أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين القطبي - مها الدوري وحرق القران والكرد الفيليين














المزيد.....

مها الدوري وحرق القران والكرد الفيليين


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3329 - 2011 / 4 / 7 - 09:38
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


كل شيئ في جلسة البرلمان كان يسير بشكله الطبيعي الى ان حان وقت مناقشة قضية الكرد الفيليين، حينها اصابت النواب نائبة، فخرج الجميع حينها يتزاحمون على دورة المياه في حمام خلف القاعة، وكأن صاحب الكافتيريا قد دس لهم المسهل في غدائهم، لكي يعلن السيد الرئيس اسامة النجيفي عدم اكتمال النصاب! ومن بقي من النواب، وعددهم مخجل، فقد رفعت عنهم المسؤولية.

وقد يبدو الامر طبيعيا، فمشكلة عدم اكتمال النصاب تعني للمطلعين على الامور، ان القرار مورد المناقشة لم يتم التوافق او "التحاصص" عليه مسبقا، وهو اسلوب متبع في البرلمان العراقي منذ العام 2005، اذ يتغيب النواب عن القرار غير المتفق عليه، اي ان التصويت البرلماني ليس سوى تنفيذ لبنود التوافق التي تحاك بين رؤساء الكتل قبل الجلسات، ورفع الايدي بالـ "موافج" ليس سوى انعكاس لذلك.

وما جرى في قاعة البرلمان يوم 4 نيسان، يوضح ان نقاش قضية الكرد الفيلين لم يكن مورد توافق الكتل الرئيسة، وخروج البرلمانيين غير اللائق من القاعة عند بدء المناقشات حول هذه القضية لمؤشر واضح على ذلك.

الا ان المثير للسخرية هو ما ابدته النائبة المتحمسة جدا ضد مناقشة هذه القضية، عضوة الكتلة الصدرية مها الدوري، فقد اندفعت زيادة "شوية" لتحلل خبزتها، فما ان اعلن النجيفي بدء مناقشة قضية الكورد الفيليين حتى هبت من سباتها، ووضعت سنارة الحياكة جانبا لتصرخ في قاعة البرلمان المقدسة:

الله اكبر.. الله اكبر، عندنا قضايا أهم... عندنا قضايا اهم!!!!

وبالتأكيد هنالك قضايا اهم لتجار السياسة، وسماسرة الدين، من مناقشة مشكلة انسانية مستعصية منذ اربعين سنة، لشريحة من المجتمع العراقي ماتزال تعاني من تبعات مصادرة الجنسية والسكن والتهجير القسري، هنالك قضايا اكثر اهمية في ميزان الارباح والكومسيونات والمزايدات المذهبية، فلما سألها رئيس الجلسه عن هذه القضية الاهم، قالت بحرقة مبالغ فيها، وبسرعة كادت الحروف ان تسبق بعضها بعضا:

- القران يحرق في امريكا! القران يحرق فيــ .. الله اكبــ...

كانت جلسة البرلمان في ساعتها الثالثة عندما حل دور مناقشة قضية الملايين المنكوبين من الكرد الفيليين، ويبدو ان السيدة النائبة الدوري، عضوة التيار الصدري، اما كانت نائمة، ولم تتذكر حرق القران، طيلة تلك الساعات، او انها وقتت صرختها التي تشبه استغاذه ملدوغ من عقرب، او من دخلت في كمها افعى، وفق تعليمات تيارها الديني، من اجل افشال النقاش عمدا، من اجل عدم عودة الحق الى نصابه، وعدم انصاف شريحة مظلومة، هي الشريحة الوحيدة التي ظلت تعاني في زمن النظام السابق، والنظام الحالي.

والمثير للغرابة ان النائبة الدوري لم تعترض على قرار رئيس البرلمان بايقاف عمل البرلمان لمدة عشرة ايام متتالية.

اما المثير للسخرية في صرخة النائبة الدوري انها لم تكن تعي ان النصاب اصبح غير مكتملا بعد خروج رفاقها النواب من القاعة، وان السيد رئيس الجلسة سوف يقفل المداولة دون الحاجة لاستهلاك هذا الشعار السمين في قضية محسومة لصالحها سلفا.

وفضحت بدائيتها لأن السياسي الناجح هو الذي يوفر شعار دسم مثل هذا للمزايدة على القضايا الحرجة، وان لا يحرق هذا الجوكر الثمين "حرق القران" في جولة محسومة سلفا. الا اني على يقين بان لا الدوري، بعبائتها اللماعة، وقفازاتها المكوية مرارا، ولا اي من النواب في قاعة البرلمان يمتلك من الحنكة السياسية ما يؤهله لاشغال كرسي برلماني، وان المدربين الامريكان لم ينجحوا بعد في تصنيع نخبة عراقية مؤهلة لشغل مقاعد المجلس الوطني.

نتمنى لمها الدوري ان لا يحرق القران ثانية، وللكورد الفيليين ان ينتخب العراقيون مجلسا اكثر انسانية في الدورة البرلمانية القادمة، من اجل مناقشة قضيتهم بضمير حي، وليس بضمير مها الدوري، ولكراسي البرلمان ان تترنح عليه الخلفيات التي تستحقها.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيارات الاسلامية هل تجهض ثورات الشعوب العربية
- مأساة حلبجة .. هل ارتكبها المثقفون العرب؟
- الحكومة تمنح البعثيين شرفا لا يستحقوه
- الشيوعية تدخل من الشباك
- فادية حمدي، صفعة على مقياس ريختر
- شكرا بن علي
- احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي
- الفرس العراقيون مغيبون بسبب النظرة الشوفينية
- ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟
- كردستان.. حق تقرير المصير هل يقود للحرب ام للاستقلال؟
- متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟
- ثقافة الحب مقابل ثقافة الكراهية
- جنوب السودان.. استقلال ام انفصال؟
- غيمة سوداء تزحف على العراق
- كل حاج يمول ارهابي
- هل يصلح الطالباني -البشوش- لرئاسة الجمهورية؟
- على ضوء التفجيرات الاخيرة.. هل هنالك خلل في الدين؟
- مبادرة العاهل السعودي اما غير ناضجة او غير بريئة؟
- سيرك سياسي
- وثائق ويكي ليكس لم تأتي بجديد


المزيد.....




- مصر تصدر بيانا جديدا بشأن -سفينة ميناء الإسكندرية-
- زلة -القمامة-: هل قدّم بايدن الرئاسة لترامب على طبق من ذهب؟ ...
- ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158
- من سيحسم الفوز بمقعد رئيس أميركا الـ47؟
- اتصال جديد بين وزير دفاع أمريكا ونظيره الإسرائيلي لبحث -فرص ...
- وزير الخارجية العماني يدعو القوى الغربية لإجبار إسرائيل على ...
- يوميات الأراضي الفلسطينية تحت النيران الإسرائيلية/ 1.11.2024 ...
- المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة يحذر: -جدري القردة- خرج عن ا ...
- جنرال أمريكي: الدول الغربية لا تملك خطة بديلة لأوكرانيا بعد ...
- الهجمات الإسرائيلية على لبنان وجهود التسوية / 1.11.2024


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسين القطبي - مها الدوري وحرق القران والكرد الفيليين