عماد النجار
الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 09:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هكذا قال اليسوع عندما ارادوا احراجه برايه حول سياسة قيصر فهو لن يسب القيصر ولن يتخلى عن رسالته السماوية .بقيت هذه المقولة متداولة من ذلك الزمان الى يومنا هذا من قبل الحكام وتلقفها العوام ليعزل الدين عن الحكم وتحورت هذه المقولة الى كثير من التاؤيل واصبحت كمنهج عمل في بداية عصر النهضة واوعزو الى تاخر الشعوب بسبب التصاق هذه الشعوب بالدين وراي اغلب المنظرين ان من اهم مقومات الثورة الصناعية هو فصل الدين عن الدولة ولن يفصل الدين عن السياسة ولكون لاتوجد سياسة بدون دين وكل السياسين في العالم هم متدينين اما يساري او يميني ودين اليسار معرف ودين اليمين معروف ايضا وهنالك المتشددين واطلقت عليهم المتطرفين فوجدت سياسات يميني متطرف او يساري متطرف او السياسيين المستقليين فهم اغلبهم من اجتماع اليمين واليسار ولكون السياسة علم كباقي العلوم الانسانية ولكل علم مدخل وطرق واساليب تعلم هذا العلم ولكي يتطور هذا العلم ولن يبقى جامد انشات الكليات والدراسات العليا لدراسة هذا العلم في العصر الحاضر واليونانيين أول من نظَّم المعرفة السياسية بشكل منهجي, كما كانوا أول من منهجَ المعرفة الإنسانية في أوروبا والشرق الأدنى, إن لم يكن في العالم كلّه.والحقيقة أن الحضارة الإغريقية هي أم الحضارة الأوروبية وأصلها , وقد أضفت عليها طابعها الغالب, وهو طابع العلم. على أن اليونان القديمة (أو الحضارة الإغريقية) هي إلى حدٍ ما ابنة حضارات الشرق الأدنى القديمة،ولكنها الابنة التي ارضعت الأم في منهجية المعارف المقتبسة, وفي مقدمتها المعرفة السياسية. فصحيحٌ أن حضارات الشرق الأدنى أعرق من حضارة اليونان في أساطيرها، وحِكَمِها، وتشريعاتها القانونية والسياسية, ولكنها لم تتوصل إلى الارتفاع بها إلى المستوى المنهجي للمعرفة. وقد نقلت شعوب الشرق لليونان في جميع ميادين المعرفة قدراً وافياً من المعطيات، والقواعد، والأصول المقيد لحياة كل يوم. ولكن اليونان لم يكتفوا بتسجيل ما تلقوه, ولم يقتصروا على توسيعه توسيعاً لا حدّ له, ولكنهم أرادوا أن يفقهوا علّة المعطيات التي تعلموها, وأرادوا أن يهتدوا بملكتهم العقلية الذاتية للقواعد؛ التي اهتدى إليها الناس بالملاحظة البطيئة.ومن الجدير بالذكر أن الحضارة الصينية القديمة عرفت مصلحين وحَمَلة أفكار سياسية خلقية, مثل “كونفوشيوس” وموتزو وغيرهما. كما عرفت الهند بدورها أحكاماً، وأفكاراً سياسية، وتشريعات قانونية وخلقية, ويُعَدّ “كوتيليامن أبرز المفكرين السياسيين الهنود, الذي يقارن لديهم بمكيافيللي.وظهر في بلاد ما بين النهرين (العراق) المشرع العظيم حمورابي الذي يُعَدّ بالفعل أبا القوانين والتشريعات منذ حوالي أربعة آلاف عام،فالمساهمات العالمية المختلفة في إغناء الفكر السياسي ليست حكراً على الأمة اليونانية دون غيرها, بل إنّ الدراسات والبحوث التاريخية المعاصرة برهنت على اشتراك ثقافات عالمية عديدة في إنجازات الفكر السياسي الإنساني, بما في ذلك الفكر السياسي السابق لليوناني و روائع سقراط، وأفلاطون، وأرسطو،والواقع أن الأفكار السياسية بمختلف صورها ومعانيها جرى تداولها على نطاق واسع لدى اليونانيين القدامى, شعراء كانوا أم فلاسفة طبيعيين, أم أدباء ومسرحيين ,أو مؤرخين. وفي