أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إبراهيم اليوسف - إعادة الجنسية وضرورة التعويض الرجعي














المزيد.....

إعادة الجنسية وضرورة التعويض الرجعي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 08:03
المحور: حقوق الانسان
    


وأخيراً، وبعد انتظار ما يقارب نصف القرن من الزمان، ها صدر مرسوم بإعادة الجنسية السورية، عمن تم سلخها عنهم منذ العام 1962 وحتى اليوم -7 نيسان 2011- بتدبير عقل شوفيني إلغائي، ولطالما كرر هذا المطلب ملايين المرات في الصحافة الكردية، والوطنية وصحافة الشيوعيين السوريين، ولم يبق طرح الموضوع ضمن حدود الوطن السوري، بل بات يكرر على ألسنة المطلعين في العالم، من ساسة وناشطي حقوق إنسان، وتم توثيق كل ذلك في كتب ودراسات هائلة.
لقد عانى المواطن الكردي مسلوب الجنسية الكثير، وتكبد المرارة، أمام أعيننا جميعاً، حيث زوجته لا تسجل باسمه، ولا أبناؤه، ولا بيته، ولا يسمح له بالنوم في فندق، بل ولطالما منع من السفر من محافظة الحسكة إلى المدن الكبرى، وأنزل من الحافلات-عنوة- مهاناً، على مرأى الركاب الذين ما كان بمقدور أحد منهم قول كلمة" لا، أجل، طالما انزل من هذه الحافلات، حتى ولو كان مريضاً سيراجع طبيباً هناك، أو حتى لو كان برفقة مريض، أو قاصد عمل، ولاسيما بعد أن ابتلع الجفاف " جزيرتنا الخضراء" وبدت وصفات العلاج فاشلة، ولم يجد ابن الجزيرة إلا في الهجرة بنوعيها حلاً للحفاظ على ماء والوجه، من خلال العمل على أطراف المدن الكبرى، في بيوت الصفيح، لتأمين رغيفه بعد أن اضطر أبناؤه لترك الدراسة، والعمل في المصانع، لإعانته.
لن أتحدث عن أسباب تأخر معالجة الأمر، حيث كان دائماً ثمة ردّ أوتوماتيكي هو: تتم الدراسة الآن ، وهي على طاولة السيد الرئيس، وإن التأخر قد تم لأسباب تقنية، أو أن الجنسية لا تعاد إلى هذا المواطن، رداً على الكردي الذي يطالب بإعادة الجنسية، وكأن لسان حال هؤلاء كان" يجب أن تعاد الجنسية إليكم متسولين لا طلاب حق وطني" لتكون منة، ومكرمة منهم على مواطني درجة عاشرة.
وهاهي الآن- أي الجنسية المسلوبة- أو الغودوتية، قد عادت إلى مواطننا بعد طوال انتظار، ونفاد صبر، وبعد أن ولد أشخاص وهم مسلوبو الجنسية، وماتوا من دون تحقيق حلمهم الذي تأسطر، ودفن معهم في قبورهم، وينخره الآن الدود، أجل، لقد أعيدت إليهم الجنسية، بعد أن توافرت النوايا الصادقة خلال أيام قليلة، فحسب، أو ساعات ، كما كنا نقول دائماً: إنه وحده الشرط اللازم، ولقد كنت شخصياً قد قلت في أكثر من مقال لي مقالاتي كتبته مطالباً بإعادة الجنسية لهذا الإنسان المظلوم- وأنا واحد من آلاف الذين كتبوا كما يخيل إلي- مؤكداً بأن العمل الجاد على هذا المشروع الوطني، لا يتطلب إلا زمن توقيعه، وهو دقائق أو ثوان.... وتلك المقالات لا تزال موجودة في ذاكرة "العم غوغل"، بالإضافة إلى ما كنت أكتبه في صحافة الحزب الشيوعي من دون توقيع، بمناسبة ودونما مناسبة، أثناء فترة عضويتي بين صفوفه.
ثمة مثل كردي يقول" helez bihuriوهو يعني أنه قد فات الأوان، ولعل هذا ما يمكن أن يقوله كهل نال الجامعة منذ ثلاثة عقود مثلاً، وتجاوز سن العمل، أو شخص مرت عقود على نيله الشهادة الدراسية ولم يسمح له بعد برؤيتها،أي لم تر عينه شهادته الدراسية" هل يمكن لأحدنا أن يتصور هذه الفجيعة؟"...!، حتى بعد أن رحل عن عالمنا ومات معه حلمه، ولا مريض لم يسمح له بالسفر إلى خارج الوطن بسبب عدم حمله جواز السفر، فمات، مع أن إمكان معالجته في الخارج كان جد سهل.......!ولن أذكر مئات الأمثلة التي يمكن إيرادها، ولا أفعل ذلك، وإن كنت أرى أن إعادة الجنسية لمواطننا هي أشبه بأن يماطل أحدنا في إعادة دين مستحق، أوحق منهوب، إلى صاحبه، وهو ينبغي أن يكون مقروناً بالاعتذار، بل التعويض لهذا الإنسان الذي ألحق به الضرر.
