أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق الحارس - عقدة الخوف عند العراقي .. متى تنتهي














المزيد.....

عقدة الخوف عند العراقي .. متى تنتهي


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 993 - 2004 / 10 / 21 - 09:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


وصلتني قبل أيام رسالة من مواطن عراقي يشيد فيها بمقالتي التي نشرتها قبل مدة حول المجرم عز الدين المجيد وقد زودني بمعلومات تؤكد ما ذهبت اليه في مقالتي تلك . لقد طلب مني صاحب هذه الرسالة عدم ذكر اسمه في حالة نشري هذه المعلومات في مقالة أخرى .
المواطن العراقي الذي لا أعرف ان كان يقيم حاليا بالعراق أم خارجه ذكر لي أن عز الدين المجيد كان يدخل عليهم في سجن الرضوانية هو والمقبور صدام كامل وبيده ( حربة ) ويبدأ بطعن السجناء بطريقة وحشية جدا . لم أستغرب ذلك أبدا فالتصرفات الاجرامية ليست غريبة على عز الدين المجيد ، إذ أنه تربى عليها وتعلمها من مدرسة كبير عائلتهم المجرم صدام الذي قتل العديد من أبناء العراق بطرق أبشع من استخدام الحربة التي تحدث عنها المواطن العراقي صاحب الرسالة . أما المقبور عدي فقد كان يستخدم سيفا يقتل به من يخالف أوامره وخير دليل على ما نقول قتله المعلق الرياضي طارق عبد الوهاب .
ليست المعلومات هي التي دفعتني الى كتابة هذه المقالة ، لكنني انتبهت الى قضية أجد أنها مهمة جدا وهي كانت الدافع لكتابة هذه المقالة .
القضية هي عقدة الخوف التي تلازمنا لحد الآن بالرغم من أن الباري عز وجل قد مَن علينا بالخلاص من المجرمين الذين تسببوا بهذه العقدة . صاحب الرسالة الذي طلب مني عدم الاشارة الى اسمه فسر لي أن سبب خوفه يكمن في اعتقاده أن لدى المجرم عز الدين عصابات قد تصل اليه في أية لحظة . هنا نلاحظ مدى عقدة الخوف التي تلازم هذا الشخص . ربما أن سبب الخوف هنا كون أن هذا الشخص يعرف الأساليب الاجرامية التي كان يتبعها عز الدين وزمرته من خلال قضائه مدة ليست قليلة في معتقلات النظام السابق .
ذكر لي أحد الأشخاص العراقيين المقيمين في استراليا أنه يرتبك كثيرا حينما يرى سيارة الأجرة في مدينته كونها تشبه في تصميمها ولونها سيارات الشرطة بالعراق وذكر لي آخر أنه يماطل كثيرا حينما تسأله موظفة دائرة الضمان الاجتماعي عن عنوان سكنه مع أن هذه الدائرة تقدم له خدمات عديدة منها المساعدة المادية .
شخصيا ، لازمتني عقدة الخوف في أماكن ومواقف عديدة آخرها كان حينما دخلت السفارة العراقية في دمشق بعد سقوط النظام فقد تملكني شعورا أن المخابرات العراقية العاملة في هذه السفارة ستعتقلني في أية لحظة كوني من المعارضين للنظام الصدامي ولأنني كتبت العديد من المقالات ضد هذا النظام في صحف المعارضة العراقية . لم أصدق نفسي حينما خرجت حيا من مبنى هذه السفارة بالرغم من أن موظفي هذه السفارة استقبلوني بلطف وقدموا لي خدمة كبيرة . لم تنته عقدة الخوف خلال زياراتي الأخرى للسفارة .
حينما وصلت بغداد وجدت أن هذه العقدة لازالت موجودة أيضا فأصدقائي حذروني تحذيرا صريحا حول قضية مقتدى الصدر وجيشه بعد أن عرفوا رأي بهذا الشخص وجيشه . ربما كانوا اصدقائي وأقاربي على حق حينما حذروني فقد رأيت أن أفراد جيش المهدي يسيطرون على جزء من الشارع بسلاحهم وتهوراتهم التي وصلت الى اعدام أشخاص يعارضونهم الرأي .
لا حظت أيضا خلال زيارتي بغداد أن أفراد جيش المهدي في مدينة الثورة يقلون عددا بنسبة لاتقارن مطلقا مع عدد الذين يعارضون أفكارهم وتصرفاتهم ، لكن السيطرة في الشارع كانت لأفراد جيش المهدي ، أما لماذا فلأن هؤلاء قد فرضوا أنفسهم على الشارع بقوة السلاح ، ذلك السلاح الذي يستخدمونه بهمجية وعدوانية ضد أبناء المدينة مما ولد خوفا واضحا يشبه الى حد بعيد الخوف الذي كان يعانيه أبناء هذه المدينة من أجهزة النظام السابق .
عقدة الخوف لازالت تلازم أهل العراق بسبب الجرائم التي تقترف ضدهم في معظم المدن العراقية وبشكل عشوائي ومن قبل أطراف عديدة . لقد وصل الأمر الى أن العراقي أصبح لايعرف أين .. ومتى .. وكيف.. يقتل أو يختطف أو يسلب .
يبدو أن عقدة الخوف ستظل ملازمة للعراقي لمدة ليست بالقليلة ، لكن حتما سيأتي اليوم الذي تنتهي هذه المشكلة ويعيد العراقي الثقة لنفسه ويبدأ الحياة الجديدة التي تتيح له حريات عديدة دون أن يعاني من هذه العقدة .



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا دكتور أياد علاوي
- الثورة ليست الفلوجة ولا سامراء ... انتبهوا يا أهلها قبل فوات ...
- اختطاف الأطفال ... مقاومة ضد الاحتلال
- هاي فرحة وبعد فرحة
- من يحمي من ...الامام علي يحمي مقتدى أم العكس
- من يفوز في مباراة النجف
- نحن والحجية واسرائيل
- اتحاد كرة القدم عميلا للانكليز
- أسباب أخرى للحزن
- ان كنت من عائلة المجيد
- العودة الى الجنة
- حقوق محمد عبدالمنعم على الحكومة
- الحالة المعنوية
- لقطات قبل التوقيع وبعده
- مجزرة جديدة لن تكون الأخيرة
- المغفرة من أجل عيون الوطن
- عقدة الخوف من اللجنة الأولمبية
- لكن ، هناك العراق
- الأمان ولقمة العيش ثم الانتخابات
- أمن الملاعب الرياضية في خطر


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق الحارس - عقدة الخوف عند العراقي .. متى تنتهي