هذا السياق يشير باحثون عديدون إلى هيرودوتس الملقب بـ«أبي التاريخ», والذي شغل مكاناً خاصاً في نشأة الفكر السياسي اليوناني وتطوره, حيث أطلق عليه شيشرون لقب «أبي السياسة»؛ لأنه أول من وضع كتاباً يتضمّن «…تمييزاً بين مختلف أنواع الحكومات ومقارنة بينها». وظهرت لدى هيبودام الأفكار الأولى حول تنظيم المدينة, وحول تقسيم «المدينة الفاضلة» إلى طبقات ثلاث: طبقة الخاصة, وطبقة العسكريين, وطبقة العمال. كما ظهرت لديه الأفكار الأولى حول نظام الحكم المركّب من أشكال متعددة.و رائد الأفكار السياسية لأفلاطون وأرسطوكذلك نظرية فصل السلطات التي وضعها مونتسكيو،ويرى باحثون عديدون ومؤرخون للفكر السياسي أنّ كتابات بريكليس وتو سيديد ويور بيدس وكزينوفون وشكلت الإرهاصات الأولى للفكر السياسي اليوناني. غير أن الفيلسوف اليوناني الأشهر سقراط جعل فكره ومأساة حياته نقطة تحول جديدة في تاريخ التفكير الفلسفي الخلقي والسياسي. ويظهر لنا أثر سقراط في علم السياسة من خلال تلميذه أفلاطون. وليس من السهل التمييز بين أفكار الأستاذ وأفكار التلميذ ولذلك تعد روائعه السياسية الثلاث: «الجمهورية», «السياسي», و«القوانين» روائع فلسفية سياسية, أكثر مما تعد روائع علمية سياسية. وأفلاطون أول من حاول إيجاد الوعي العميق بالتلازم في نظريته حول الملك ـ الفيلسوف, ويظهر أيضاً في محاولته دخول السياسة ليتاح له أن يطبق الفلسفة السياسية التي يؤمن بها. فلما أخفق في ذلك أنشأ «الأكاديمية»؛ ليكون فيها رجال دولة يختلفون عن السياسيين الذين عرفهم, والذين أثاروا في نفسه الاشمئزاز والقنوط, ولما كانوا عليه من فساد سلوك وأخلاق, فتحول عنهم إلى التعليم الجامعي, ليربي «سياسيين جدداً», «…يتحرّرون من الوصولية والانتهازية, ويتصرفون وفقاً لمعتقدات مبنية على الحقائق الأزلية التي لا تتغير .. فيكونون رجال دولة لا سياسيين غوغائيين…»،فكان أفلاطون بذلك أول مفكر إنساني أدخل الفلسفة السياسية، إن لم نقل «علم السياسة»، حرم الجامعة, وأراد أن يكون تعليم السياسة، وتدريب السياسيين, وسيلة للارتقاء بالسلوك السياسي، ويبين لنا أفلاطون العلاقة بين تفكيره السياسي، وتجاربه الشخصية, والأحداث السياسية اليونانية في الرسائل الثلاث عشرة التي تنسب إليه, والتي تبدو أشبه شيء بمذكرات حياته.
فيما ذكرنا عن السياسة وفنها وعلومها واما التحزب ليس فيه موهبة او فن ولاهو علم من العلوم المعروفة والتي يمكن ان تدرس فهي صفة اجتماعية لتجمع افراد او نفس حسب التعريف الجديد لعلم الاجتماع للمفكر عدي الاعسم
فأن الحزب الذي يصل إلى السلطة عن طريق انقلاب لا بد أنه سيسعى إلى عدم وجود حزب منافس له أو أحزاب منافسة له في السلطة، وعلى هذا الأساس تنشأ النظم ذات الحزب الواحد، لكن قد يسمح هذا الحزب بوجود أحزاب صغيرة تحت قيادته، وتشكل معه ما يسمى بالجبهة الوطنية كالحزب الشيوعي في الصين.
إلا أن الدول التي يكون الحزب فيها قد وصل إلى السلطة عن طريق الانتخاب فيطلق عليها اسم نظم التعددية الحزبية، لكنها قد تكون ثنائية حزبية، أو متعددة الأحزاب ؛ لأن الحزب الحاكم الذي وصل إلى السلطة في هذه الحالة، تكون له أحزاب منافسة توازيه بالقوة، وتستغل أخطاءه خلال فترة حكمة، وتنشر هذه الأخطاء للرأي العام، وفي الانتخابات البرلمانية بغية وصولها إلى السلطة، وعلى هذا الأساس تتكرر نفس هذه العمليات بالتناوب بين الأحزاب.
