|
هرمنا
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3331 - 2011 / 4 / 9 - 10:39
المحور:
حقوق الانسان
هرمنا يا زعمائنا ونحن في عُمر البراعم والزهور...ونضجت جلودنا قبل أن ينضج التين والرمان والزيتون...وسقط الشَعرُ عن رؤوسنا ونحن ما زلنا في الربع الأول من أعمارنا ..وتجعدت الوجوه قبل أوانها وارتخت عضلات وجوه البنات والأولاد وهم ما زالوا في زهر الشباب..أصابتنا الشيخوخة المبكرة..شبنا قبل أواننا مما شاهدناه أمامنا في عمان وإربد والزرقاء والمفرق والعقبة...هذه البلاد تجعل الشبان شيبا لكثرة ما فيها من كبت ومن حرمان ...هرمنا ونحن نستمعُ في الشهر الواحد لأكثر من خمسين درسا دينيا علماً أننا أكثر البلدان في هذا العالم فقرا وجوعاً وتخلفاً ...هرمنا يا مخبرين وأنتم تكتبون عنا تقاريرَ على ورق يكفي ذلك الورق بأن ينشر عليه الكتاب الأردنيون كتاباتهم ..هرمنا ولم نعد قادرين على وجع الأيام وعلى هَم السنين, هرمنا ونحن نمشي على جمر النار.. هرمنا يا متعمقين في جرحنا وإصابتنا وقهرنا وإذلالنا..هرمنا يا متبحرين في صنع أحزاننا وآلامنا ..هرمنا يا مُقسمين اليمين على إذلال الشعب الأردني...هرمنا وتعبنا يا أردنيين...هرمنا يا فاسدين.....هرمنا ونعبنا قبل أن نبدأ العمل وأقسم لكم بأن جارتي صار عمرها 45 عاما وهي تراجع بديوان الخدمة المدنية ...هرمنا يا مستوطنتين في قلوبنا بالخوف وبالإرهاب... هرمنا يا سَحَرة ويا مشعوذين, هرمنا يا عنصريين هرمنا من الجوع يا فاسقين... هرمنا ونحن على أبواب الرزق ننتظرها أن تفتح على وجه المخادعين والماكرين, هرمنا ونحن ننتظر السماء أن تفتح في ليلة القدر على الأردنيين من شماليين ومن جنوبيين ومن شيشان ومن فلسطينيين, هرمنا يا قادة قوادين ..هرمنا يا زعران ويا قوادين, هرمنا يا قادة متجبرين ومتسلطين, هرمنا يا من تحقدون على الورد وعلى الأزهار وعلى رائحة الياسمين, هرمنا يامن تنتقمون ليل نهار من المثقفين..هرمنا يا زعران منتشرين في أروقة الدولة كما تنتشر الجرادين ....هرمنا ونحن نستمع للكذب المدوي من خلال كل الخطب السياسية..وهرمنا ونحن ننتظر بالإصلاح....هرمنا ونحن نركض خلف لقمة الخبز من مكانٍ إلى مكان...تعبنا وهرمنا ونحن ما زلنا نسمع بالوعود وبالأباطيل الكاذبة....هرمنا يا سادة تنظر إلينا كعبيد..هرمنا يا مفترسين..هرمنا يا قادة تجلسون على مكاتبكم كما يجلس أصحاب الدكاكين تبيعوننا القوانين وتقبضون ثمنها باليسار وباليمين..هرمنا يا سادتنا..هرمنا يا مشايخنا...هرمنا ونحن ما زلنا نحمل الأحجار على أكتافنا والأخشاب والنير الكبير..هرمنا يا...هرمنا ونحن ما زلنا ننظر بالخارجين وبالمارقين على الشعب المسكين...هرمنا يا متسلطين..هرمنا يا منافقين ويا منحازين إلى الطوائف المتعددة من لبنان إلى عمان..هرمنا يا وجوها تبعث الرعبَ في كل مكان..هرمنا يا منفذين لسياسة الدكتاتوريين..هرمنا يا سفلة ويا منحطين ..هرمنا وشابت رؤوسنا من رؤيا من الخوف ومن الرعب ومن السكاكين.......هرمنا يا جلادين ويا أبناء الجلادين..حتى البريق الذي في عيوننا قد ذهب لمعانه..والشعر الأسود صار كله بلون الثلج ..هرمنا يا مسلمين..هرمنا يا مجرمين.. هرمنا ونحن نقول غداً هو الأفضل والشهر القادم أفضل من هذا الشهر ...هرمنا ونحن نقول في كل شهر بأن الله وأنتم ستفرجونها علينا في هذا الشهر أو في نهاية هذا الأسبوع وتمضي بنا الأيام ونحن نهرمُ ونزداد هَرَما ويأت الشهر وينتهي الشهر ونحن ما زلنا كما نحن لم نتقدم إلى الأمام ولا حتى أي سنتمتر مربع واحد وعلى النقيض من ذلك نزداد هرما وتراجعا للوراء .
