|
الشهادة من أجل البقاء
رائد شما
الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 09:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في بلاد نعرفها جميعاً يطالب الشعب أن يكون شعباً رغماً عن رصاص الأسد في هذه البلاد يموت الشعب ليحيا حرّاً من دون جسد لا تخافي أيتها الروح المسافرة إلى بلاد السماء بحثاً عن الأحلام المنسية فالكتب القديمة تعدكِ بالخلود والراحة السرمدية.....
تحية إلى أرواح الشهداء الطليقة... يستمر النظام بمسلسل جرائمه، فبعد مجازر حوران واللاذقية أتت مجازر دوما وحمص. الجرائم و بحسب رواية النظام السوري ارتكبت من قبل عصابات مسلحة مدعومة من عدة أطراف "لم تستقر رواية النظام على تحديدها حتى الآن" ربما لأن لائحة المتآمرين على عائلة الأسد ستشمل سكان المريخ عما قريب! الغريب في الأمر أن العصابات المسلحة لا تستهدف مسيرات مصاصي الدماء "العفوية" المؤيدة لبشار الأسد وإنما تستهدف فقط المسيرات السلمية المطالبة بالتغيير والحرية. بشار الأسد وكبادرة للإسراع وليس التسرع في الإصلاح كلف وزير الزراعة السابق عادل سفر بتشكيل حكومة جديدة. لن أتحدث هنا عن السيد سفر فما قيل فيه يكفي، الاسم على كل حال لا يعني شيء طالما النتيجة معرفة سلفاً، فلو كلف علي الديك فالنتيجة واحدة: فساد، قمع للحريات، قتل، سجن، إلى الأبد أيها الولد، منحبك! كلنا نعرف أن رئيس مجلس الوزراء ينحصر دوره بالتوقيع والختم على الفساد. وكبادرة أخرى عن ذكائه الملفت للنظر، كلف الرئيس الحكيم لجنة "لدراسة" إنهاء قانون الطوارئ و استبداله بقانون يخاطب مصطلحات ما بعد الحادي عشر من أيلول "قانون الإرهاب".لا أعلم من هو الخبير الأمني أو المستشار "الذكي" الذي اقترح على الأسد بدعة قانون مكافحة الإرهاب، فالنظام السوري "الإرهابي" كان يتحجج بحالة الحرب المزعومة مع اسرائيل ليبقي هذا القانون اللاشرعي مسلطاً على رقاب السوريين ما يقرب من خمسين عاماً منها واحد وأربعين عاماً في ظل حكم عائلة الأسد، وبالتالي إيجاد صيغة بديلة لتحويل المعارضين والأحرار إلى إرهابين لا ينطبق مع ثوابت دولة الصمود والتصدي. ندعو الرئيسس الأسد إلى الإبقاء على قانون الطوارئ وليترك مهمة إلغاء هذا القانون للشعب الذي سيزيله هو وقانونه عما قريب. لا يمكن التنبؤ متى سينهار النظام، لكن من سياق الأحداث علينا أن ننتظر المواجهة الكبرى في دمشق وحلب حيث يوجد أكثر من نصف سكان سوريا مقابل أكثر من ثلاثة أرباع الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية الموالية والمختارة بعناية كالحرس الجمهوري والقوات الخاصة والفرقة الرابعة. هذه التعزيزات الأمنية ستؤخرانضمام حلب ودمشق "فعلياً" إلى الثورة لكنها لن تستطيع منعها. سياسة إدارة الأزمة التي يتبعها النظام وارتفاع أعداد الشهداء والمفقودين والمعتقلين ستزيد من حالة الاحتقان في الشارع، وسترفع من احتمال حدوث تصدع وانشقاقات في داخله وبالتالي ستعجل بسقوطه، فترقبوا المفاجآت. كما أن سياسة التعتيم الإعلامي ستفقده ( ونحن في عصر الاتصالات) فرصة ترويج أكاذيبه المعتادة وتزيد الشكوك حوله لدى الرأي العام الدولي. الإعلان كل مرَة بأن يوم التجمع "الجمعة" وفي الجامع "بعد الصلاة" هو بحد ذاته خطأ يرتكب ويصمم البعض على المضي فيه رغم عدم جدواه على أرض الواقع. كما قلنا من قبل الجامع مكان مغلق يسهل السيطرة عليه وتطويقه كما أن المكان يمنع "غير المسلمين" من المشاركة. كما لا يمكن لثورة أن تستمر إذا كان موعد الحراك القادم يفصله عن السابق سبعة أيام بلياليها لأنه بهذه المنهجية نعطي للعصابات الأمنية والنظام الفرصة للراحة والتحضير والتفرغ لتصفية إخواننا أحرار درعا واللاذقية والمناطق الأخرى الأكثر فاعلية في الثورة. مشكلة هذه الثورة بالصفحة الرئيسية والتي تدار من قبل شخص واحد مصاب بالتوحد ورفض الآخر. نحن لسنا ضد الاسلام والإسلاميين لكن أن ينشر السيد المسؤول عن الصفحة مثلاَ "لنصلي ركعتين و لنخرج" أو "لنتسحر ونصوم ونخرج" هذا كله يضر بالثورة ويحرفها عن غايتها باستقطاب كل شرائح المجتمع السوري ويصب في خدمة النظام الذي يسعى لإظهار الثورة و كأنها ثورة إسلامية. الصفحة عاجزة تماماً عن تحريك الناس وإذا ما استمرت بسياسة "يوم الجمعة المبارك" والخطاب الإسلامي فإنها بالتأكيد تخدم النظام وتزيد من نزيف الدماء على الأرض. في نفس السياق قدم الأخوان المسلمون وبلسان مراقبهم العام أمس خدمة كبيرة للنظام بإعلانهم وبعد أكثر من "ثلاثة أسابيع" على بدء الحراك أنهم المسؤولون عنه. فيما يمكن وصفه بأنه محاولة يائسة لركوب الثورة واستغباء الشعب السوري وربما إعطاء النظام فرصة أكبر لقمع الشباب السوري الثائر بحجة أنهم يأتمرون من قبل جماعة محظورة "إرهابية". الحراك يجب أن يكون يومي ومستمر أي يجب التحضير للمبيت وعدم مغادرة الموقع إلى بعد حضور مجموعات أخرى للمساندة. على الجميع التحلي بالصبر، فالنظام السوري انفضح أمام شعبه وأمام الرأي العام العربي والعالمي والأيام القادمة ستشهد ضغوطاً متزايدة عليه ستزيد من ضعفه وعزلته.
#رائد_شما (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطاب الأسد في مجلس عزاء الحرية
-
درعا تكتب بالدماء شعراً
-
سوريا على طريق الثورة....... بداية الطريق
-
عذراً أحرار ليبيا الحبيبة... إنهم طيارو بشار الأسد وليسوا سو
...
-
سوريا على طريق الثورة (3)..... كيف..لماذا... ومتى يثور الشعب
...
-
صراع فكري مع الأخ -قائد- الثورة السورية محمد رحال
-
سوريا.. على طريق الثورة... إن شاء الأحرار (2)- من وحي الفيسب
...
-
هذه هي البداية وحسب
-
سوريا.. على طريق الثورة... إن شاء الأحرار (1)
-
وخزات :لا صمت الجزيرة ولا صوت الوزير سيعلوان فوق صوت الجماهي
...
-
وخزات: طل الملوحي بأي ذنب سجنت
-
وخزات: حوار الطرشان على قناة أورينت
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|