أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - تركي البيرماني - القيادات السياسية او الإدارية التي تقدم المهم على الأهم تستحمر مواطنيها ؟














المزيد.....

القيادات السياسية او الإدارية التي تقدم المهم على الأهم تستحمر مواطنيها ؟


تركي البيرماني

الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 23:18
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


هناك اتجاه يرى إن القيادات السياسية أو الإدارية التي تقدم المهم على الأهم تستحمر مواطنيها من خلال توجيه اهتمامهم إلى المشكلات الثانوية وإهمال المشكلات الحياتية اليومية الأساسية. ويمكن التحقق من صدق هذه المقولة من خلال متابعة مجريات الإحداث الاجتماعية والسياسية والتربوية اليومية وموقف القيادات السياسية والإدارية وكيفية تصديها لهذه المشكلات.ففي العراق وفي العديد من الدول العربية يمكننا الجزم بان هذه القيادات تقدم المهم على الأهم وان مواقفهم هذه تؤدي إلى عملية التجهيل الاجتماعي والإنساني وتسهم في تنمية الأمية بمفهومها الحياتي وتخلق سجناء الصمت كما يحلو لبلو فريري paulofreire تسميتها أو هي عملية استحمار كما يطلق عليها علي شريعتي وبغض النظر عن الدوافع التي تقف وراء موقفهم هذا حتى وان كانت هذه الدوافع تتسم بالقدسية . ففي العراق لنا موروث اجتماعي موغل في القدم في تنمية ظاهرة التجهيل وتوجيه شعبنا الوجهة الخاطئة فإذا بدأنا بحقبة صدام حسين وخطبه الرنانة حول الانتصار والحرية والرفاهية وخلو هذه الخطب من أي محتوى حقيقي واقعي اظافة لتشجيعه لظاهرة الفريري وأبو طبر وغيرها الكثير والمراد منها الهاء الشعب عن مفاسد النظام والتخلي عن المشكلات الحقيقية التي يعاني منها المجتمع وبعد السقوط يبدو إن هذا الاتجاه التخلفي يحاصرنا من كل حدب وصوب ولنأخذ على سبيل المثال بعض السادة النواب الذين تميزوا بخطب رنانة مكررة خالية من أي معنى ومحتوى أدت إلى تعطيل المجلس عن القيام بمسؤولياته الأساسية المتمثلة بتشريع القوانين التي تخدم المجتمع كقانون النفط والغاز وقانون الأحزاب السياسية الخ ولم يكتفوا بذلك بل بادروا متبارين في الدفاع عن مظلومية المعلمين والأطباء لابرفع الحيف عنهم من خلال إنقاذهم من الإدارات التي تتسم بالجهل وبالأمية الوظيفية التي أفرزتها المحاصصة سيئة الصيت التي أعاقت حركة تقدمهم وتطور مؤسساتهم بل حمايتهم من زميل لهم تكلم بكلام غير مناسب. إن الاهتمام بهذه المشكلات الثانوية تعني إن المجلس الموقر قد أنجز كل القوانين المركونة في رفوف النسيان ولم يبقى له من عمل سوى نصرة هذه الشريحة أو تلك من خلال حمايتها من كلمة غير مناسبة من هنا أو هناك. ناسيين أو متناسين إن هناك مؤسسات أخرى بإمكانها التكفل بهذه المهمة. وفوق هذا وقبله تمتع المجلس بإجازة لعشرة أيام احتفاء بعيد النوروز أو نصرة لانتفاضة البحرين ومهما كان الدافع وراء ذلك حتى وان كان مقدسا فإنها عملية تصب في خانة تجهيل للمواطنين. ماذا يقول المجلس الموقر لمجالس المحافظات التي تمنح لنفسها ولمواطنيها عطل حتى أصبح بين كل عطلة عطلة كما يقول المتندرون إلا يعني ذلك عملية الهاء لا بل عملية تجهيل. إما في المجال الإداري فالمشكلة أكثر تعقيدا ولنأخذ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أراد السيد الوزير الاهتمام بالحدائق الجامعية ونظمت حملات تشجير لمدة أسبوعين تفرغ لها رؤساء الجامعات ومساعديهم وعمداء الكليات وكل من يؤمن بمقولة اذكرني عند الأمير من اجل إرضاء السيد الوزير وكأننا لا نعاني من مشكلات عويصة ومعقدة ولم يبقى لنا سوى مشكلة التشجير وكان لا توجد دائرة مسؤولة عن هذه المهمة. إما المشكلة الثانية التي صرفت الجهود ,والأموال من اجلها وأرسلت الوفود للتبضع واقصد بها جودة التعليم العالي علما أنها قضية مقدسةلااحد ينكر أهميتها. إلا إن فلسفة الأولويات تفرض علينا البدء بالأهم ثم المهم. إن مفهوم الجودة المتمثل بجودة النظام ومخرجاته هذا المفهوم يضعنا أمام التساؤل التالي هل الاهتمام بتجويد التعليم بالمفهوم الحديث للجودة ترفا فكريا في المرحلة الراهنة أم ضرورة حياتية لبقاء الجامعات واستمرارها ؟ من وجهة نظري إن البحث عن الجودة في وضع الجامعات الراهن ترفا فكريا وعبئا مضافا لاتقدر الجامعات على تحمله. إن الحديث عن تجويد التعليم الجامعي وتحت وطأة الظروف الخانقة التي تعيشها الجامعات تنطبق عليها مقولة علي شريعتي من يقدم المهم على الأهم يستحمر مواطنيه هل نحن بحاجة إلى مزيد من الاستحمار؟ لأاعتقد ذلك. ليس من الإنصاف بشئ دفع جامعاتنا إلى تبني سياسة التجويد وفقا لمعايير عالمية ومنافسة جامعات أرست أسس علمية للبحث العلمي وللعمل المؤسساتي ومنذ مطلع القرن العشرين في المقابل تعيش جامعاتنا فكرا وممارسة مرحلة ما قبل الثورة الصناعية. لا احد يجادل بأهمية الجودة في هذا المجال بل هناك أولويات على المخطط أخذها بنظر الاعتبار ولدينا من الأولويات الشيء الكثير في مقدمتها سياسة التجهيل والتغريب المتمثلة بالفلسفة التقليدية الميتافيزيقية السائدة في مختلف مؤسسات التعليم العالي ولدينا الإداري السلطوي المشخصن للعمل والمدرس الملقن والطالب المؤتمت ومناهج أكل الدهر عليها وشرب وضعف البنية المعرفية وقلة الموارد المتاحة المادية والبشرية وضعف القدرة على توظيفها توظيفا امثل حسب ضني إن السيد الوزير الجديد له اهتمامات مختلفة عن السيد الوزير السابق وسيبدأ من أول السطر وكفى الله المؤمنين القتال..السؤال الذي يطرح نفسه
كيف نتحقق من إن هذه السياسات لا توقعنا بحبائل التجهيل والاستحمار ؟ ونحن شعب طيب صبور قنوع مطاليبه بسيطة يؤمن ويثق بالآخرين ومع ذلك فهو شعب يقرأ ما وراء السطور ولم يعد سجينا للصمت
ويؤمن بفلسفة إن أي قضية فردية أو اجتماعية فلسفية أو تربوية أخلاقية أو دينية تبعد الشعب عن النباهة الإنسانية والاجتماعية وتتعارض معهما هي استحمار مها كانت مقدسة