هرمنا يا نصابين ...هرمنا من تصرفاتكم ومن حكوماتكم التي نقول عنها بأنها ستفرج على يد هذه الحكومة أو تلك الحكومة ولكن من الظاهر أمامنا أنها لن تفرج لا على يد هذه الحكومة ولا على يد تلك الحكومة إلا بالتغيير الشامل لكل السفلة والمنحطين..هرمنا يا قتلة ويا مجرمين..هرمنا يا عملاء ويا مندسين..هرمنا يا لوطيين..هرمنا يا أقذر خلق الله على الأرض ويا أنجس الحكومات ويا أتفه التافهين..هرمنا يا مزمرين ويا مطبلين..هرمنا يا راقصين..هرمنا يا ممثلين علينا أدوار البطولات العنترية وأنتم تخافون من أعواد الثقاب ومن حروف الكتاب ومن خطوط الرسامين..هرمنا يا متلونين بألوان ليست لكم وبأقنعة تلبسونها على وجوهكم لتخفوا عنا وجوهكم الحقيقية...هرمنا يامن تزرعون التفرقة بين الناس وبين العطور وبين رائحة أزهار بلادي...هرمنا ونحن ننتظر بأدوارنا ...هرمنا ونحن نرتقبُ أن تستحوا أو تخجلوا أو تتأدبوا ...هرمنا ونحن معلقين بين السماء وبين الأرض ..هرمنا ويأسنا ونحن نقفُ بين الموت وبين الحياة فلا نحن مع الأموات نحسبُ ولا نحن مع الأحياء بمحسوبين..هرمنا يا مجالس الأعيان والنواب...هرمنا يا قادمين من السفر ويا ذاهبين إلى السفر البعيد..هرمنا يا بعيدين عن أحلامنا وعن طموحاتنا وعن آمالنا وتطلعاتنا..هرمنا ونحن طوال النهار نختبئ من البوليس السري ومن المطاردين لنا في الشوارع وحتى داخل بيوتنا...هرمنا ونحن ما زلنا نحلم بالحياة الكريمة..هرمنا من المتاجرين بالحرية وبالديمقراطية..هرمنا ونحن في مقتبل العمر..شابت رؤوسنا ونحن في مقتبل العشرين..هرمنا قبل أن نصل سن الهرم..أصابتنا الشيخوخة المبكرة...الشباب وهم في سن الثلاثين تعتقد حين تنظر بوجوههم أنهم في مقتبل الستين. .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عسكر وحراميه
-
اتجاهات
-
من يوميات مثقف أردني4
-
ماذا أعبد؟
-
البنت مش عيب
-
كلمة إلى ابنتي وفاء البتول
-
وأخيرا جاءت وفاء سلطان
-
الأوراق المتسخة
-
أنا مجرد رقم
-
أعداء الأردن
-
ممن يتعلم الأطفال الكذب!
-
المرأة تستعمل لسانها للحوار والرجل يستعمل يده للحوار
-
الريموت كنترول
-
مظاهرة تأييد في لواء الطيبه
-
تأويل النص
-
أمة عرصه ورب غفور
-
كيف ينام الرؤساء والملوك العرب!
-
يعيش النظام الأردني
-
نهاية العرب في السياسة والأدب
-
السلاح السري
المزيد.....
-
في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع
...
-
سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون
...
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|