أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - السلفيون والثورة















المزيد.....

السلفيون والثورة


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 3331 - 2011 / 4 / 9 - 19:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السلفية هى تيار سنى تعنى العودة الى نهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعى التابعين وإلى أخذ الأحكام من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة والإجماع والقياس والإبتعاد عن كل البدع الغريبة عن روح الإسلام وتعاليمه والتمسك بما نقل عن السلف، وتدعو الى إصلاح أنظمة الحكم والمجتمع والحياة الى ما يتوافق مع الشرع الإسلامى وقد برزت بمصطلحها الى الإمام " أحمد بن تيمية" وتلاميذة وأعاد إحيائها الشيخ " محمد بن عبد الوهاب" فى الجزيرة العربية فى القرن التاسع عشر.
يعتقد السلفيون بوجوب إفراد الله بالحكم والتشريع وهذا المفهوم يعرف بالحاكمية فى مواجهة الديموقراطية التى تعنى حكم الشعب ويعتقدون ان من أشرك فى حكم الهة أحدا ما كان شخص أو مؤسسة أو مجلس فقد خرج عن ملة الإسلام وأشرك بالله، ويروجون لمبدأ الشورى كبديل عن الديوموقراطية ويرفضون كافة الأفكار الأخرى كالليبرالية والعلمانية والإشتراكية، لذا فهم تقليديا يحرّمون الإنتخابات وكافة المؤسسات المنتخبة من برلمان وغيره ويدعون الى إحياء الخلافة الإسلامية وإختيار خليفة المسلمين بالبيعة من أهل العقد والحل.
وللسلفيون آراء محددة فى بعض القضايا المتعلقة بأمور حياتية منها:
1- الجهاد : يعتقدون أن الجهاد هو فرض كفاية حين دخول العدو الى ارض اسلامية وفرض عين على كل مسلم ومسلمة اذا غزا الثغر الذى يقيمون فيه، وان كل مسلم وجب عليه الجهاد ولو مرة واحدة فى حياته على الأقل.
2- القبور والأضرحة : يمنعون زيارة القبور ويحرمونها ويعتبرون ذلك نوعا من انواع الشرك، كما يحرمون اقامة المساجد أو الأضرحة على القبور ويؤثمون زيارتها أو الصلاة فى المساجد المقامة عليها، أو النذر لها والذبح عندها.
3- التوسل بالأنبياء والصالحين وطلب الشفاعة : يعتبرونها من الكبائر وتساوى لديهم الشرك بالله ويكفرون القائلين بالتوسل على وجه العموم
4- الإحتفال بميلاد الرسول والموالد عموما : ينكر السلفيون من يحتفل بمولد النبى ويعتبرونها بدعة ابتدعها الفاطميون فى مصر لإلهاء المسلمين عن دينهم، كما يحرمون اقامة الموالد للأولياء والصالحين والتبرك بهم.
5- السمع والطاعة : يقر السلفيون مبدأ السمع والطاعة لأولى الأمر، ويحرمون الخروج عليهم بشتى السبل "ولو جلد ظهرك وأخذ مالك"، ويدينون المظاهرات ضدهم ويرون أن الخروج عليهم بدعة ويستند السلفيين فى ادانة المظاهرات الى مجموعة من فتاوى علماء الوهابية على رأسهم ابن باز فى فتواه الشهيرة التى تنص على (ما قد يفعله بعض الناس من المظاهرات التي قد تسبب شرا عظيما على الدعاة ، فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة).
6- تطبيق الحكم بالشريعة: يتفق السلفيين مع الكثير من التيارات الإسلامية فى ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية ويزيدون ان عدم تطبيقها جحود مستشهدين بقول الله تعالى "إن الدين عند الله الإسلام، وقوله "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"، و“إن الحكم إلا لله” ويرفضون المساواة بين المسلم وغير المسلم ورفضهم تولى مسيحى أو إمرأة الحكم إلتزاما بقوله (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً).
