أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - حول تجربة التجمع الليبرالي في سوريا














المزيد.....

حول تجربة التجمع الليبرالي في سوريا


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 994 - 2004 / 10 / 22 - 08:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أستخدم كلمة تجربة للتعبير عن مختلف الأنشطة والممارسات الفردية أو الاجتماعية,خارج أحكام القيمة,وأظنها التسمية الأكثر حيادا وموضوعية, في وصف وتحليل ومناقشة,أي حدث ثقافي يقوم به شخص واحد أو أكثر. أستطيع الحديث كذلك عن دور شخصي في تلك التجربة الثقافية,ومرد ذلك إلى كتابة سابقة عبر عدة مواقع إلكترونية, بدأت بحوار مع الشاعر السوري_الصيني أحمد جان عثمان,تم التطرق من خلاله إلى العديد من المفاهيم والأفكار التي تتعلق بالفرد أساسا, الموجود الحديث فعليا في معظم ثقافات العالم والموجود بالقوة في الثقافة العربية,ويلزم وجوده الفعلي_حسب اعتقادي_ الارتقاء من ثقافة الجماعة والشعوب والوطن إلى ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان, التي يشملها مصطلح ومفهوم الليبرالية. تعثرت جميع محاولات النهضة أو التحديث أو التنمية في البلاد العربية, وذلك الفشل يشمل الجميع بما فيهم الأفراد والحكام والشعوب,طالما نحن جميعا في هذه الحال المزرية. لا سبيل آخر سوى تكرار المحاولة والشروع في حوارات جديدة.

*

هل يحتاج عموم السوريين إلى كلام وتنظير أم إلى إجراءات حكومية ومبادرات وممارسات فعلية؟
بالنسبة لي اعتبر الفصل بين الممارسة والسلوك وبين الأفكار والكلام,حالة مرضية بالنسبة للفرد, فصام في المستوى النفسي وخداع في المستوى الأخلاقي وتناقض وركاكة في الفكر والتفكير, وبالنسبة للممارسات الحكومية التي يتناقض فيها التنظير والأفعال, هي معيار وتأكيد للفساد. ذلك سبب استجابتي لفكرة التجمع,لأختبر أفكاري وقيمي ولأتعلم المشاركة في حوار مباشر, لكن التجربة أجهضت بسرعة قياسية, والمحزن في الأمر,سوء التفاهم وسوء الظن الذي غطّى على ردود الفعل سوريا, تجلّى ذلك في الانتقائية والإهمال والشماتة إلا ما ندر, ما زال نبيل فياض سجين رأي, وحتى موقع الرأي تجنب ذكره.
الأكثر مدعاة لليأس هو الانحطاط الأخلاقي المريع الذي تتكشف عنه الممارسات السورية المشتركة, وهو ما يفسر الارتياح الكبير لأعمال القتل والخطف والتخريب في العراق,ويفسر قبل ذلك تحول جميع الأحزاب والتيارات السورية المختلفة إلى دكاكين مملوكة مدى الحياة وقابلة للتوريث.

*

مشاركتي في الحوار هي أولا ممارسة لحقوقي في التفكير والتعبير وليس تضحية في سبيل الواجب, ما زلت أعتقد أن الواجب الذي لا تسبقه حقوق واضحة ومحددة, هو مجرد وسيلة أيديولوجية لتبرير السيطرة والتسلط واستمرارها. أخلاق التضحية هي محور ثقافة الموت وتروجها جميع القوى والتيارات والأحزاب التسلطية والتي تتبنى العنف في الممارسات الفكرية والسلوكية, وتناقض أخلاق الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تقوم في جوهرها على التخفيف من المعاناة البشرية, عن طريق المكافحة والمعالجة للمنابع العميقة للشقاء البشري,الجهل والغضب والفقر, ثلاثية الخوف واليأس, التي تحول الحياة إلى عذاب وتفرغها من الفرح والبهجة. هل أضافت تلك التجربة شيئا للمشهد الثقافي والسياسي والاجتماعي السوري الكئيب, وهل الإضافة ممكنة أصلا!؟

*

لا يمكنني الحديث بتحديد ودقة عن تجربة مشتركة,ملامحها, خطواتها, غاياتها, لأنها لم تتم, كانت مجرد بداية ومحاولة الكلام علنا وبشفافية,تعثرت قبل أن تبدأ وبمجرد الإعلان عنها,يستدعي ذلك التساؤل والتحليل والحوار الموسّع. يمكنني فقط الكلام عن قراءتي لتلك التجربة, وما أملته من خلالها,هل الانتماء الإبداعي(الثقافي والسياسي) ممكنا في سوريا اليوم؟ هل يمكن البدء في حوار مباشر حول أفكار وممارسات ووقائع معاشة لكنها تقع تحت طائلة التخوين والتكفير؟ هل من سبيل لتجاوز التراتبيات الحديدية ليس بين المواطنين فقط بل في أوساط المثقفين والنخب المعارضة والموالية على السواء؟ ما خبرته في هذا العام من تجربتين الأولى أدبية هي مهرجان جبلة الثقافي الأول, خلصت منها بخسارة بعض أصدقائي لمجرد كتابتي لأشياء لم تعجبهم, وتجربة ثانية في التجمع الليبرالي في سوريا, لم يتح لنا الوقت لنقدها واختبار الأخطاء بشكل فعلي, لكن ردود الفعل يمكن إجمالها بحصاد الخيبة, ولا خيار سوى ممارسة الحق في التفكير والتعبير , على أمل المساهمة في توسيع هامش الفرد في سوريا, الذي لم يعترف بوجوده حتى اليوم.

حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا ندفن فكرة وتجربة - التجمع الليبرالي في سورية - مرتين !
- بيتنا
- الموءودون
- لا صوت يعلو
- الوقف الليبرالي السوري
- الفردية والانتماء
- مكاشفة - الانتماء الحر رأي فرد عضو في التجمع الليبرالي في سو ...
- سؤال الوجود
- التجمع الليبرالي في سوريا
- حالات
- الليبراليون السوريون في الميزان
- نحن لا نتبادل الكلام
- الارهاب واليأس
- لا تتركوا الارهاب يخطف الاسلام
- المشي على القدمين
- المهرجان والانسان الصغير
- يتامى جبلة
- حارس النجوم
- المهرجان السوري
- تفكك الشخصية


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - حول تجربة التجمع الليبرالي في سوريا