حسين التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 12:18
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كتبنا وكتب الكثير من الزملاء ومنذ 2003 وحتى يومنا هذا عن الفساد بكل انواعه، وراقبنا عن كثب وبشغف بعض التصريحات التي تحدثت عن وجود (بعض الفساد) في العديد من مفاصل الدولة لكن هذه التصريحات التي اتصف بعضها بالشجاعة والصراحة لم ترق الى مستوى اتخاذ اجراءات عملية توازي تلك التصريحات.. واستمر الوضع على ماهو عليه وصولا الى العام 2011 ولم يتجاوز الامر اكثر من (الامر) بتشكيل لجان تحقيقية وهذه اللجان لم تتمخض عن اية نتائج !!
لكن نزول الجماهير الى ساحة التحرير وجميع الساحات الاخرى في باقي المحافظات العراقية استطاع ان يحرج الحكومة وان يدفعها الى التفكير بأن الامر لم يعد مجرد (كلام جرائد) .
هذا الكلام وهذا الاحراج دفع بالحكومة الى ان تستجيب لمطالب الجماهير الغاضبة وحددت الحكومة فترة المئة يوم بوصفها (عطوة) اقترحها الفريق (الاول) ملتمسا من الفريق (الثاني) ان يوافق على هذه المساحة الزمنية، ولما تتصف به الجماهير العراقية من سعة صدر وطول بال قررت ان تستجيب وان توافق .. وجاءت التظاهرات الاخرى التي تلت جمعة الغضب بشكل بسيط ومخفف الى حد ما .. وهذا امر يحسب لصالح هذه الجماهير وليس ضدها لانه دليل وعي وثقافة وسلوك اخلاقي يعكس مدى تفهم هذه الجماهير وحرصها على انجاح التجربة الديمقراطية في العراق مهما كان الثمن.
لكن ومن اجل قطع دابر كل المتقولين والمستهزئين بهذه الثورة الشعبية البيضاء نقول ونذكر بأن الجمعة القادم ربما سيشهد وجود الاف المواطنين
وهم يحملون قطعة طباشير او او أي الوان يمكن ازالتها ليعلّموا على كل مشروع فاشل وفيه فساد مالي واداري بعلامة (اكس) هذه العلامات ستقول للحكومة ببساطة ووضوح ان هناك العديد من المشاريع التي اقيمت ولم تكن مطابقة للمواصفات وهي وتعكس حجم السرقات والتجاوزات التي ارتكبت بحقنا منذ ثمانية اعوام.
اذن هو استفتاء جماهيري.. غير مكلف ولا نحتاج هنا الى تدخل من جهة ما (مثل مفوضية الانتخابات) تكلفنا ملايين الدولارات كي تجري لنا اقتراعا او تصويتا، بل هو مكسب جماهيري مجاني عفوي لكل عنصر شريف ونزيه في الحكومة كي يرى بأم عينيه حجم الفساد والتجاوز على الحقوق العامة .
#حسين_التميمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