|
قنابل موقوتة بأمرة مُقتدى
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 11:32
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ما كانَ أروَع من " المُقاوَمة " العراقية ، ( لَو ) كانتْ تستهدف فقط قوات الإحتلال الامريكي " على الرغم من انني ومعظم العراقيين كما أعتقد فرحنا كثيراً بقيام الامريكان بإسقاط نظام صدام الفاشي ، لكن تمادي الامريكان في الأخطاء القاتلة ، وّفرَ الذريعة لِما يُسمى بالمقاومة " .. ماكان أجملها .. لو لم تقتل العراقيين الأبرياء في الأسواق الشعبية والمحلات السكنية .. لو لم تُفّجِر أنابيب الماء وأبراج الكهرباء والمدارس والمستشفيات . لكن الواقع خلاف ذلك تماماً .. فهذا الوصف النبيل : [ المُقاومة ] ، اًستغِلَ لأهدافٍ ومرامي بعيدة عن معانيها السامية ، وأصبحتْ ورقةً يستخدمها الأمريكان وأطراف العملية السياسية العراقية ودول الأقليم ، على السواء في سبيل تحقيق غاياتها . شخصياً أحترم الجماعات والأفراد الذين أعلنوا منذ البداية رفضهم الكامل للإحتلال ولكل العملية السياسية الناتجة عنه .. مثل الذين يتسَمون ب " دولة العراق الاسلامية " ومجموعات صغيرة من ما يُسَمى " المُجاهدين " العراقيين.. فهؤلاء واضحون في شعاراتهم ويُعادون الامريكان والحكم العراقي الجديد على السواء .. أعلنوا ويعملون بكل طاقاتهم في سبيل تحقيق مايريدون .. انهم أعداء العملية السياسية بِرِمتها .. أي أعداءنا جميعاً . لكنني لا استطيع إحترام الانتهازيين والذين يضعون قدماً في العملية السياسية وقدماً اُخرى في " المقاومة " ... مثل عديدٍ من الاحزاب والحركات والشخصيات " السنية " إذا جاز التعبير .. فلقد رأينا أعضاء في مجلس النواب متورطون في عمليات إرهابية وتفجيرات ضد عراقيين مدنيين ووزراء متهمون بالإغتيال ، ومعظم هؤلاء الذين إنخرطوا في العملية السياسية ووصلوا الى مواقع مهمة .. ثم إنكشفتْ أفعالهم الاجرامية .. هربوا الى الخارج أو هُرِبوا بشكلٍ أدق ، وقسمٌ آخر لازال موجوداً ..بل لازال يتبوأ مراكز خطيرة ... لا أحد من هؤلاء المشبوهين اُلقِي القبض عليه او قُدِم الى المحاكمة . على الطرف الآخر ، يُمثل التيار الصدري وملحقاته ، خير تمثيل ،هذه الفئة من الانتهازيين الذين يلف الغموض سياستهم ومواقفهم .. فمنذ 2004 تراهم يختلقون المشاكل والأزمات والمعارك .. وقليل القليل من هذه المعارك ضد الامريكان .. فمعظمها ضد العراقيين انفسهم !. فمن المشاركة في تأجيج الطائفية البغيضة .. الى الإغتيالات والتصفيات الجسدية ضد خصومهم المتنوعين .. الى إفتعال المعارك في عديدِ من المدن وبغداد .. الى التحكم بتصرفات الناس وتقييد حرياتهم إينما إستطاعوا ، بتطبيق أسوأ أحكام " قشور " الدين عليهم .. الى إحداث الفوضى في مجلس النواب .. الى تحويل الوزارات التي سيطروا عليها في السنوات السابقة في بعض الفترات ، الى بؤرٍ للطائفية والفساد والعمليات المشبوهة . واليوم حيث ان نائب رئيس مجلس النواب من التيار الصدري ، وعدد من الوزارات المهمة ومواقع في الاجهزة الامنية ، بيدهم ، أي انهم مشتركون بقوة في الحكومة والسلطة ... تراهم " يتاجرون " بالشعارات الدينية والمذهبية ، ودليلٍ على ذلك مظاهرة يوم امس 9/4 .. الذي كان شِعارها المُعلَن هو " خروج الاحتلال الامريكي " .. بينما في الواقع ، كانتْ رسالة واضحة وإستعراض قوة وإظهار عضلات .. ليسَ للأمريكان .. بل لشركائهم في الحكومة وبالذات : نوري المالكي وحزب الدعوة !. فمن الطبيعي .. ان لا أحد ضد عبارة : " صلى الله على محمد وآل محمد " .. كان خطاب التيار الصدري فارغاً من أي مُحتوى سياسي أو فكري .. اللهُمَ ما كُرره الخطيب مراراً وهو يصرخ : [ كُلنا قنابل موقوتة بأمرة السيد مُقتدى ] !! صّلوا على النبي محمد وآل محمد ! . ومُقتدى الصدر قابعٌ في إيران بحجة الدراسة .. وهو في الحقيقة لا يستطيع الإقامة بصورةٍ طبيعية في العراق . والخشيةُ كُل الخشية ، ان تنفجر هذه " القنابل الموقوتة " علينا نحن العراقيين !. ............................................. أعتقد ان إنسحاب القوات الامريكية المتبقية في العراق .. سواء جرى في موعدهِ بالضبط وبصورةٍ كُلية وِفقَ بنود الإتفاقية .. أم جرتْ عليها تعديلات " بطلب من الجانب العراقي " .. فأن المسألة أكبر من ذلك ... ف " النفوذ " الامريكي باقٍ حتى إذا إنسحبَ آخر جندي في نهاية العام الحالي .. والسفارة الضخمة في بغداد وكادرها الكبير والشخصيات العراقية " الهامة " المُسيطرة والمتنفذة على الساحة العراقية ، " كُلهم " من رِجال أمريكا ، رغم تغنيهم بشعاراتٍ " وطنية " .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
9/4 يوم تحرلال العراق
-
السفرات المَدرسية
-
الإرهابيين العَرب في العراق
-
دولة قَطَرْ العُظمى
-
على هامش حرق القرآن
-
أقليم كردستان .. بين السُلطة والمُعارَضة
-
التربية والتعليم ... ثانيةً
-
البَديل
-
كِذبة نيسان
-
تحية للحزب الشيوعي العراقي
-
إرهاصات عراقية
-
أردوغان في كردستان
-
- الأحمر - واللعب في الوقت الضائع
-
أفكارٌ سورية
-
ديكٌ وحِمار .. في مكتب الوزير
-
عُطلة بين عُطلتين
-
ألله كريم !
-
الذي يَملُك والذي لا يَملُك
-
حكوماتنا وبُطلان الوضوء
-
- نوروز - مَصدر إلهام الثُوار
المزيد.....
-
فيديو يظهر لحظة قصف دبابة إسرائيلية المبنى الذي كان يتواجد ف
...
-
أول تعليق من حزب الله والحوثيين على مقتل يحيى السنوار: -حمل
...
-
الرئيس الفرنسي يكرم ضحايا مظاهرات 17 أكتوبر 1961 ويعتبر أنها
...
-
تفاصيل مقتل السنوار في غزة وردود الفعل ومن سيخلفه؟
-
اتهامات أممية لطرفي النزاع في السودان باستخدام -أساليب التجو
...
-
بعد مقتل السنوار... بلينكن يجري عاشر جولة في الشرق الأوسط من
...
-
ترحيب غربي بمقتل السنوار وإيران تشدد على أن -روح المقاومة ست
...
-
غداة مقتل السنوار... ملف غزة على رأس محادثات بايدن وقادة أور
...
-
قمة -كوب16- في كولومبيا... ما هو واقع التنوع البيولوجي في ال
...
-
المجلة: من هو يحيى السنوار.. وهل أخطأ في -الطوفان-؟
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|