أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد بهلول - الحركات الاحتجاجية في العالم العربي














المزيد.....

الحركات الاحتجاجية في العالم العربي


محمد بهلول

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 17:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إصلاح يجهض الثورة أم ثورة تنتج الإصلاح ؟! ...

الثورة والإصلاح مفهومان مختلفان فلسفياً، سياسياً وواقعياً، هذا بالمعنى النظري المجرد، أما في الواقع العملي؛ فإن الكثيرين يخلطون ما بين المفهومين لدرجة التطابق، أهمية الحديث في هذا الموضوع وفي هذه الأيام بالأساس، تنبع من أهمية المفهومين ومن سائدية كل منهما على الحياة اليومية، فكرياً، سياسياً، اقتصادياً واجتماعياً في المجتمع العربي.
فالشعوب العربية تعيش حالة ثورية؛ شكلها الانتفاضات، الحركات الاحتجاجية، المظاهرات وكل أشكال الحركة والتعبير الشعبي المُطالب بالتغيير، أما جوهرها وهو الغائب، الحاضر إذا جاز التعبير، هو الضبابية، القائمة عن الجهل بالأساس، للمطالب الحقيقية لهذه الشعوب، ولنقدر دقة المرحلة والظروف، نقول أن هذه الضبابية إنما تقوم أساساً وفكرياً على عدم التمييز بين الثورة والإصلاح.
في الواقع أنها تقوم على أساس التمييز بين مصالح ورغبات أو بالأدق احتياجات كل فئة أو طبقة اجتماعية، علماً أن التمييز أيضاً موجود داخل الطبقة الاجتماعية أو الفئة، وكذلك عبر التعبيرات السياسية والاجتماعية لها، المقصود الأحزاب، النقابات، النوادي ... الخ، حتى داخل الحزب الواحد، هناك تباينات تصل إلى حدود التناقض بين داع للإصلاح، أو داع إلى الثورة.
بالعودة وإن بشكل غير معمق؛ يمكننا الفصل أن الفرق الفلسفي الاقتصادي، الاجتماعي، بين الثورة والإصلاح، يكمن في كون الإصلاح يعبر عن تغييرات لمصالح الفئة المتضررة، لكن في إطار الواقع الاجتماعي السائد، أما الثورة فتعبر عن تغييرات لمصالح الفئات والطبقات الاجتماعية المتضررة "وإن تأخرت نتائج هذه المصالح لوقت زمني أطول نسبياً"، فالإصلاح في إطار النظام القائم تبدو نتائجه سريعة وتُعد إنجازاً للفئات الثائرة، في حين أن التغيير الجذري رغم تضحياته الجسيمة، يبدو أبعد زمناً ومآلاً، ولهذا فإن الإصلاح يتمظهر شعبياً، أي الداعين له أكثر بكثير من الراغبين أو المستعدين للثورة.
فالإصلاح في اللغة عكس أو ضد الإفساد، واصطلاحاً هو الإرادة الباحثة عن الخير وتقويم الإعوجاج، ويمكن تعريفه أيضاً أنه تغيير قواعد "وليس أسس" النظام المجتمعي ومعالجة القصور والاختلال التي تعوق التنمية والنهوض "دون الحديث عن مردوديتها" بالمجتمع من جميع مناحيه الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية ... الخ.
الإصلاح في هذا السياق هو فكرة عامة لدى جميع شرائح المجتمع، لكن له دلالاته المختلفة، بحيث لا يعني نفس المعنى، بل له مفارقات وتناقضات بين مستخدمي تلك المفردة أو ذلك المفهوم، فالشرائح والطبقات الاجتماعية، وتحديداً تعبيراتها السياسية والمجتمعية لها مصالحها المختلفة التي تجعلها في تباين وتناقض في تعريفها، مفهومها، رؤيتها للإصلاح عن الطبقات والشرائح الأخرى، ليس هناك مجال للشك بأن لكل طبقة وشريحة اجتماعية زاويتها ورؤيتها المختلفة للتعامل مع المجتمع والحياة، الرؤية تعني مجموعة القيم والتقاليد والعادات لدى أفراد وطبقات الشرائح الاجتماعية، وأفرادها وقواها المتنورة "نخبها" في التعامل مع ذاتها ومع الآخر.
مما تقدم وبالمعنيين اللغوي والواقعي، نعرف أن الإصلاح هو عملية متعاقبة ومستمرة تفرضها قوانين الواقع الاجتماعي، ومتطلبات البشر، إنه ليس تغييراً في أسس المجتمع أو النظام السياسي المعبر عنه، والتي دلالته "أي جوهره" يكمن في أساسين، الملكية وأساس توزيع الثروات، بل إنه تطوّر "تقدم" من الناحية الموضوعية للمجتمع والبشر وفي سياقه التاريخي.
الثورة هي إصلاح مكثف إذا جاز التعبير، فالثورة لغة ومصدرها ثار، وجمعها ثورات وتعني اندفاع عنيف نحو تغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية تغييراً أٍساسياً، أي تغيير جوهر الواقع الاجتماعي وتحديداً مسألتي الملكية وأساس توزيع الثروة والناتج المادي الوطني.
إذاً؛ الفرق الجوهري ما بين الإصلاح والثورة يكمن في طبيعة وجوهرية علاقات الإنتاج القائمة، فالإصلاح يتم في إطار علاقات الإنتاج نفسها، أما الثورة فتتطلب بالضرورة تغيير علاقات الإنتاج.
لهذا فإن التحركات الاحتجاجية القائمة في البلدان العربية، والتي يتعارف عليها القول إعلامياً، إنها ثورات، ما هي إلا حركات إصلاحية، وإن بدت جذرية في بعض البلدان، مصر وتونس على وجه التحديد، فالمطروح والمطلوب في آن، إصلاحات حقيقية تفتح الطريق والآفاق لثورات حقيقية، أما الخطر فيكمن في إطار النظام وفلوله، وإن بدى التعريف بها هنا باهتاً إلا أن هذه الفلول ذات قوّة ونفوذ واسعين، والعديد من القوى، والتي وإن بدت إصلاحية في بعض المنعطفات إلا أنها تنسجم تماماً مع مصالح ورغبات النظام الدولي النيوليبرالي المعولم، لإجهاض الثورة وتبخيس الإصلاحات.
شعار هذه القوى الثلاث إصلاحات تجهض الثورة، أما شعار الشعب أي كتلته التاريخية؛ ثورة تنتج الإصلاح.
مَنْ ينتصر ؟! ... السؤال مشروع والجواب مؤجل، إلا أنه مدار الصراع اليوم.



#محمد_بهلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة اليسار أكثر من ضرورة ...
- مبادرتا أبو مازن وهنية ... تكتيك احتوائي للحركة الشعبية
- ماركسية القرن الواحد والعشرين
- أمريكا والتغييرات في العالم العربي من الحياد إلى القمع
- الخيار الفلسطيني ... الشعب يريد إنهاء الاحتلال
- الموقف الأمريكي من انتفاضة مصر ... مصالح لا قيم
- مصر بعد تونس - اليسار من رؤيا النهوض إلى النهوض الملموس
- عملية -وادي السلقا- بين المفاوضات الحائرة والإستراتيجية البد ...
- مع حواتمة في كتابه الأخير -اليسار العربي ... رؤيا النهوض الك ...
- الديمقراطية تدعو إلى إستراتيجية بديلة ... لماذا الآن ؟!
- نقاش هادئ لأفكار عزام الأحمد
- تجميد المفاوضات: تكتيك أم خيار ...
- استشرافاً من كتاب حواتمة -اليسار ورؤيا النهوض الكبير-
- قراءة في كتاب -وثيقة الوفاق الوطني- 27/6/2006
- خيار الدولة الواحدة والهروب إلى الأمام
- المفاوضات وبؤس الخيار الواحد
- حماس ابتدأت التوظيف فماذا عن الولايات المتحدة وإسرائيل ؟! .. ...
- الديمقراطية: انتخابات أم تلبية مصالح الأغلبية ؟! ...
- أي اتفاق ينتظر الفلسطينيون هذا الشهر ؟! ...
- المصلحة العربية الموحدة ... والمصالح الأمريكية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد بهلول - الحركات الاحتجاجية في العالم العربي