ويركز السلفيون على المظهر فى الشكل من إطلاق اللحى والنقاب للنساء وتقصير الثوب وصبغ الذقون ويتهمون مخالفيهم وخاصة أصحاب الطرق الصوفية بممارسة الشرك الخفى والتبرك بالأضرحة والأولياء وإقامة الموالد بما تحفل به من إختلاط وحلقات الذكر والغناء والموسيقى وكلها بدع مؤثمة دينيا ولا يكتفون بتفسيقهم بل تكفيرهم أيضا، وقد انتشر الفكر السلفى نتيجة للهجرة الواسعة بعد حرب 1973 الى السعودية والعودة بأفكار الوهابية واتباع مشايخهم ابن باز وابن عثيمين وغيرهم، ويلجأ السلفيين الى الهجوم على المساجد المقام بها أضرحة وحتى الكنائس والملاهى ومحلات الفيديو والأشرطة الموسيقية كما يعلن السلفيون عدائهم لجماعة الإخوان المسلمين بإعتبارها جماعة ضالة توافق على خوض الإنتخابات وتدخل فى تحالفات مع أحزاب ليبرالية وعلمانية.
لم يشارك السلفيين فى فعاليات الثورة التى انطلقت فى 25 يناير طوال فترة صمود المعتصمين فى ميدان التحرير ورحيل الرئيس المخلوع فى 11 فبراير، بل كان لهم موقف سلبى منها وذلك بإدانة التظاهر والدعوة لعدم الخروج على الحاكم فوق منابر مساجدهم ورفضهم للإختلاط فى المظاهرات ورفع شعارات محرمة شرعا مثل (عاش الهلال مع الصليب)، وذلك بعكس موقف الإخوان الذين ترددوا أولا ثم التحقوا بالثورة بعد خروج الملايين الى الشارع.
يبرر السلفيين تغيرموقفهم السياسى بعد نجاح الثورة والدعوة الى إنشاء حزب سياسى لهم كون أن النظام السابق كان يفرض على من يدخل العمل السياسى تقديم بعض التنازلات بالإضافة لتزوير إرادة الناخبين، فقد شاركوا بقوة فى الإستفتاء على التعديلات الدستورية وبدؤوا سلسلة من الإعتداءات على الأضرحة وحرقها والدعوة لتطبيق الشريعة واقامة الحدود بالقوة والعنف على المخالفين وخصوصا الأقباط فى الصعيد والدلتا وهدم كنائسهم والإعتداء على غير المحجبات وغيرها من الممارسات العنيفة، وكذلك صراعهم السافر مع الصوفيين والإخوان المسلمين، ويقولون أن عليهم حفظ الدين وسياسة الدنيا بالدين.
عندما إنتقل السلفيين الى العمل السياسى بعد الثورة فإنهم فى الأغلب الأعم وجهوا سهامهم الى ثالوث " المرأة – الجنس – المسيحيين"، والى التركيز على بعض الجوانب الثانوية مثل الأضرحة والتوسل بالأولياء وعدم التطرق باهتمام الى قضايا الفساد وتهريب الأموال، وكانوا حاضرين بشدة فى حوادث الإحراق المتزامن لمقار أجهزة مباحث أمن الدولة والعنف الطائفى.
قد يكون صوت السلفيين عاليا، وممارساتهم مزعجة للجميع من أقباط ( خاصة مع دعوتهم ان يدفع الأقباط الجزية للمسلمين) ومواطنين عاديين وحتى باقى جماعات الإسلام السياسى وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين التى تشعر أن أى نجاح يحرزه السلفيون هو خصم من رصيدها، وبالرغم من ذلك فليس للسلفيين قاعدة جماهيرية حقيقية تمثل رصيد قوة لهم، فكما نعلم أن جلّ المصريين أهل سنّة ويقدسون السلف الصالح وهواهم أهل بيت الرسول ولكنهم ليسوا أنصار الدعوة السلفية، وكذلك المتصوفة وجمهورهم يتجاوز 15 مليون مصرى ليس لهم قوة سياسية تذكر، فالسلفيون مثل الزبَد فى بحر هائج لا يلبث أن يزول.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة...والثورة المضادة
- الثورة فى سلطنة عمان
- فتحى الشقاقى....ودور نظام القذافى فى إغتياله
- عاصفة على البلدان العربية
- اليسار والثورة
- الإخوان والثورة
- ثورة مصر2011.....قراءة سريعة
- إنفصال جنوب السودان...وكل هذا الضجيج
- ذكرى إنتفاضة الخبز..18 -19 يناير 1977
- إلى أصحاب نظرية المؤامرة...الموساد هو الحل
- حزب التجمع .. والقرار الصعب
- هل هى أزمة ثورية؟ أو مجرد أزمة إجتماعية؟
- سبعة عشر عاما على رحيل - تيمور الملوانى-
- الإنتفاضة .. هل تكون بديلا للثورة؟
- رسالة مفتوحة إلى الدكتور/ محمد البرادعى
- حركات الشباب الاحتجاجية فى مصر
- الاستغلال ..بين المفهوم الديني والنظرية الماركسية
- الوهابية المصرية...والنكوص للخلف
- الحياة الدستورية المصرية ... دستور 1923 نموذجا
- صفحة ناصعة من تاريخ مصر


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - السلفيون والثورة