بدرالدين حسن قربي
الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 10:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لمرّاتٍ كثيرة، اعتدي على سورية أرضاً وشعباً وقيادة من قبل الدولة الصهيونية، وهي رغم كثرتها فإنها ليست عصيّةً على العدّ والإحصاء، ولكن يُلفتك كمواطن سوري وعربي تتحرك فيك الغيرة أنك لن تستطيع حصر مرات الرد على هذه الاعتداءات لسبب واحد، أنها معدومة.
وتمور فيك التساؤلات: لماذا لايردون على هذه الاعتداءات رغم كل هذا العدد الهائل من الجيش والأجهزة الأمنية وغيرها والمليارات التي تصرف على هذه القوات والأجهزة، ورغم كل مايتكلمون عنه من مقاومة وممانعة وتبجح إعلامي لايتوقف في هذه المسألة؟ قد يأتيك الجواب الخبيث: أن عدد مرات الرد هو بنفس عدد مرات الاعتداء، إذاً لاتقصير. ولئن زدت في أسئلتك عن طبيعة هذه الردود، لعرفت أنها لاتعدو كلاماً مختصراً مفاده الاحتفاظ بحق الرد في الوقت والمكان المناسبين، لأنهم لايريدون للعدو أن يخوضوا معركتهم معه في وقت أو مكان هو يحدده أو يفرضه عليهم...!!
ولكن يبدو أن المناسب وقتاً ومكاناً للمواجهة مع جاهزيتها الدائمة، هي عندما تخرج مظاهرة ولو فرداً واحداً أو عدداً قليلاً نسبياً، تطالب بحريتها وكرامتها بعيداً عن الذل والإهانة، وإلا كيف يمكن أن نفسر كل هذه القوة المستخدمة في مواجهة السوريين والتوحش في قتلهم وإراقة دمائهم وهم أناس مسالمون في خروجهم ومطالباتهم، وليس مع أحدهم أي أداة من أدوات المواجهة سوى قلب مليء بمحبة وطن يريد له أن يكون حرّاً، ولسانٍ يشدو بشعارات الإباء ويغني للحرية والكرامة.
إن نظاماً هذا حاله من التلطف واللين في مواجهة أعدائه، والقسوة والتوحش في قتل أطفاله وناسه ونسائه بعشرات الآلاف، نظام عليه أن يرحل وإن تحصّن بمقاومة وتستر بممانعة، شهد له فيها شهود زور من رجالات فكر وعلم ، وأصحاب لحىً وعمائم، وجماعات وأحزاب مقاومة وممانعة، فاقدون جميعهم لأدنى حدود المصداقية في الدفاع عن قيم الحق والعدل والحرية عندما يقدمون تأييدهم لجهة تمارس أقصى درجات القمع والقتل على شعبها. إن أحرار الشام وحرائرها أعلنوا إرادتهم: الشعب يريد إسقاط النظام.
http://www.youtube.com/watch?v=Us4_fvsugOw
#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