أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جميل جبران - الدكتورة زوجة الدكتور














المزيد.....

الدكتورة زوجة الدكتور


جميل جبران

الحوار المتمدن-العدد: 994 - 2004 / 10 / 22 - 08:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تخبرنا جريدة الحياة بتاريخ 19/10/2004 أن جامعة روما الأولى "لا سابينزا" قررت منح السيدة أسماء الأخرس زوجة الرئيس بشار الأسد شهادة الدكتوراة الفخرية عن "إيبلا" وحضارتها" تقديراً لجهودها الكبيرة في الإشراف على عمليات التنقيب في تل مرديخ والحفاظ على التراث ولجهودها في عملية التنمية الريفية في سورية"
نريد في البداية أن نسجل أن الجامعة الإيطالية حرة بتكريم من تشاء حتى وإن لم يعجب أحداً ذلك طالما أن الهيئة الجامعية منسجمة بقرارها مع المبادئ التي وضعتها لاختيار المكرمين. لكننا نتساءل عن المعايير التي وضعتها الهيئة في اختيارها زوجة رئيس الدولة السورية! السيدة أسماء الأسد ليس لها أية علاقة بجامعة "لآ سابينزا ولا بعلم الآثار وليس لها علاقة بأي بحث علمي له علاقة بجهود البعثة الإيطالية في سورية. كم يظهر التعليل مصطنعاً ومحرجاً والكلام فاقداً للمصداقية عند الحديث عن الجهود الكبيرة في الإشراف على عمليات التنقيب. كيف يمكن فهم إشراف السيدة أسماء الأسد على عمليات التنقيب في منطقة جنوبي حلب وهو بطبيعته عمل علمي وفني مختص إذا علمنا أنها أم لطفلين تسكن في دمشق ولها التزامات اجتماعية كثيرة كما يظهرها الإعلام السوري؟ ثم نحتار في تفسير تقدير جامعة روما الأولى للجهود الكبيرة للسيدة أسماء الأسد في عملية التنمية الريفية في سورية!
حين قرأت ذلك اعتقدت أنه صادر عن دور الدعاية البعثية التي لا تلقى عادة اهتماما من قارئ لكنه حين يصدر عن جامعة روما الأولى فيفترض أن تكون تقييمها مستنداً إلى معايير علمية وموضوعية وهنا يكمن العجب!! ألا يعلم السادة أعضاء هيئة التحكيم في جامعة روما أن الريف السوري نما وازدهر زراعياً وعمرانياً وعلمياً وحل به الرخاء المستديم بشكل غير عادي منذ أن أشرفت عليه السيدة زوجة الرئيس فلم يعد هناك هجرة من الريف إلى المدينة وقد تغلبنا على معضلة البطالة الريفية وتخلصنا من الآفات الزراعية وفاض الماء وتوفرت المستشفيات والرعاية الصحية الكاملة... وكل هذا بفضل رعاية زوجة الرئيس.
أقول ذلك من ريف حلب المزدهر، وأتساءل لماذا نسى الطليان ذكر الصناعات الإلكترونية السورية وعلم الجينات التي ترعاها السيدة الأولى!؟
لقد منحت جامعة "لا سابينزا" الدكتوراه الفخرية لمجموعة من العلماء والمفكرين والمبدعين من الدرجة الأولى مثل البروفسور" ماكس بفستر" مؤلف الموسوعة اللغوية الإيطالية وغيره من كبار الشخصيات المتلازمة اسماءها مع إنجازات لا يرقى لها الشك. لهذا يأتي هذا الاختيار بعيداً عن تقاليد الجامعة العريقة..!
كان لا بد من البحث عن تفسير آخر لهذا التكريم خارج علم التنقيب الأثري وتطوير الريف السوري وبالفعل توجد خلفيات أخرى تشرح هذا الحدث.
الخلفيات:
