أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - التجمع الليبرالي في سورية: وقفة تأمل-2-














المزيد.....

التجمع الليبرالي في سورية: وقفة تأمل-2-


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 995 - 2004 / 10 / 23 - 14:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نعم، نحن كاسدون.. وبضاعتنا بالتالي كاسدة لا لأنها كذلك، بل لأننا نحمل أوزار المرحلة بكلِّ أوساخها، وتفاصيلها، فالشريف فينا أقرب لأجهزة السلطة منه لطروحاته السياسية، والمثقف العتيد عندنا همه الأساس حجز مقعد في القطار، وأي قطار في هذا البلد غير قطار التسلط، والنفوذ، والمصلحة الشخصية..! الكاتب منا، يبحث عن مجدٍ ما حتى ولو كان عابراً ، أو خلبّياً..والملتحق سريعاً، يبحث عن حيِّز في مكان لم يستطع الوصول إليه عبر الزمان المنقضي.. نحن نحبو في شيخوختنا نحو الأمل وهو الحق المشروع المتاح، لكننا لا نعرف كيف نخطو نحوه على الأرض..! لقد وصل بنا الأمر إلى درجة أنه كلما اجتمع منا خمسة يكون بيننا عسسيٌ محترف، أو انتهازيٌ مؤتلف، وهكذا تكاثرت الدمامل على جسد الوطن..! وكم سيسوء البلاد حين سيفقأ أحدٌ ما هذه الدمامل المنتشرة على كامل الجغرافيا..وراهن التاريخ..! كلنا أساتذة فلا ينقص سوى وجود التلاميذ..! وكلنا طغاة من الحجم الصغير لكننا نمضغ علكة الديموقراطية طيلة نهارنا والباقي من ليالينا العقيمة..! نكتب هواءً بلا أوكسجين..وماءً بلا طعمٍ ولا نكهة..ندور حول أنفسنا منذ أربعين سنة ولم نشعر بالدوار وكأن الدوران صار صنعتنا..! عند الغروب في بلدة الناصرية السورية قلت لنبيل:تعال نحاول الخروج من هذه الدائرة ونطلق صيحةً في هذا الوادي العميق.. وتلك البحيرة الراكدة ..! وكان ما كان فدخلت وإياه بسرعة البرق مربع الزوابع، ودهليز المتاعب.. ونفق الجالسين و المنتظرين أية فرصة وما أكثرهم في الزمن الصعب ! بحثنا عن صبية اسمها – سورية - طويلاً فلم نجدها..سألنا العابرين، والسارقين، حتى السفلة سألناهم ولم نجد لها عنواناً خلف حجر..كل من وجدناهم حولنا أو في سعينا كانوا مثلنا يبحثون عن بلادٍ كانت ذات يوم مثل القمر..أيُّ سرابٍ هذا وأية تضاريس تلك التي تسربت من بين أصابعنا كنسمة ضوء ، أو فسحة شعاع..! ولدنا في الظهيرة وجرى تشييعنا مع أفول الشمس إنه عمر مديدٌ شقيٌ في بلادٍ ضائعة لم يعد لها اسمٌ، ولا فصلٌ، ولاأصل..! يتغنى باسمها حفنة من التجّار..والقصّار..والفجّار.. ثم هاهم يرقصون حول جثتينا كما يفعل المحققون المنهمكون الذين وجدوا فجأة حروفاً ضائعة، ونقاطاً ضبطنا متلبسين بوضعها في مواضعها ..! قلت لنبيل: هيا نلاقي الأمل ولنترك الجالسين في مراجيحهم يلعبون فولدنا عند الفجر..! وأهالوا على جثتينا التراب عند الظهيرة..! يا لتلك البساطة بساطة أن تولد بلا قابلة، وبساطة أن تموت بلا صدى، وأن تُشيع بلا جنازة..! تماماً كبساطة أن تحب تلك الصبية التي ادعى جميع الآلهة أنها ابنتهم.. وترِكَتهم التي أودعوها في أيدي العرب..! يا لقباحة السياسة والسائسين..! الغزاة والفاتحين..! طُعنا في الأمس بخنجر اليمين وانتعش من خلفنا مساكين اليسار..وانهالت على عظامنا بلطات التتار..! أدرنا جثتينا نداري حلمنا الجميل ففاجأتنا – سورية- بشعرها الطويل..!
للحديث صلة
20/10/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجمع الليبرالي في سورية: وقفة تأمل -1-
- وجه فرنسا القبيح..مجدداً
- معاوية : أول المورِّثين العرب
- الضربة السورية القاضية
- غربلة المقدسات -26-
- متعة الحرية في كوردستان العراق
- حول العمل والإصلاح: سورية نموذجاً
- أفسحوا الطريق ..! الحزب وصل
- ميخائيل عوضْ عوى أم قبض..؟
- بمناسبة احترام الدستور اللبناني ضوء على بعض مواد الدستور الس ...
- غربلة المقدسات-25- الجفر
- غربلة المقدسات -24- الجفر
- غربلة المقدسات -23- الشريف عليه السلام
- دستور يا مولانا..الدستور..؟
- حول المس والممسوس: لبنان نموذجاً
- زواج المتعة بين الإصلاحيين والفاسدين
- تبادل للسلطة أم تبادل للرأي
- كيف تصبح رفيقاً في /24/ ساعة
- غربلة المقدسات 22-المختصر في أزواج محمد وخطيباته
- غربلة المقدسات -21- يونس: النبّوة المتمردة


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - التجمع الليبرالي في سورية: وقفة تأمل-2-