أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - ـ التحالف الكبيرـ بديلاً عن الهيمنة والتفرد















المزيد.....

ـ التحالف الكبيرـ بديلاً عن الهيمنة والتفرد


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 994 - 2004 / 10 / 22 - 12:07
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أثار انهيار الركائز الفكرية لاسلوب الإنتاج الاشتراكي وطراز الدولة السوفيتية الكثير من المصاعب الفكرية / السياسية لقوى اليسار ألأممي وكفاحها الهادف الى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وإزاء التغيرات التي حملها الطور الجديد من التوسع الرأسمالي تواجه الحركة اليسارية الاشتراكية الكثير من الأسئلة منها: ما هي المهام الفعلية لحركات اليسار الاشتراكي في الظروف التاريخية الملموسة ؟ ومنها: هل لازالت المنهجية الماركسية أداة تحليلية قادرة على نقد وتجاوز رنين الشعارات الجذابة التي تحاول الليبرالية الجديدة تعميمها على نطاق كوني ؟ ومنها: هل العالم بحاجة الى أممية جديدة مناهضة لعولمة رأس المال واتجاهاته التخريبية ؟
الاحاطة بالأسئلة المثارة تشترط تشخيص تيارات الحركة الاشتراكية العالمية وسماتها الفكرية والتي يمكن حصرها بثلاث تيارات رئيسية يتصدرها: ــ
أولاً: -- تيار الديمقراطية والتجديد المتسلح بالمنهجية الماركسية والهادف الى تطوير واغناء موضوعاته الفكرية ونهوجه السياسية بما يتلائم والظروف التاريخية الواقعية الملموسة. ومن الملاحظ أن هذا التيار ينشط باتجاه فك العزلة التي فرضتها الأنظمة البوليسية على فعاليته السياسية من خلال تركيزه على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة بعد أن تراجع عن الأفكار والشعارات الانفرادية التي أنتجتها التجربة السوفيتية وطراز بناءها الاشتراكي.
ثانياً: -- الأحزاب والمنظمات الشيوعية التي لازالت تعتمد في صياغة مرتكزاتها الفكرية وموضوعاتها النظرية وأساليبها السياسية على الإرث التاريخي التي خلفته ثورة أكتوبر الاشتراكية وقوانين المرحلة الانتقالية. وعلى الرغم من انحسار الفعالية السياسية لهذا التيار وتراجع أدواره في الحياة السياسية إلا أن ذلك لا يعني تجاوز تأثيراته السياسية عند تحليل اتجاهات تطور الحركة اليسارية والشيوعية العالمية.
ثالثاً: -- أحزاب اشتراكية تقترب في موضوعاتها الفكرية وأهدافها البرنامجية من الاشتراكية الديمقراطية على الرغم من عدم اكتمال صياغة مهامها الوطنية وتوجهاتها الفكرية وعلاقاتها الأممية.
إن انهيار البناء السياسي / الاقتصادي لدول المنظومة الاشتراكية و تعدد التيارات الفكرية والمهام السياسية في الحركة الشيوعية واليسارية الديمقراطية فضلا" عن انعدام التنسيق بين فصائلها أحدث فراغا" سياسيا" كبيرا" في الكفاح ألأممي المناهض للنزعات التخريبية للرأسمالية المعولمة ، الأمر الذي أفضى الى قيام أحزاب الاشتراكية الديمقراطية الأوربية بمحاولة إشغال ذلك الفراغ بتوجهات ملموسة. حيث حاولت تلك الأحزاب وفي مؤتمرها الثالث والعشرين التركيز على جملة من الموضوعات السياسية / الفكرية والتي يمكن إيجازها بالتالي:
أولاً: ـ البحث عن قوى اجتماعية سياسية ساندة لتوجهاتها الفكرية خارج إطارها الأوربي الأمر الذي أشر الى انعطافة شعبية أوربية مناهضة للعزلة الوطنية وما يعنيه ذلك من تبلور رؤىً جديدة مناهضة لليبرالية الجديدة بطبعتها الأمريكية ، وما يحمله ذلك من تبني سياسة جديدة تراعى فيها المصالح الوطنية لأطراف التشكيلة الرأسمالية .
ثالثاً:ــ دعوة مؤتمر الاشتراكية الديمقراطية الى إنشاء( تحالف كبير) ( لتحديد ) طريقً ديمقراطي في العلاقات الدولية مرتكزاً على قوة القوانين الناظمة للشرعية الدولية بديلاً عن سياسة الهيمنة والتفرد.
ثالثاً : ــ محاولة المؤتمر تطوير امتداداته القارية من خلال تأكيده على تزايد تأثير القارتين الأفريقية وأمريكا اللاتينية على تطور أحزاب الاشتراكية الديمقراطية اللاحق وبنيتها الفكرية. ( 1 )
إن ملامح التغيرات الجديدة في توجهات أحزاب الاشتراكية الديمقراطية تشترط استغلالها من قبل التيارات اليسارية والاشتراكية الأخرى انطلاقاً من إيجاد الحلول الفعلية لأسئلة مفتاحية منها: ما هي السبل الواقعية التي تستطيع من خلالها تيارات الحركة الشيوعية والاشتراكية أن تكون شريكاً متوازناً لأحزاب الاشتراكية الديمقراطية ؟ . وقبل هذا وذاك هل بمقدور هذه التيارات الاشتراكية بناء أطر فكرية / سياسية وأساليب كفاحية مناهضة لنزعات التوحش التي تحملها العولمة الرأسمالية ؟ .
إن التقرب من القضايا المثارة تنطلق حسب ما أزعم من اعادة بناء التقارب والتنسيق بين تيارات الحركة الاشتراكية وتنشيط فعاليتها السياسية المستندة الى: ــ
ــ التركيز على مواصلة الإصلاحات الديمقراطية الفكرية / السياسية الضامنة لتنشيط فعالية أحزاب اليسار الاشتراكي والتيارات اليسارية الأخرى.
ــ تبني سياسية واقعية منبثقة من توازن القوى والحاجات الفعلية لأغلبية المكونات الطبقية للتشكيلات الوطنية، الأمر الذي يتطلب الانفتاح الطبقي على الشرائح الاجتماعية المناهضة للتبعية والتهميش.
ــ الجمع بين مفهومي الوطنية الديمقراطية والكفاح من أجل التنمية الوطنية, الهادف الى بناء دولة التوازنات الاجتماعية.
إن الدالات المشار إليها تترابط وتوجهات أساسية أخرى على صعيد بناء ( التحالف الكبير) المناهض لعقلية الهيمنة والتسلط والذي يمكن تحديدها في القضايا التالية: ــ
1ــ اعادة الصلات السياسية بين تيارات الحركة الاشتراكية وأحزاب الاشتراكية الديمقراطية التي عطلتها الخلافات الأيديولوجية في فترة المعسكرين على أساس احترام وتوازن المصالح الوطنية / الدولية.
2ــ صياغة رؤية فكرية سياسية لتنشيط الفعاليات السياسية الاجتماعية المناهضة لميول الرأسمالية التخريبية.
3ــ التركيز على دولة التوازنات الاجتماعية ومحاولة الأخذ بنموذج دولة الرفاه الاجتماعي كمرحلة من مراحل الانتقال الى دولة العدالة الاجتماعية.
4ــ الانخراط في الحملة الشعبية والدولية الداعية الى عالم متعدد الأقطاب ورفض العقلية العسكرية الرافضة لمبادئ الشرعية الدولية.
إن الموضوعات المكثفة والمشار إليها من شأنها حسبما أزعم أن تساهم في وحدة الحركة الشعبية المناهضة للتبعية والتهميش وتدفع بالأنشطة السياسية المناهضة للنزعات التخربيية للرأسمالية المعولمة الى خطوات أكثر فاعلية.