#تركي_البيرماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحمي التربية والتعليم من سياسة التجهيل والأمية الوظيفية؟
- التعليم العالي في العراق بين المحاصصة وتحقيق الجودة والاعتما ...
- مستلزمات بناء دولة القانون
- مستلزمات تجديد المناهج الدراسية وتجويدها
- التدريسي الجامعي ومستلزمات تجديد التعليم العالي وتجويده
- مستلزمات تجديد التعليم الجامعي وتجويده
- الثقافة التخلفية في العديد من مؤسسات التعليم العالي من أهم ا ...
- التراث ومستلزمات المواجهة
- هل اصبح التكنوقراط معضلة السياسين العراقيين؟
- التدريسي الجامعي وتحديات القرن الحادي والعشرين
- التربية التقدمية اداة للتطوير والتحديث
- مدرسة شيكاكو ا لتجريبية
- المدرسة الابتدائية وضرورة تطويرها
- العراق ومستلزمات المواجة 3
- ( 2 )العراق ومستلزمات المواجهة والتصدي
- العراق ومستلزمات المواجهة والتصدي
- التربية من وجهة نظر براجماتية
- فلسفة التربية
- البرجماتية فلسفة وتربية
- المناهج العراقية بين الواقع والطموح


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - تركي البيرماني - القيادات السياسية او الإدارية التي تقدم المهم على الأهم تستحمر مواطنيها ؟