|
عن الربيع العربي والمخاطر
جورج حزبون
الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 23:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمتد رياح التغير واسعة ، في أنحاء الوطن العربي ، وتوقظ قوى الثورة والديمقراطية ، بعد إن استكانت سنوات طوال ، حيث انتعشت أو جرى إنعاش الحركات الاسلاموية ، كونها تدعو إلى ولي الأمر ، وتقاتل وتكفر وترهب قوى التغير الحرية ، وقد عربدت ما شاء لها ، وتمكنت من فرض الكثير من مفاهيمها السلفية الوهابية ، وتراجعت بعدان أرهبت فرص الإبداع والابتكار والفن ,والتطور، وسادت أجواء رجعية في مختلف البلدان العربية . وجاءت الثورة ، وهي بحكم طبيعتها ، ومكوناتها ، حركة المستقبل والتغير وتقدم حلا طائل انتظاره بعد إن لم يحقق ( الإسلام السياسي ) أي حل بقدر ما رآكم من أسباب القهر وتعسف السلطان وتقديم العربي بشكل عام إلى العالم كارهابي ومتخلف ، والحل الذي تفرزه الثورة ( بالضرورة ) هو خطوة تقدمية أساسها التغير في المجتمع ليكون قادراً على حمل الثورة الى النور والحرية وتحقيق طموحاته ، فلا يمكن إحداث أي تغير جدي في مجتمع ( مقموع ) ومتردد ، فالثورة ليست ثوران عاطفي أنها تغير موضوعي للمجتمع . وهذا ما أدركته الحركات الإسلامية تماماً ، فالشعب أن خرج عن دائرة نفوذها وهيلمانها ، ضاق رزقها وأنقطع ، وهي التي تم تحشديها لتكون مانع للثورة أو كاسر أمواج لحركة التطور وحركة التاريخ والتحرر، وهذا ما يفضحه موقف الحركة إلام ( إخوان مصر ) حين لم يلتحقوا بالثورة ، وتركوها لقمع السلطة ، ولكن حين اجتازت أسوار الرعب واتجهت نحو النجاح ، التحقوا بها ، واخذوا يحاولون ( فرملتها ) لتعود إلى ( القمقم ) ويستمروا هم في استخدام الدين مادة ( مدجنة ) للجماهير ، بل دورها ومهمتها كحركات رجعية في إن يكون الدين أداة في أيديهم يستخدم لوقف السير نحو المستقبل ، وحدا يمنع الشعوب من مواصلة طريقها الأفضل في الحياة.وهم أوصيا على الأرض ومن عليها والمقدس بأياديهم . غير واقعي من يعتقد ان تلك الحركات الرجعية ، لا تملك ارتباطاً خارج حدودها ، فهذه الحركات السلفية التي حشد قواها والمتأثرين بها لتنتصر لما سمته ( غزوة الصناديق ) في مصر ، وبدت ترفع صوتها ومناهجها المختلفة ، ما كانت تفعل ذلك دون تحفيز خارجي ، وبالتأكيد أدرك القذافي ذلك وفهم عبدالله صالح الدرس ، واخذوا يضربون على / وتر / الخوف من إن تصل الحركات الإسلامية والقاعدة إلى السلطة ، فالمنظر المنقول من مصر لا يحتمل المغامرة ، فان كانت قوى المعارضة وأوساط في الجيش المصري تستطيع المقاومة ، فالأمر ليس كذلك ، أمام منابع النفط ومضايق البحر الحمر والجوار الإيراني ، وبالتالي فان قوى الثورة المضادة بداءت مفاعيلها تظهر ، وليت هي بالضرورة أطراف أجنبية وبدء للقوى الخارجية أن نظرية التقسيم أو اعتادته للشرق الأوسط الجديد هي الحل الأفضل والأضمن ، وهكذا بدء التضامن مع الثورات العربية