ولعل السيد أحمد الحاج علي قد أفسد اليوم –على من وجد بقايا البهجة- ولا بهجة بإعادة هذا الحق وسط ما جرى من قتل بحق مواطنينا في أكثر من مدينة، وهي المفردة الأولى في "معجم الحرية" الكبير.... عندما قال: المواطن الكردي/ العربي، والعربي والكردي وغيرهم من أشكال الفسيفساء السوري الجميل، هم سكان أسرتنا الواحدة، وهو ما كان الدافع إلى ردّ لي عليه في آذار 2004، في مقال نشرته آنذاك، بل هو نفسه ما قلته له شخصياً في أول مؤتمر وطني جريء دعت إليه اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في فندق" البلازا"-إن لم تخني الذاكرة- وحضره الطيف السياسي السوري، كاملاً، وكان أولى نواة الحوار الوطني في سوريا، في تلك الظروف العصيبة، وتم ذلك بحضور الصديق فيصل يوسف، وكنت أتوقع أنه لن يكررها، وها هو أعاد اكتشافه ذاك، الليلة، في إحدى الفضائيات، وبرأيي أن كثيرين ممن يظهرون على هذه الفضائيات، إنما يسيئون بأكثر مما يتم، لمن ينتدبونهم، ولطالما بدوا بعد إعلان " الكلام الفصل" من مطبخ السلطة نفسه في صورة لا يحسدون عليها، ولاسيما أن رصد تناقضات ردود هؤلاء باتت تشكل عشرات الكتب، في الوقت الذي يجب فيه أن نبحث عن لغة حب وطننا السوري، خالعين أي رداء سابق، وليس على طريقة ذلك الدعي الذي يقول على إحدى الفضائيات" نحن 23 مليون عربي ونحن 23 مليون كردي وأرمني إلخ وحتى الآن ومنذ تسنمه لمهماته –كأحد أسلافه من المسؤولين في إحدى المحافظات السورية- يدرج أسماء شرفاء الكتاب على جداول منع المشاركة في النشاطات الثقافية، وهو ما يتم معي شخصياً منذ 1986 وحتى الآن، وإن مرت فترة قصيرة عدت استثناء من قاعدة ممارسات العقل المتنكر للشراكة الوطنية، وهو نفسه الذي لا تزال صورته وأضرابه ماثلة أمام عيني ، وهم يتحدثون عن فلكلور محافظة الحسكة ناسين الإشارة ولو إلى منديل طفلة من ال23 مليون كردي، أو مجرد رقصة كردية، ومع هذا يمكن أن يفتح كل منا قلبه للآخر تحت سطوة حب الوطن، ولكن بعد أن تفتح ملفات من أساؤوا لبلدنا الحبيب سوريا، من خلال الإساءة لإنساننا، ولاسيما مع من استخدم لغة النار، ولعل حقوق الكرد المنسلخين أحد أهم هذه الملفات...!
أجل، سيحس المواطن-الذي سلبت منه جنسيته على مدى خمسة عقود- بأن جزءاً من حقه قد وصل إليه، ليس عبر إعادة الجنسية إليه، بل من خلال التعويض له، عما ألحق به من أذى طوال هذه العقود، وفي بيت كل أسرة منها مئات القصص، فهل سيتم ذلك؟.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة أولى عشية تشكيل الحكومة الجديدة
- ثقافة الحوار
- البصمة الإبداعية
- أسئلة في محراب نوروز
- ثقافة الحياة
- الكتابة والحدث
- سلامتك تاتليس
- المثقف ونبض الشارع
- وجوه في حضرة الغياب إلى روح صديقي الفنان جمال جمعة
- صلاح برواري: قلب يخفق في (وطن)
- سليم بركات:حامل جذوة الشّعر و شاغل الشعراء
- آرام ديكران.. أحد أعظم عمالقة الغناء الكردي الأصيل وداعاً
- في صميم النقد وبعيداً عن الوصاية المقيتة : درءاً لالتباس موص ...
- في الممارسة النقدية كردياً
- الشاعر الكردي محمد علي حسو: ذاكرة من لهب وحلم
- نبيه رشيدات سلامتك ...!
- أخيلة من -وحي الكأس- للشاعر الكردي غمكين رمو
- مشعل التمو واقفا في قفص الاتهام
- سماء- الآمدي- الصغير
- هكذا نصفق للاعتقال السياسي.....!


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إبراهيم اليوسف - إعادة الجنسية وضرورة التعويض الرجعي