أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حياة الياقوت - خمسة عشر سؤالا و جوابا في فضيلة التفلسف















المزيد.....

خمسة عشر سؤالا و جوابا في فضيلة التفلسف


حياة الياقوت

الحوار المتمدن-العدد: 994 - 2004 / 10 / 22 - 09:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" لا تتفلسف!"، عبارة تقرع طلبة أذن الموجهة إليه معلنة عن ارتكابه لجريمة نكراء شعبياً وهي التفلسف. ف"الفيلسوف"، "المتفلسف"، و" فيلسوف زمانه"، كلها عبارات إسكاتية استئصالية تستخدم عندما يضيق المستمع ذرعا بما يسمع أو ربما بما لا يفهم. وبغض النظر شؤم رغبة البعض في إسكات الآخر، فان الفلسفة يحق لها أن تطالب بتعويض على ما ينوبها من الاستعمال الشعبي لاسمها. اختبرني " إنترنتيا ً " أحد المهتمين بالفلسفة بأسئلة لم يجز لي إلا أن "أتفلسف" بها علناَ في محاولة لتصحيح المفهوم العامي المغلوط، علنا نتفلسف من دون أن نتخوّف.


1- ما المقصود بالقول " لا توجد فلسفة ، بل تفلسف " ؟
الفلسفة لا توجد من دون أن يتفلسف احدهم، إي أن الفلسفة صنيعة التفلسف.


2- الفلسفة معجزة يونانية خالصة " ما الخطأ في هذا القول ؟
المشكلة تكمن في كلمة "خالصة"، هذه كلمة استحواذية إقصائية. اليونانيون كانت لهم الريادة في الفلسفة، لكن من حكرها عليهم؟ أرسطو كان سيغضب كثيرا لو سمع هذا الكلام. المشكلة الأكبر في كلمة "معجزة". فلو توفر لأي شعب المناخ العام اليوناني لوجدنا الفلسفة بذات الازدهار. الأمر لا يتعلق بال DNA الخاص باليونانيين. أسلوب التفكير هذا بمثابة بطاقة طرد حمراء لجميع اللاعبين الآخرين في ملعب التفلسف.


3 - أذكر خصائص الفلسفة المذهبية التي تميزها عن الفلسفة الخاصة .
الفلسفة الخاصة هي فلسفة "فلان"، و هي في النهاية - كما يفترض- فلسفة لها الخصائص الأساسية المفروض توافرها في الفلسفة. الفلسفة المذهبية هي فلسفة فلان و "شركاؤه". متى ما توفر الشركاء والأتباع صار الشخصي "مجموعيا". و وجود الشركاء ليسوا بالضرورة كون الفلسفة شعبية. فالفلسفة المذهبية ليست جماهيرية بالضرورة، و كثير من الفلاسفة ماتوا مهمومين من قلة التقدير، ففكر الفلاسفة يتخطى الحواجز "الزمكانية"، ونادرا ما يجد "فلان" من يقاسمه رأس مال "شركته" غير الشعبية. كلما كان المتواجدون في المحيط افهم لهذه الحقيقة،كلما عجل ذلك بتحول الشخصي إلى مذهبي لكنه لا يضمن هذا التحول بالضرورة.


4- ما أوجه الاختلاف بين الفلسفة والدين ؟
الفلسفة يخط فكرها شخص أو أشخاص. الدين يأتي من مصدر الهي، حقيقيا كان أو مزعوما.

5- لماذا توافق أو لا توافق على قول السوفسطائيين " إن القيم نسبية متغيرة بتغير الزمان والمكان " ؟

نعم + لا = لعم ! فالقيم كالخير، الجمال العدل كلها قيم مطلقة فلسفيا، لكنها نسبية عمليا. فلا أحد سيعارض حقيقة كون الأمانة قيّمة ( بتشديد الياء) بحد ذاتها و لهذا سيمت القيم values قيما، لكننا حتما - في ظل غياب المرجعية - سنختلف على تطبيق الأمانة.
القيم مطلقة من حيث المبدأ، نسبية من حيث التطبيق الذي يختلف باختلاف الزمان و المكان و الأحوال و الأشخاص.

6- هل توافق على اعتبار أفلاطون الدهشة أصل التفلسف ؟
اعتقد أن القدرة على الاندهاش هي ما يصنع لدينا العقلية التساؤلية النقدية و الفلسفة لا تنمو في ارض عاقر من التساؤل.

7- لماذا يوصف العلم بالموضوعية في حين لا توصف الفلسفة بها ؟
العلم يبحث عن الحقيقة حسيا، فلن لن يختلف اثنان عن رؤية الحديد يتمدد بالحرارة.
أما الفلسفة فاجتهاد عقلي، فيه قدر من الذاتية، لان الحس ( المشاهدة) الاجماعية ليست العنصر الرئيس فيه .برأيي، إنها العين العلمية ( البصرية) في حالة العلم في مقابل العين الاجتماعية ( التبصرية) في حالة الفلسفة.


