الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 994 - 2004 / 10 / 22 - 08:34
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
المعطيات الصارخة التي جاءت في بحث أكاديمي أعده المحاضران من جامعة تل ابيب، دان بن دافيد ويوفال ايرز، حول هبات الموازنة الحكومية الممنوحة للسلطات المحلية في البلاد، تعكس عمليًا ما اكدناه دائمًا حول المدلول العدواني والعنصري للسياسة التي تمارسها حكومة الكوارث اليمينية الشارونية في هذا المجال.
فسياسة منح وتوزيع الهبات الحكومية على السلطات المحلية مبنية وفق مقياسين أساسيين، الموقع الجغرافي والانتماء القومي!! فحسب مقياس الموقع الجغرافي تشغل المستوطنات الكولونيالية القائمة في المناطق المحتلة رأس سلم الاولويات وتحظى سلطاتها المحلية بحصة الاسد من الهبات الحكومية. فمعطيات البحث المذكور تؤكد على سبيل المثال ان المستوطن في مستوطنة "عمانوئيل" القائمة ظلما وعدوانا في الضفة الغربية المحتلة يحصل بالمعدل على أربعة آلاف ومائتين واثني عشر شاقلا من الهبات الحكومية الممنوحة، بينما لا يبلغ المعدل القطري العام اكثر من اربعمائة وسبعة عشر شاقلا، أي عشرة أضعاف هذا المعدل، وفي مستوطنة "مغيلوت"، في الضفة المحتلة أيضًا فإن هبة الموازنة للنفر الواحد اكبر بخمسة عشر ضعفًا. ولا نبالغ بالقول عندما نؤكد دائمًا ان حكومة اليمين الشارونية هي حكومة عدوان واحتلال واستيطان. كما انه وفق المقياس الجغرافي فان مناطق الافضلية القومية، مناطق التطوير "أ" و"ب" تحظى على هبات حكومية اكبر من غيرها. والمدن العربية وسلطاتها المحلية لا تندرج عمليًا في خانة "المقياس الجغرافي" ذي الأفضلية في الحصول على الهبات الدسمة، فهي غير قائمة على خارطة السرطان الاستيطاني ومغرّبة عن مناطق التطوير ذات "الأفضلية القومية" في اطار السياسة الرسمية التمييزية العنصرية المنتهجة.
ويكشف بحث المحاضرين عن مدى التمييز القومي والعنصري الصارخ ضد السلطات المحلية العربية في هبات الموازنة الحكومية الممنوحة للسلطات المحلية. فالسلطات المحلية العربية لا تزال في ادنى درجة سلم الهبات من ناحية المنح المخصصة لها. وبالرغم من ان المدن والقرى العربية تشغل بغالبيتها الدرجات المنخفضة الاربع الدنيا من السلام العُشري للوضع الاجتماعي الاقتصادي (السوتسيواكونومي)، فانها رغم هذه الاوضاع الصعبة، لم تحرك الحكومة ساكنًا لرفع الهبات الممنوحة لسلطاتها المحلية. وقد زاد وضع السلطات المحلية العربية واليهودية سوءًا الى درجة اوصلتها الى حافة الانهيار بسبب التقليصات الحكومية في هبات الموازنة وغيرها في السنتين الاخيرتين وفقًا لخطة شارون – نتنياهو الكارثية. فعلى سبيل المثال نقلت الحكومة الى السلطات المحلية من منح هبات موازنة وتعديلات ميزانية وغيرها في العام الفين واثنين حوالي سبعة مليارات وثلاثمائة مليون شاقل، انخفض هذا المبلغ في ظل خطة نتنياهو الاقتصادية الى ثلاثة مليارات شاقل فقط. وهذه المعطيات تؤكد ان الحكومة مسؤولة اولا عن أزمة السلطات المحلية عامة، وعن أزمة السلطات المحلية العربية خاصة بسبب التمييز العنصري.
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