الهوامش

( 1 ) ــ عقد المؤتمر الثالث والعشرون لأحزاب الاشتراكية ـ الديمقراطية في ساوباولو في تشرين الأول من العام 2003 والذي ضم 140 حزبا" سياسيا" من القارات الأوربية, الأفريقية وأمريكا اللاتينية


‏ ‏ تشرين الأول‏، 2004



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية الجديدة ( شعارات إنسانية ) وسياسة بربرية
- النهضة الصينية وأثرها على تطور السياسة الدولية
- تدويل الوظائف الهجومية لجيوش المراكز الرأسمالية
- الرأسمالية وفعالية اليسار العربي
- الاصلاحات العربية وحرب الافكار
- اليسار الديمقراطي ومهام المرحلة الانتقالية
- العولمة الرأسمالية وتدويل الوظيفة الأمنيه
- إنحسار الفكر الاشتراكي والمنظومة السياسية لليسار الديمقراطي
- النزعة الإرهابية وسماتها التاريخية
- الإرهاب وتغيرات السياسة الأمريكية
- انتقال السلطة وازدواجية الهيمنة في العراق
- أفكار حول انتقال السطة ومهام اليسار الديمقراطي
- الليبرالية وتجلياتها في لغة اليسار السياسية
- المرحلة الانتقالية وبناء شكل الدولة العراقية
- رؤية مكثفة لقضايا شائكة
- موضوعات عامه حول الاسلام السياسي في العراق
- مكافحة الارهاب واصلاح السلطة الفلسطينية
- الشرعية الدوليه واختلال مبدأ السيادة الوطنيه


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - ـ التحالف الكبيرـ بديلاً عن الهيمنة والتفرد