8- يرى بوذا أن " الحياة لا تخلو مطلقاً من الألم ، والتخلص منه يكون بالزهد في الدنيا والإعراض عن الرغبات والشهوات ، وعن خيرات العالم المادية ." عبر عن وجهة نظرك حول هذا القول ؟
مع احترامي لبوذا، لكن أفـضّل أن تكون الدنيا - بحلوها و مرها - في يدي و الآخرة في قلبي. فليس من الحكمة أن أتسلى بالزهد، حين أعجز عن التعامل مع الدنيا. الدنيا طريق الآخرة و التعامل الايجابي مع الألم هو ما يصنع السعادة ... التعامل لا التعامي.


9- لماذا لا يؤدي " الشك المطلق " إلى التفلسف ؟
ويظل الرجل يشك و يشك، حتى يكتب شكاكا. إنها الحاجة إلى عقلية تساؤلية اندهاشية لا إلى عقلية شكاكة بصورة هدمية. أهلا بالشك المنهجي، و بعدا للشك المطلق.


10- يرى أرسطو أن " الفضيلة وسط بين رذيلتين " ، اشرح هذا القول .
"بضدها تعرف الأشياء"، لو لم يكن هنالك رذائل لما كانت هنالك شيء اسمه الفضيلة.
فالإنفاق السليم يقع بين الإسراف و التقتير; ولو تخيلنا أن لا وجود للرذيلتين للأخريين في حياتنا لما عددنا الإنفاق المتوازن فضيلة. و لو لم نكن "أمة وسطأ" لما كنا أهلا لتحمل فضيلة أن نكون شهداء على الناس.


11- علل . دراسة الفلسفة تبعدنا عن التعصب الأعمى للآراء والمذاهب .
هذا قول فيه تعصب بدوره. الصحيح هو انه لو حاولنا التفكير بعقلية فلسفية، "ربما" حينها نكون أقل تعصبا، و أقوى بصيرة.

12- ما النتيجة التي تترتب على القول : " الإنسان مقياس الأشياء جميعاً " ؟
نفس النتيجة التي يترتب عليها ادعاء القطط بان" القطط مقياس الأشياء جميعاً" !


13- لماذا اعتبر أفلاطون أن الإحساس لا يستطيع أن يزودنا بمعرفة ولا يستطيع أن يعطينا علماً من أي نوع ؟
لانه ذاتي بصورة مفزعة; عليه أن يمر بالعقل و التجربة لتقل فزاعته.

14- ما الذي يحول " الشيء " من وجود بالقوة إلى وجود بالفعل عند أرسطو ؟
حرف الجر "إلى" !

15- يرى الرواقيون أن الحرية تكتسب من خلال التخلص من الشهوات جميعاً .وضح من وجهة نظرك مدى صحة هذا القول .
جميل، لكن ماذا لو كانت الحرية بحد ذاتها شهوة؟ نكون عندها تخلصنا من جميع الشهوات و أبقينا على شهوة الحرية!



كانت هذه نظرة سريعة على الفلسفة. إنها نسق في التفكير، ثقافة عيش يومية، و بحث في بواطن الأمور، إنها" الطبيعة الثانية" التي علي البشر أن يتحلوا بها إذا أردوا أن يكونوا خلفاء لله على الأرض. هل بعد ذلك سنسمع احدهم يقــّرع الآخر بعبارة " لا تتفلسف". لا عليكم، تفلسفوا، فالفلسفة و إن صعبت وسط بين رذيلتين: الاستجهال و الإغراق في تقديس الموروث المجتمعي.



#حياة_الياقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتوجه فرنسا نحو -الجمهورية السادسة- بالارتداد عن قيم الثو ...
- الرسائل الملغومة وليدة العقلية المأزومة
- الشارخ و -الشارخ- : عمالقة و قراصنة
- سوبر سطار !
- -كوّات- -بلال غيث
- ردا على الأخ حافظ سيف فاضل(2): أجل، هذا ما يفعله -مقصقصو الم ...
- ردا على الأخ حافظ سيف فاضل: إلى متي يعاقب الإسلام بجريرة سوء ...
- الرشواسطة
- النعيم المعلوماتي : قوة عظمى !
- ما ورائيات الحجاب 1 - 2 - 3 - 4
- النعيم المعلوماتي : قوة عظمى !
- الاختلاف : فضيلة التعارف لا التعارك
- اكترنة- المحاكم : من الرَق الى الرقاقة
- موتي يا عصفورة!
- بل -النائبة- في منعهن
- بوش و ريغان: الفولة التي انقسمت


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حياة الياقوت - خمسة عشر سؤالا و جوابا في فضيلة التفلسف