أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - العقل المسالم والتعليم السلمي














المزيد.....


العقل المسالم والتعليم السلمي


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3328 - 2011 / 4 / 6 - 14:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما نؤرخ لواقعنا الفكري، نجد أن كل قطاعات حياتنا الفكرية تستلهم العقل المسالم، وهو العقل الذى يفكر دائماً فى إطار من المألوف للناس، لا يصدم عرفاً شائعاً وإن كان مخطئاً، ولا يتعارض مع رأى ذائع بالغاً ما بلغ فساده. وهذا ، وإن كان أدعى إلى الاستقرار، يعوق التطور ويمنع التجديد. لذا فالجامعات عندنا تذكرنا بالجامعات الأوروبية فى العصور الوسطى، من حيث أنها كانت تتوخى ما سموه "بالتعليم السلمي"، وهو الذي كان يتمشى دائماً مع اتجاهات الكنيسة التى كانت تعد من أعلى السلطات الأوروبية فى تلك العصور. وعلى هذا النهج تسير كل أجهزة إعلامنا من صحافة وإذاعة وتلفزيون وما يعرض فى المسارح والسينما، وما يطرح فى الأسواق من كتب – ولا تشذ عن هذا جميع المؤسسات الثقافية فى مصر وكلها – فى الأغلب والأعم- تُقاد ولا تقود، وتساس ولا تسوس. فكيف بالله يكون للعقل – بعد هذا كله – دور فعال فى حياتنا الفكرية المعاصرة
ولما كان الطاغية ينظر إلى الحوار على أن فيه شيئاً من الندية بين المتحاورين، لذا رفض أن يتحاور معه أحد، نفياً لشبهة الندية مع من سواه من الرعية، ورفضاً لتجاوزهم الموضع الذى ارتآه لهم وهو أن يكونوا مجرد بيادق صماء على رقعة الأحداث ، حتى إن مستشاري المستبد كانوا يسدون المشورة إليه، إذا اضطروا لفعل ذلك، على وجل واستحياء، حتى لا تُرى على أنها محاورة ونقاش .
ويعمد الطغاة إلى تجهيل الناس، ولا يتحمسون لمحو أمية العامة، فمن السذاجة أن نتوقع من القوة المستبدة أن تقوم بمهمة تعليمية تؤدى إلى تحرير الإنسان، فهى – أى الصفوة – تزعم أن المشروع التعليمي إذا أتيح للعاملين الفقراء، قد يكون متعارضاً مع سعادتهم، لأنه يعلمهم كراهية أنفسهم بدل أن يعلمهم كيف يصبحون زراعاً وعمالاً ممتازين، وبدلا من أن يعلمهم الخضوع، فإنه يعلمهم الجنوح . وما تريده الصفوة "المستبدون" هو أن يظل الناس غير قادرين على التفكير. ومن البداهة أن نقول إن السيطرة تستوجب قطبين أحدهما يسيطر والآخر يُستغل، وليس من سبيل إلى تصحيح هذا الواقع إلا بالثورة التى تستهدف التحرير، والثورة تستوجب ظهور طبقة من القادة تصنعهم المحاولة والتجربة . فالوعي والاستنارة يجعلان الناس أقل ميلاً للامتثال والطغيان وأكثر استعداداً لمناهضة الاستبداد والظلم .
وقد نجحت السياسة التعليمية التي وضعها كرومر في مصر فى إعداد طائفة من الشبان المصريين لشغل بعض وظائف الدولة غير ذات خطر، واستطاع أن يخرج آلات صماء ليس عندهم شئ من الجرأة أو حرية الرأي، والقدرة على الابتكار , وملئت أدمغتهم بمعلومات كثيرة غير مفيدة فى حياتهم، وجل اعتمادهم أثناء دراستهم على الاستظهار والحفظ ، لا على القوى العقلية الأخرى من تعقل وموازنة وابتكار واستنباط، فالطالب المصري يعتمد في تحصيله على ذاكرته وعلى التكرار الآلي للحقائق المحفوظة لا على ذكائه وتفكيره، فينشأ عن ذلك ضيق أفقه وجهله بالحوادث المعاصرة .



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطة تعض والنار تحرق- أو الاسترهاب بالمقدس
- نقائص العقل العربي
- فشل نظامنا التعليمي هو الحارس الأمين لخيبتنا
- لا يجوز طباعة القرآن بآلة الطباعة ,لأن المطبعة صنعها الكفار
- إن بطشي أشد من بطش الله –هل ترضى أن يحكمك مَن هذا عقله؟
- اضحك مع الصوفية , فشرُّ البلية ما يُضحك :
- لماذا نخشى الدولة الدينية وحكم المشايخ -أو الإسلام الذي فارق ...
- في الدولة الدينية يكون الناس هم الحمير التي يمتطيها ولى النع ...
- الكهنة كالدابة الحَرُون التي تقف حين يُطلَب جريُها – أو هل ن ...
- حريتك لا تجاوز حقك في المفاضلة بين الفول أو الكشري
- الملوك المستبدون يزنون بالأمة كلها نساء ورجالا
- ما رأي الله تعالى في حدود العلاقة بين الحاكم والمحكوم:
- كانت المسافة بين الحاكم والمحكوم كالمسافة بين راعي المواشي و ...
- -لص بغداد الظريف-أشهر حرامي في القرن الرابع الهجري كان أشرف ...
- الحاكم الظالم كراكب الأسد يهابه الناس وهو لما يركب أهيب-المق ...
- ماذا لو حاكَم النبيُ محمد (ص) نظامَ مبارك . أو حد الحرابة بي ...
- تعالوا إلى متاع الخونة : أو بين أبي بكر الصديق وزين العابدين ...
- الطغيان الشرقي بين الكواكبي وبلفور وأرسطو (المقال الثاني من ...
- العبيد يحكمون الأحرار: هل تراثنا هو تراث العبيد؟ (حديث في عد ...
- أيها الجبان ..أنعمنا عليك بحرية النباح , لكن تذكر ..إياك أن ...


المزيد.....




- مسجد سول المركزي منارة الإسلام في كوريا الجنوبية
- الفاتيكان يصدر بيانا بشأن آخر تطورات صحة البابا فرانسيس
- ملك البحرين: نستجيبُ اليوم لنداءِ شيخ الأزهر التاريخي مؤتمرِ ...
- وفد من يهود سوريا يزور دمشق بعد عقود في المنفى
- “اسعد طفلك الصغير” أغاني وأناشيد على تردد قناة طيور الجنة عل ...
- موقع سوري يستذكر أملاك اليهود في دمشق بعد بدء عودتهم للبلاد ...
- فرنسا تناقش حظر الرموز الدينية في المسابقات الرياضية
- شيخ الأزهر يطلق صرخة من البحرين عن حال العرب والمسلمين
- ملك البحرين يشيد بجهود شيخ الأزهر في ترسيخ مفاهيم التسامح وا ...
- احدث تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUR EL-JANAH TV على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - العقل المسالم والتعليم السلمي