يضعف ، واحتمال تقسيم ليبيا محتمل وتقسيم اليمن اقرب إلى الواقع ، وهذا أيضا ما يفسر طبيعية ردود الفعل إزاء التحرك الشعبي في سوريا ، صحيح إن هناك من يرغب في اضعف النظام لفك تحالفه مع إيران وحزب الله ، ولكن في المقابل فان هذا النظام أضمن في وجه المد الاسلاموي الإرهابي على حدود إسرائيل ، والقريب من حزب الله . اأن مهام الثورة عادت تزداد صعوبة وتعقيداً ، بقدر ما تتقدم نحو أهدافها ، والثورة تحتاج دائماً إلى تطوير في الأسلوب والأداء والوسائل ، فالقصور في التوجه للجماهير يتركها ضمن هامش تحرك الجهات المعادية وفي مقدمتها الحركات الأصولية والسلفية ، إمام شعوب بطبيعتها متدينة ، والخطاب الديني أقرب اليها ، وتستطع حركة الصورة بل يجب ان تستوعب الجميع ضمن مهام يكلفون بها ، ويجب ان يكون لها نشرات مستمرة وجهاز خاص للتوعية والتعبئة ، وإنما الأركان إلى الروح الثورية وحدها لا يكفي حيث يمكن حرفها لصالح المزيد من التضيق على الجماهير بفعل المطالبة بتطبيق شرائع دينية كانت تصلح لزمن الجمال والبغال وليس لزمن ثورة العلم التي أتاحت لشباب الثورة بالتحرك ووفرة لهم الفرصة . أن إلغاء المطالب محلية على الأهمية إلا أنها تبقى نطاق النضال ضيق ، فالحركات الإسلامية تستخدم تعبير ( الأمة ) وهي لا تؤمن بالوطنية ، وعلينا ان نطرح ( القومية ) وإذا كان أفقهم أوسع فليكن كما هو حق أفق الثورة أوسع وبكثير، وإنها حركة تستكمل بناء الاستقلال الوطني للشعوب العربية الذي أوقفته التقسيمات الاستعمارية المتحالفة مع أنظمة مهمتها متوافقة معها ، فالثورة اليوم عربية ، وقد هزمت حتى ألان مشاريع التقسيم ، فلماذا لا يسمع صوت الوحدة والقومية والمستقبل العربي الى جانب المطالب الداخلية والخاصة بالوطن ، وذلك لدفع الأمور نحو أفق غير مقيدة ، وتقزيم الخطاب السلفي ، وإحراج من يتصور انه يستطيع إطفاء أضواء حركة التاريخ واستمرار نهج الأنظمة الساقطة لكن بإشكال ذات مؤثرات صوتية وزخرفيه أفضل . فالثورة او الربيع العربي يواجه ألان مخاطر كبيرة ، ولم تنتهي المهمة بل بدأت بما هو أصعب ، لكنه أعمق ، وأكثر أهمية مما سبق .
#جورج_حزبون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة والوضع الراهن
-
العام والخاص في ثورة التحرر العربي
-
الثورة حركة تغير في التاريخ
-
كل السلطة للشعب
-
زمن الثورة وزمن هزيمة الردة
-
عاشت ثورة الشعب التونسي البطل
-
تحية للشعب التونسي
-
لمصلحة من يذبح المسيحين
-
تحية لعمال سيدي بو زيد
-
عيد الميلاد وفهم الاخر
-
هجرة المسيحين او الغربة الوطنية
-
الثورة هي الحل
-
الفضائية حالة نضالية متقدمة
-
مراجعات نقدية
-
الانغلاق الفكري الديني
-
ثقافة الفكر السلفي العصبوي
-
الراهن الفلسطيني والخيارات
-
حول منع العمل واستهلاك منتج المستوطنات
-
لا زالت الطبقة العاملة قاطرة التاريخ
-
المفاوضات والمرحلة الراهنة
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|