لا يغيب عن بال أحد أن إيطاليا هي أحد دول الحلفاء المشاركة بقواتها المسلحة في العراق، وقرار المشاركة التي اتخذته حكومة برلسكوني وجد منذ البداية رفضاً شعبياً ازداد بازدياد الخسائر في صفوف الإيطاليين في العراق. في أوائل سبتمبر من العام الحالي اختطفت مواطنتين إيطاليتين هما" سيمونة باري" " وسيمونة توريتا" اللتان عملتا في إطار منظمة خيرية في العراق. شكل هذا الاختطاف إحراجاً داخلياً كبيراً وضغطاً شعبياً إضافياً على سياسة برلسكوني وكان الاحتمال كبيراً جداً أن تتعرضا للموت وتلقيا نفس مصير الرهائن البريطانية والأمريكية.
في 9 سبتمبر اجتمع وزير الخارجية الإيطالي" فراتيني" مع سفراء الدول العربية في روما طالباً منهم المساعدة في تحرير الرهينتين. بعد أسبوعين تقريباً أفرج عن الرهينتين وعادتا سالمتين إلى إيطاليا حيث ظهر برلسكوني سعيداً في استقبالهم. وجرى الحديث في الصحف عن أن إيطاليا دفعت فدية للمختطفين لكن وزير الخارجية الإيطالي نفى ذلك، لكنه ذكر في هذا الإطار أن" إيطاليا قدمت مساعدات طبية كبيرة للعراق".
في مقابلة هامة أجرتها صحيفة كورييرا دي لاسيرا بتاريخ 4/10/2004 مع وزير الخارجية "فراتيني" شرح فيها الوزير جهوده وظروف الإفراج عن الرهينيتن. يقول فراتيني إنه سافر إلى الكويت وأجرى اتصالات هاتفية مع مصر والأردن وسورية وقد أعربت هذه الدول عن استعدادها لتقديم مساعداتها في هذا المجال، ويقول الوزير في نفس المقابلة (لقد تلقينا المعلومات والمساعدة التي جعلتنا نتأكد من صحة الاتجاه الذي نسير فيه وأريد أن أشير إلى حديثي التلفوني مع الرئيس بشار الأسد حيث يظهر عيانياً أن سورية تملك معلومات أساسية عن عالم العراقيين السنة....وعندما أعلمنا الرئيس الأسد أنه تدخل شخصياً بالأمر أصبحنا متأكدين من صحة الاتجاه).
عادت الرهينتان سالمتان بواسطة وتدخل من الرئيس الأسد وشعرت الحكومة الإيطالية بأنها ملزمة بالشكر فجاء الشكر على شكل شهادة الدكتوراه لزوجة الرئيس لكن من الواضح أيضاً أن الحكومة لا تريد أن تجعل منه حدثاً إيطالياً مثيراً للجدل ، لذلك قررت نقل الاحتفال بعيداً عن الجامعة إلى سوريا.
لا بد أن النظام سيوظف الحدث للدعاية الداخلية ولإظهار ما اعتاد على تصويره أنه هو التاريخ والحضارة والعلم والحداثة وأنه هو الوريث لحضارة إيبلا ومملكة تدمر هو الساهر على التراث وهو المعلم والمفسر وهو استمرارية التاريخ المجيد لكن ذلك لن يغير من قناعة أحد. لا بد أن هذا الحدث يطرح أسئلة محقة منها كيف أن النظام يستغل علاقاته بالعشائر السنية العراقية للقيام بمقايضات مخابراتية مع قوى يقول رسمياً عنها أنها قوى احتلال وغير شرعية، ويطرح السؤال عن مدى الصلات الحقيقة الخفية مع الخاطفين، وفي هذا المعنى يمكن فهم لماذا تجنب وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه الذي زار كل دول المنطقة للحصول على مساعدة للإفراج عن الصحفيين الفرنسيين ماعدا سورية (لمعرفة الفرنسيين المسبقة بآلية استغلال النظام السوري لقضايا إنسانية بحتة مثل قضية المختطفين من أجل إبراز وتجميل دوره الإنساني العربي والعالمي).
جميل جبران- سورية 22/10/2004



#جميل_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جميل جبران - الدكتورة زوجة الدكتور