أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - التدبير المفوض و الجهوية المدسترة














المزيد.....

التدبير المفوض و الجهوية المدسترة


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 20:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المؤسسات الإدارية الوطنية الحالية، المجسدة في البنيات و القوانين و المساطر هل من الممكن لها أن تضطلع بمهام الجهوية المدسترة؟ هذا السؤال يجيب عنه مستوى هذه المؤسسات، كما يمكن أن يجيب عنه كذلك أي مسئول تمرس بما فيه الكفاية ليعرف عجزها و عدم قدرتها على مواكبة مهام الجهوية المدسترة,
هذه المؤسسات الإدارية الوطنية الحالية في علاقتها بتدبير المرافق العمومية تعيش مرحلة ما يسمى "التدبير المفوض" الذي ينظمه القانون رقم 54.05 سواء التدبير المفوض المخول للأطر الإدارية الوطنية، أو التدبير المفوض المخول لبعض المؤسسات و المقاولات الأجنبية كما هو الأمر بالنسبة لتدبير قطاع الماء و الكهرباء في التجمعات الحضرية الكبرى,
هذا التدبير المفوض الذي تم اعتماده منذ شهر فبراير 2006 لم يؤتي النتائج المرجوة، بل أفصح عن تدبير مالي خطير أودى إلى استنزاف السوق المالية الوطنية عبر تهريب رؤوس الأموال و عبر التحايل على مبدأ و فلسفة "التدبير المفوض"، لقد تحول هذا التدبير المفوض إلى حلقة مفرغة لتدوير عجلة رؤوس الأموال التي هي في معظمها قروض دولية من أجل الاستحواذ عليها و ليس من أجل انجاز المشاريع و الالتزام بدفتر التحملات كما ينص على ذلك بنود القانون المشار إليه أعلاه. حتى مسطرة التدبير المفوض بلزاجتها و إمكانية تمطيطها إلى ما لانهاية لا تساعد على المحاسبة و التحقق, مثلا مشروع جد متوسط محصل عليه عن طريق المنافسة الغير شريفة بمليار سنتيم من طرف مقاول يقوم هو الأخر وفق إمكانية اللجوء إلى استغلال آلية التدبير المفوض بتمريره إلى مقاول آخر فقط بنصف مليار سنتيم و يضع النصف الأخر في جيبه بدون أي انجاز يذكر، هذا التدبير المفوض عمل على نقل رؤوس الأموال إلى جيوب معينة و بدون انجازات أو مرجعية تذكر .
وزارة التربية الوطنية مثلا، كما جاء في بلاغ رسمي لهذه الوزارة، حددت عدد المنشآت الجديدة التي لم تحترم فيها بنود دفتر التحملات في ألف منشأة. و ما كشف عنه البلاغ الوزاري قد يكون أكثر و بالضرورة يسري كذلك على باقي كل القطاعات الحكومية الأخرى.
هذه الحالة من عدم احترام بنود دفتر التحملات استمرت لمدة تجاوزت نصف عشرية وهي حالات لم تحقق النتائج المرجوة، و رغم ذلك تم التزام الصمت مما يدفعنا إلى التساؤل: هل منطق و فلسفة التدبير المفوض هو منطق و فلسفة اقتصاديين أم هو منطق و فلسفة سياسيين؟ إذا كان هذا المنطق منطقا اقتصاديا فهو يفتقد إلى مقومات المراقبة و المحاسبة البعدية؛ أما إذا كان منطقا سياسيا فرغم أنه يبدوا على المستوى الظاهري الإحصائي أنه يتوخى الإكثار من الأنصار و الزبناء السياسيين من الأغنياء الجدد بدون بذل أي جهد يذكر، فهو ينخر الدولة من الداخل و يجعلها بدون مصداقية أمام شعبها و أمام المؤسسات الدولية المانحة للقروض؛ لأنه رغم تكاثر عدد الأغنياء الجدد فهذه الحالة لا تستطيع إخفاء البنيات التحتية المتهرئة كما لا يمكنها التستر على نوعية المنشآت المفتقدة كليا إلى معايير الجودة و الإتقان.
التدبير المفوض المعتمد حاليا لديه خلفيات جيوسياسية تتوخى طمأنة المؤسسات الدولية المانحة للقروض عبر تقديم ضمانات:
الضمانات الأولى هي الضمانات السياسية المبنية على تصريف القروض المحصلة عبر جهة ثانية غير جهة الجهاز الحكومي، و بحكم عدم وجود هذه الجهة الثانية لتصريف هذه القروض أو لعدم وضع الثقة فيها، أو أكثر من ذلك لعدم رغبة الجهاز الحكومي في ظهور و تقوية فاعلين محليين، فقد قام هذا الجهاز الحكومي بتكليف مصالحه الخارجية بهذا الأمر عن طريق التدبير المفوض المصادق عليه.
الضمانات الاقتصادية المبنية على عدم احتكار الدولة للاقتصاد و فسح المجال لفاعلين محليين سواء كانوا ذاتيين أو معنويين؛ و بحكم عدم رغبة الجهاز الحكومي في تقوية فاعلين محليين فقد قام هذا الجهاز بتحرير الاقتصاد في اتجاه عدد ضئيل من المقاولات الأجنبية
كل هذه الضمانات، غاياتها ليست تحرير احتكار الدولة للاقتصاد، أو فسح المجال لفاعلين محليين، بل غاياتها الأساسية هي تبرئة الجهاز الحكومي من تبعات مخلفات هذا التدبير خصوصا و أنه تم تطبيق هذا القانون في ظل نظام مقاولاتي محلي موبوء.
التدبير المفوض كمنطق و كفلسفة هو منطق جيد لكن هذا المنطق و هذه الفلسفة لا يتماشان مع المقاولات المحلية المسندة من طرف أجهزة ووسطاء موبوئين.
التدبير المفوض الغير مسند من طرف مؤسسات رقابية قوية كالبرلمان و الجماعات المحلية من بلديات و غرف مهنية بالإضافة إلى النقابات يتحول إلى نظام سياسي محلي فاسد يتقزز منه الجميع.



#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب العدالة و التنمية و الشرعية الديمقراطية
- دساتير النظام العالمي القديم
- الثورات و الفلسفة الأوروأطلسية الجديدة
- مخيم اكديم ازيك و الإيديولوجية الأوروأطلسية
- رؤساء أم عملاء؟
- الرعب الأبيض و عملية التشبيك الاجتماعي
- مفاتيح الثورات توجد في ثنايا التاريخ
- أجيال الخيبة، جيل الثورة و النظام الإقليمي الجديد
- الجامعة العربية و روح و عقل الشعوب
- خطة الرئيس أوباما للتغيير
- بلطجية التاريخ انتهوا
- مفهوم التجديد و مفهوم الابتكار
- ثورة البرونيتاريا
- في النظام الجزائري الحالي لا قضية تعلوا على قضية الصحراء.
- دكتاتورية الشفافية
- الكبرياء و التاريخ:رسالة أيمن نور، خطاب أوباما و موقع ويكيلي ...
- الإعلام الجزائري و قضية الصحراء
- الأراجيز و التاريخ
- العلوم العصبية و نظرية الازدواجية الوظيفية
- محاربي تندوف هم بصدد التحول إلى محاربي التنظيم الإسلامي العا ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بودريس درهمان - التدبير المفوض و الجهوية المدسترة