس عنوان حضارتنا
القدس عاصمة التمدن العربي-2-
في كتابه"قالت لنا القدس"انتبه أديبنا الكبير محمود شقير الى ما أسماه"ترييف المدينة"وأبدى مخاوفه من أن هجرة أبناء الريف الى عروس المدائن سيكون لها تأثيرها السلبي على الحياة المدينية في مدينة القدس، وهذه لفتة كريمة من مثقف فلسطيني كبير خصص جزءا هاما من كتاباته ومؤلفاته عن القدس الشريف، ولم تأت عفو الخاطر، ولكن عن وعي وادراك لما تمثله هذه المدينة الفريدة.
واذا عدنا الى عبق تاريخ المدينة عندما كان العرب عربا، وكان المسلمون مسلمين، سنجد المجاهد الخالد صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس من دنس الفرنجة في العام 1187م، فقد أسكن القبائل والعشائر البدوية في تخوم المدن، ليحموها من الغزو القبلي، ولم يسكنهم المدن، فعلى سبيل المثال أسكن عشائر عرب السواحرة أهلي وربعي وأبناء عشيرتي في جنوب المدينة القديمة، على جبل المكبر تحديدا، وكان ذا نظرة ثاقبة في ذلك، واذا كان هناك من يدعو الى ترييف المدينة المقدسة أو(بَدْوِنَتِها)فعليه أن يتذكر أن غالبية المدن الفلسطينية هي قرى كبيرة، جرى توسيعها واقامة أبنية حديثة ومشاريع اقتصادية فيها، وتمّ تشكيل مجالس بلدية لها، أما الحضارة المدينية الحقيقية فإن القدس عنوانها، ليس في فلسطين فحسب، بل في كافة أرجاء العالمين العربي والاسلامي، ولسنا بحاجة الى التذكير أن القدس القديمة بشكلها الحالي سبقت اكتشاف أمريكا بمئات السنين، وأن المسلمين عندما فتحوها في العام 635م الموافق سنه 15للهجرة، كانت مدينة قائمة ولها سور يحميها فحاصروها ما يقارب الستة شهور حتى سلمها البطريرك صفرونيوس للخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، وتثبت الحفريات التي تمزق أحشاء المدينة أن هناك أنفاقا ومخازنَ وطرقات تحت المدينة الحالية، وجميعها تشير الى أنها آثار عربية اسلامية، وهناك بعض الآثار البيزنطية عندما استولى الرومان على القدس قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام بقليل.
والحديث عن القدس وتاريخها يحتاج الى مجلدات وأبحاث، لكن في كل الظروف فان القدس تخطت منذ آلاف السنين مرحلة البداوة والحياة البدوية والقروية أيضا، وعلينا أن نفاخر بامتدادنا الحضاري عبر التاريخ والذي أكثر ما يتمثل في القدس، واذا تغنى آباؤنا بأن"لندن مربط خيولنا"نكاية بالانجليز الذين استولوا على فلسطين واستعمروها بعد الحرب الكونية الأولى، وفتحوا حدودها للهجرة اليهودية تمهيدا لتنفيذ وعد بلفور باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، فان القدس لن تكون مربطا لخيولنا، ولا مكانا لبناء خيامنا، بل ستبقى كما هي عنوانا لحضارة شعبنا وأمتنا.
أذكر ذات يوم في أواخر سبعينات القرن الماضي أن وفدا ثقافيا بريطانيا زار مدينة القدس، والتقى بعدد من المثقفين الفلسطينيين في المسرح الوطني الفلسطيني-الحكواتي- فقال أحدهم:"ان القدس التي تتقاتلون عليها أصغر من أصغر أحياء لندن" فرد عليه الراحل محمد البطراوي قائلا:"لكن القدس بشكلها الذي تراه سبق وجود لندن كمدينة" فاعتذر الزائر البريطاني عن الخطأ الذي وقع فيه.
والعالم جميعه يعترف بحضارة القدس، لذا فان منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة"اليونسكو" تعتبر القدس القديمة ارثا حضاريا للانسانية جمعاء، وهي بهذا شاهد على مساهمة شعبنا الخلاقة في بناء الحضارة الانسانية، فهل تصلح القدس بعد هذا أن تكون"عاصمة للعشائر العربية"؟ وبالتأكيد انها العاصمة السياسية والدينية والتاريخية والثقافية لشعبنا ولدولتنا العتيدة، وهي مفتوحة للمؤمنين العرب والعجم كونها الحاضنة لأقدس مقدسات المسلمين والمسيحيين، فالمسجد الأقصى أحد المساجد الثلاث التي تشد اليها الرحال، وهو مقترن بالكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وبالمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وكنيسة القيامة هي مكان حجيج المؤمنين المسيحيين، لكنها في كل الظروف تبقى عنوانا للتحضر والتمدن.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس عاصمة التمدن العربي
- مزين برقان في ندوة اليوم السابع
- العمالة الوافدة تهدد عروبة دول الخليج العربي
- من أدب الرحلات-في لبنان جنة الشرق
- الأبواب المنسية في ندوة مقدسية
- ديكتاتورية القائمين على المؤسسات
- الأرض محور الصراع
- من أدب الرحلات-سوريا
- فوبيا عقلية المؤامرة
- المتوكل طه يطرق الأبواب المنسية
- د. صبحي غوشة والحياة الاجتماعية في القدس
- فوز....تكريم....ورحيل
- لن ينقذ ليبيا إلا الليبيون
- لا لتدمير ليبيا ولا لحكم القذافي
- بين الشيطنة والأنسنة
- الاحتفال بالذكرى العشرين لانطلاقة ندوة اليوم السابع الثقافية ...
- كي لا تضيع فرصة التحول للديموقراطية
- مزين برقان تبدع رواية الحب
- د. غوشة والحياة الاجتماعية في القدس
- اليوم السابع علامة ثقافية فارقة في القدس


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - القدس عنوان حضارتنا