ورغم كل هذه الاختلافات في الأنظمة الحزبية وفي الأحزاب إلا أن للحزب مفاهيم أو تعريفات محددة اتفق معظم الباحثين عليها ؛ فالحزب بمفهومه العام هو : مجموعة من الأفراد يتكون من بناء سياسي، يهدف إلى تحقيق أهداف معينة، عن طريق السلطة السياسية، وذلك وفق العقيدة التي تحكم سلوكه، وبما يتضمنه من سلطة صنع القرارات، ويرتبط أفرادها مع بعضهم البعض بروابط ثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية أو بها جميعاً، وعلى هذا الأساس تسعى جميع الأحزاب السياسية للدفاع عن المصالح المشتركة للمنتمين إليها، من خلال جذب القطاعات الواسعة من الشعب والرأي العام في الدولة
ولكل حزب أيديولوجية ، أو عقيدة سياسية تحكمه، على اعتبار أنه قد بلور هذه الأيدولوجيا ويحاول تطبيقها عملياً، عند وصوله للسلطة، وتتمثل هذه الأيدولوجيا بمجموعة القيم والمعتقدات التي تبغي إلى تحقيق أهداف معينة من خلال مجموعة من الأدوات والوسائل الكفيلة بذلك.
وبناءاً على ذلك لا يعود الفرد هو ذاته، وإنما يصبح عبارة عن إنسان آلي لم تعد إرادته قادرة على قيادته ، وبالتالي من الممكن أن يقترف أعمالاً مخالفة لمصالحه الشخصية، فعلى سبيل المثال، أعضاء الجمعية التأسيسية بعد الثورة الفرنسية كانوا برجوازيين هادئين مسالمين، لكنهم عندما اندمجوا مع الجماهير الهائجة أصبحوا هائجين متحمسين، ولم يترددوا تحت تأثر بعض المشاغبين في أن يرسلوا إلى المقصلة الأشخاص الأكثر براءة، وقد ساروا بذلك عكس مصالحهم الخاصة، وتخلوا عن حصانتهم البرلمانية وأبادوا أنفسهم بأنفسهم
سعياً وراء تحقيق المصلحتين الخاصة والعامة للحزب السياسي.
وذلك عن طريق التمسك بالشعارات القومية والوطنية ؛ بهدف ضمان التأييد الشعبي، حتى وإن كانت أهدافها الضمنية، هي أهداف هدامة، مثل بعض الأحزاب الطائفية أو العرقية، كما أن بعض الأحزاب تحاول التستر بالدين والقومية ؛ من أجل تحقيق التأييد الشعبي، ويستخدم بعضها الآخر العنف لتحقيق أهدافه، حيث يكون ذلك العنف إما ظاهرياً مثل الأحزاب الفاشية، أو مستقراً من خلال الضغط الاقتصادي والاجتماعي.
وفيها تتبع الأحزاب بعض المظاهر الخاصة، لتمييزها عن غيرها، كالزي الخاص بها أو من خلال الصحف التي تصدرها، وتعبر عن أفكارها وبرامجها ، أو من خلال المدارس والجامعات والمعاهد العلمية، وتحقيق هذه الأشياء يتطلب دعم الحزب من رجال الأعمال والتجارة والاقتصاد ، وتسخر المؤسسات التي تقوم الأحزاب ؛ لتنفيذ برامجها والقيام بوظائفها، وتهيئة مالياً للحزب، وهذا ما يقوم به أعضاء الحزب من خلال اشتراكاتهم ، إضافة إلى الهبات والمساعدات المالية التي يتحصل عليهاوحصيلة مااردت ان اوصلها للمتلقي هو ان السياسة لها عمق تاريخي طويل اما التحزب فهي ليس لها حذور ولذلك ترى حزب يفشل وحزب ينجح على حساب فشل هذا الحزب او ذاك والقاعدة من ليس له جذر لن يدوم زرعه وواجب عرفي واخلاقي للحزبي دراسة شاملة للسياسة كي يكون حزبي ناجح وسياسي قدير وبسب سيطرت الاحزاب على السياسة واغلب المتحزبيين ليس لهم ادراك بالعلوم السياسية يحصل الهرج الحاصل في يومنا وكذلك السياسين الحاصليين على الشهادات العليا في السياسة لم تعطى لهم الفرص وباسباب الولاء والانتماء ونرى طبيب وزير للصناعة بدلا ان يكون له موقع مميز بوزارة الصحة وبقال وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي واجتماع هذه الاسباب يكون الفشل الضريع الحاصل في حكومات العالم العربي فاغلب القادة ليس هم سياسيين بشرف السياسة ولاهم اخصائيين بشرف الاختصاص العلمي والمهني
#عماد_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