ثمان أعوام على سقوط الصنم العراقي

رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3331 - 2011 / 4 / 9 - 20:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سقوط الصنم
اليوم , الذكرى الثامنة لسقوط صنم الطاغيّة الأكبر , صدّام .
إنّهُ أكبر حدث في المنطقة خلال العقد الأوّل من ال ق 21 , شاءَ المؤدلجون والظلاميّون , أم أبوا .
لا تخدعوا أنفسكم والناس , فكلّ ماحدث بعده من تداعيات وخلط للأوراق ودخول الإرهابيين من دول الجوار وآلاف الضحايا من الأبرياء ,
سببها أؤلئك القتلة أنفسهم , وليس مَنْ أخرجَ صدّام من حفرتهِ وسلّمهُ للشعب العراقي .
وعلى من يُطالب اليوم ( بإسم الديمقراطية) بحقوق المعتقلين الإرهابيين أن يتذكر , أنّ أؤلئكَ الإرهابيين صادروا أهمّ حقّ للإنسان , ألا وهو .. حقّ الحياة !
والسؤال هو / كيف تأمرون الناس بالبّرِ وتنسون ضحاياكم الأبرياء ؟
هذا لا يعني أنّي موافق على فساد الساسة الجُدد وألاعيبهم .
فحتى المشاركين منهم بالعملية السياسية مثل مقتدى الصدر يسعى لإخراج مجرميهِ بصفقات مشبوهة ( إن لم يكن أخرجهم فعلاً ) .
لكنّي أذكّر , بأنّ هؤلاء ( الجُدّد ) وحتى من سبقهم , هم من صميم الرحم العراقي ولم ينزلوا علينا من القمر , بل هم اليوم يمثلون الغالبية ( في حكومة الشراكة ) وجاؤوا حسب صناديق الإقتراع .
والعافية درجات (حسب التعبير العراقي) ووضع اليوم لا يُقارن مع العهد البائد , عند المحايد .
والديمقراطية , ثقافة وسلوك ومباديء يؤمن بها الجميع قبل أن تكون عصا سحرية تحقق المستحيل .
*********
ذهانيّات
حسب المفكر العربي / العفيف الأخضر , وأيده د. شاكر النابلسي
فأنّ الذهان أو ال Psychiatric هو العامل النفسي الكامن وراء الثورات العربية الحاليّة .
وهذا نصّ الفقرة الرابعة من مقالة د. شاكر / متى وكيف ولماذا تندلع الثورات ؟
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=253846
4
أمّا التفسير النفسي لاندلاع الثورات، فيرى العفيف الأخضر، أن الثورات العربية الدائرة الآن هي نوع من مرض الذُهان Psychiatric .
والذُهان "حالة نفسية فردية أو جماعية، تُعبِّر عن نفسها بالمراوحة بين طورين: طور نوبات الهوس (الهياج والابتهاج) وطور نوبات الاكتئاب (الهمود والخمود)،
الذي يصيب خاصة الشباب في سن 18 – 40 سنة. وحيث المعدل الوسطي لسن المهووسين 30 سنة. وفي طور نوبات الاكتئاب، يسقط المكتئِب في بئر بلا قاع،
يجترُّ هذيان نهاية العالم، وخاصة نهايته الوشيكة هو نفسه. ويتهم نفسه الأمَّارة بالسوء، وتعذبه الأفكار الحزينة، والأفكار السوداء الانتحارية.
وسرعان ما ينتقل من الفكرة إلى الفعل، عند أول صدمة نفسية، كقطيعة مع محبوب، أو شجار عائلي حاد، يُشعره بأنه غير مرغوب، وغير محبوب. ويبدو الانتحار للمكتئِب حلاً مثالياً للنزاع بين ذاته وبين العالم الخارجي، لأنه يقضي على الطرفين معاً. فالتصرفات الانتحارية – غالباً - لا تقرأ حساباً للعواقب. وهذا ما يجعل الانتحار سهلاً ودراماتيكيّاً مؤثراً. ويطغى جنون العظمة على الواقعية."

"فالذُهان Psychiatric إذن، هو العامل النفسي الكامن وراء الثورات، التي تفاجئ الجميع - بمن فيهم صانعيها أنفسهم- وهذا ليس حُكم قيمة، بقدر ما هو معاينة لواقعة تاريخية.
فجزء مهم من تاريخ البشرية، صنعه المهووسون أفراداً أفْذاذاً، وجماعات هائجة." إنتهى
لستُ في صدد تفنيد ( الكبار) , لكنّي أقول أنّ هذا الرأي المحترم لا ينفي حقيقة أنّ الوعي الشعبي المتوفر من الإنترنت والإعلام البديل وإنفتاح العالم كقرية كبيرة متصلّة ومتواصلة الأخبار , هو الدافع الأهمّ لتحريك تلك الثورات البيضاء .

***********
إستراحة قذافية
إقرؤوا هذا الجزء من الرسالة الدبلوماسية القذافيّة التالية :
{ إبننا العزيز صاحب السعادة، "بركة حسين أبو عمامة"، إن تدخلك باسم الولايات المتحدة أصبح لا مفر منه لكي ينسحب حلف الناتو في النهاية من التدخل في الشأن الليبي. فليبيا يجب أن تترك لليبيين وفي إطار الاتحاد الأفريقي } .
بعيد عنكم دبلوماسي جداً ومؤدب أكثر من اللزوم , يظنّ أنّه قاعد في زنكة ليبية يهذي على راحته .
يا ويلي على شعوبنا / كيف حكمنا مثل هؤلاء أربعة عقود ؟
أين كنّا نعيش قبل إختراع الإنترنت والفيس بوك ؟ في الكهوف ؟
وكان في بداية رسالتهِ ( الدبلوماسية ) قد توسل وتذلل قليلاً بلقطة تذكرنا بإنبطاحهِ يوم إخراج صديم من حفرتهِ , حيث كتب :
{ لقد آلمتنا معنويا أكثر منه ماديا بسبب ما وقع ضدنا من أفعال وأقوال من جانبك، وعلى الرغم من ذلك ستظل ابننا مهما حدث، وما زلنا ندعو لك بالبقاء رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية } .
صحيح اللي إختشوا .. ماتوا , أيّها العقيد العاقل .

تحياتي لكم
رعد الحافظ
9 إبريل 2011

#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات