أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - البصمة الإبداعية














المزيد.....

البصمة الإبداعية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 18:16
المحور: الادب والفن
    


يشغل الحديث عن هوية الإبداع حيزاً واسعاً من الاهتمام، من قبل النقاد والدارسين، الذين يتتبعونه، مشخصين مقوماته، وعوامله، سواء أكان ذلك في الأدب أو الفن، عبر الاحتكام إلى معايير تؤهلهم لتقويم النص، والتمييز بين ما هو دعي وما هو إبداعي .

ولعلّ من أهم ما يميز الإبداع أياً كان أن له خصوصيته، ليس بالنسبة إلى الحقول و الأجناس الأخرى، وإنما ضمن فضائه الخاص، ومن خلال الخط الإبداعي، الذي يختطه المبدع لنفسه، وهذا ما يجعل الإبداع أبعد من أن يكون استنساخاً لأنموذج سابق، وتكراراً باهتاً، لا جدوى منه، لآليات محددة، بل هو يدخل لجة التجديد، على اعتبار أن أي إبداع لا بد أن يكون جديداً .

ويحدث أحياناً أن هناك متلقياً، قد يقع في مصيدة عدم الدّقة، وهو يعاين الأنموذج التالي الذي يستعيد أنموذجاً سابقاً عليه، مانحاً إياه قيمة جمالية ما، وهذا ما يكون نتيجة نقص في الأدوات النقدية لدى هذا المتلقي، لأن الارتقاء إلى مستوى التفاعل الحقيقي مع جماليات النص تتطلب دربة وخبرة وثقافة واسعة، بالإضافة إلى الذائقة الرفيعة .

وهذا ما يجعل من أولى مسؤوليات الناقد الحذق، سبر أغوار النص وهو يقف على عتباته، معيداً إياه إلى أرومته الأولى، عندما يكون باهتاً، لا جدة فيه، ولا ارتقاء إلى مستوى اللحظة التي كتب فيها، لأن زمان كتابة النص لا يشفع له بجعله منتمياً إليه . إذ أنّ مدى قرب هذا الزمان من لحظة قراءته، ولو إلى درجة التطابق الأمر الذي بات متاحاً في ظل سرعة الاتصالات والثورة المعلوماتية لا يمكن أن يسبغ عليه صفته الإبداعية، من دون أن يمتلك هو في داخله عوامل الإبداع الذاتية التي تتأتى عادة من خلال شرط التجاوز الذي يعد سمت وسمة أي عمل إبداعي، لا غنى عنهما البتة .

وعلى ضوء مثل هذا التعاطي، فإن المبدع اللاحق يستطيع الإطلاع على أعداد لا حصر لها من التجارب الإبداعية السابقة عليه، الأمر الذي يؤهله للوقوف على هذه التجارب الهائلة، والتفاعل معها، من أجل إنتاج إبداع جيد ومفارق .

وبعيداً عن المغالاة في تناول العلاقة بين النص السابق واللاحق، فإن هناك حيزاً تناصياً، يتضاءل أو يتضخم، ولا يمكن التخلص من فجوته التي قد تظهر، وهو يدخل في إطار الدورة الإبداعية، إذ يمكن أن نتلمس ظلال أفكار، أو تقنيات ما في هذا النص الجديد، أو ذاك، بحكم طبيعة الإبداع الذي لا يأتي من فراغ، وإنما نتيجة حوار داخلي خارجي، ذي مستويات عالية، بين الذات والواقع .

وإذ كان تغلغل بعض ملامح النص السابق يغدو في حكم ما هو مقبول، إلا أن مثل تلك الملامح يجب أن تظل في إطار المحدودية، ودائرة التأثير والتأثر في مستوييهما المحدودين، وألا يكون ذلك على حساب “البصمة” الإبداعية الذاتية، التي لا بد من أن تكون أكثر بروزاً، وهي نفسها “هوية” هذا النص، وعلامته الفارقة التي تجعل منه ذا حضور خاص، لا تنويعاً على أصل مفتقد للجدة والإبداع .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة في محراب نوروز
- ثقافة الحياة
- الكتابة والحدث
- سلامتك تاتليس
- المثقف ونبض الشارع
- وجوه في حضرة الغياب إلى روح صديقي الفنان جمال جمعة
- صلاح برواري: قلب يخفق في (وطن)
- سليم بركات:حامل جذوة الشّعر و شاغل الشعراء
- آرام ديكران.. أحد أعظم عمالقة الغناء الكردي الأصيل وداعاً
- في صميم النقد وبعيداً عن الوصاية المقيتة : درءاً لالتباس موص ...
- في الممارسة النقدية كردياً
- الشاعر الكردي محمد علي حسو: ذاكرة من لهب وحلم
- نبيه رشيدات سلامتك ...!
- أخيلة من -وحي الكأس- للشاعر الكردي غمكين رمو
- مشعل التمو واقفا في قفص الاتهام
- سماء- الآمدي- الصغير
- هكذا نصفق للاعتقال السياسي.....!
- مشعل التمو وسطوات الخطّ الأحمر
- أعلن الحداد الرسمي
- واحد ثمانية ........!


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - البصمة الإبداعية