أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال احمد سعيد - رأي في احداث العالم العربي الاخيرة














المزيد.....

رأي في احداث العالم العربي الاخيرة


طلال احمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 21:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



على اثر الفشل الذي منيت به الجيوش العربية عام 1948 عندما خاضت حربا ضد قرار تقسيم فلسطين ، قام البعض من قادة وضباط تلك الجيوش بانقلابات عسكرية لتغيير الانظمة الحاكمة باعتبارها هي المسؤولة عن هزيمة الجيوش العربية في تلك الحرب ، وانطلق الانقلاب الاول من سوريا بقيادة حسني الزعيم اعقبته انقلابات عديدة سواء في سوريا نفسها او في مصر والعراق واليمن وليبيا وتونس وغيرها من البلدان العربيه .
لعل اهم ملامح تلك الانقلابات العسكرية هي فقدان الديمقراطية واقامة ديكتاتوريات عسكرية وانظمة للحكم الواحد . وقد شرعت العديد من القوانين واجريت الانتخابات الشكلية والهزيلة لاضفاء الشرعيه لتلك الانظمة , ثم ما فتأت ان تحولت انظمة الحكم العربية الى نمط ثابت ديكتاتوري لايتغير يحكمه اشخاصاً وضعوا لانفسهم صفة الزعامة المطلقة وشرعوا القوانين التي تجعلهم حكاما مطلقين مدى الحياة يورثون الحكم لابناءهم على طريقة الانظمة الملكية . رافق كل ذلك مصادرة لحريات الشعوب وسلباً لارادتها ومسخاً للديمقراطية تحت شعارات زائفة تتصف من الناحية الشكلية بالطابع الثوري او الشعبي والى غير ذلك من المسميات الخادعه والمهيمنه على مسيرة الحكم والمزورة لارادة الجماهير . ووفقا لذلك النهج فان هؤلاء الحكام ظلوا على رأس السلطات عشرات السنين مثل الحكم السوري والمصري واليمني والليبي والتونسي والسوداني . وظلت شعوبهم ترزح تحت مختلف اشكال الاضطهاد ومصادرة اراده الجماهير وحرياتها .
في هذه الحقبة الطويلة والصعبه من تاريخ الشعوب العربية كانت هناك على الجرف الاخر من البحر المتوسط نسائم للحرية والديمقراطية والانطلاق والابداع هبت لتعطي زخما ووعياً للشعوب العربية المضطهدة ودفعا لضرورة التغيير في تلك الانظمة الديكتاتورية الجاثمة على صدور ابناءها . مقابل رياح التغيير ومعطيات الحرية والديمقراطية السائدة في العالم الغربي كانت هناك رياح من نوع آخر تتمثل في تنشيط التيارات الدينيه والرجعيه التي انفقت عليها الولايات المتحدة والسعوديه مليارات من الدولارات كي تكون قوة هدامة للنظام السوفيتي القائم انذاك . غير ان ذلك التيار تحول الى قوة هدامة لكل انواع الفكر التقدمي والديمقراطي وتشكلت جماعات ارهابية لاتؤمن الا بالصراعات الدموية .
في الاحداث الاخيرة التي جرت وتجري في البلاد العربية نجد ان البعض منها متاثرا بالتيار الديني مثل مايجري في اليمن ومن الممكن في هذا المجال ان نلقي ضوءا من الشك حول الحركات الاخرى ففي مصر مثلا تضهر ملامح للتيارات الدينيه المسيطرة على الشارع وفي ميدان التحرير كما هو معروف ولعل من الغريب ان نطلع اليوم على موقف من قبل اكثر الاحزاب المصرية عراقة في الافكار العلمانية والليبرالية فأن هذا الحزب اصدر اخيرا بيانا اعلن فيه تمسكه بمباديء الشريعه الاسلامية باعتبارها المصدر الرئيسي للتشريع وبالقيم الروحية السماوية وحزب الوفد هذا يعلن بصراحة رفضه للعلمانيه التي تنادي بفصل الدين عن الدولة ، هذا الموقف يعكس بالضبط تأثر الثورة المصرية ( اذا جازت تسميتها بالثورة) على مدى تاثير التيار الديني الرجعي على مستقبل مصر وقد يكون ذلك نوعا من التراجع الفكري الذي كان قائما خلال حكم الرئيس حسني مبارك .
في القضية الليبيه هناك جدلا حادا دائرا بين دول الحلف الاطلسي وبقية دول التحالف والجدل مبعثه الخوف اساسا من احتمال سيطرة جماعات القاعدة على حركة الثورة الليبيه وبعين الوقت فان دول التحالف وبضمنها الولايات المتحدة تخشى من ان تعيد التجربة العراقية الكارثية عندما جرى تغيير الحكم في العراق
بقوة السلاح لمصلحة مجموعه من الاحزاب الدينيه التي سرعان ماسيطرت على البلاد واستلمت مقاليد الحكم ومازالت حتى الوقت الحاضر حيث تحول العراق الى ميدان للصراعات الطائفية والاثنيه والعرقية بدلا من ان يكون منارا للديمقراطية الحقيقية والليبرالية .
لقد نشرت بعض الصحف بتاريخ 2-4-2011 بيانا صادرا من المجلس الانتقالي الليبي تعهد فيه باعادة بناء دولة ديمقراطية حقيقة في البلاد تستند الى القانون والحريات العامة وانه لابديل عن قيام مجتمع التحرر والديمقراطية وسيادة مباديء حقوق الانسان , واكد البيان على ضرورة اقامة الدولة المدنيه وضمان وكفالة حريه الرأي والتعبير والنشر واستقلال الصحافة وقال البيان بان هذه الدولة المدنيه الحرة هي دولة المؤسسات والقانون تتمسك بقاعدة التعددية الفكرية والسياسية ومبدا تداول السلطة واوضح البيان بان الدولة المدنيه المزمع اقامتها تحترم العقائد الدينيه بعيدا عن التعصب والتطرف والضعف والتزوير , فالانسان في الدولة الليبيه القادمة مخلوق حر طليق يتمتع بكل ميزات المواطنه بغض النظر عن اللون او الجنس او اللغه او المعتقد او العرق او الوضع الاجتماعي .
من خلال قراءه بيان المجلس الانتقالي الليبي نتوصل الى حقيقتين :-
1) ان النظام القادم الذي ينوي المجلس الانتقالي اقامته هو نظام علماني لايخضع للتشريعات الدينيه .
2) ان البيان يؤكد في اكثر من موقع على مباديء الديمقراطية وحرية الفرد والليبرالية
ان المباديء التي اعلنت عنها قيادة الثورة الليبية تبعث الامل في اقامة انظمة ديمقراطية حقيقية تفصل بين الدين والدولة بكل جرأة ووضوح وقد تشكل الثورة الليبيه استنادا الى البيان التي اصدرته تشكل منطلقا حقيقيا لسيادة الانظمة الديمقراطية والعلمانيه ولاول مرة في تاريخ الامة العربية .



#طلال_احمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ورياح التغيير
- الكورد وحق تقرير المصير
- الديمقراطية والعملية السياسية في العراق
- العراق دولة الحوارات والتصريحات
- من يحكم العراق ؟
- التفاوض على ماذا .. ؟
- جو بايدن في بغداد
- الجديد في الشأن العراقي
- العراق .. اين الحل ؟
- ديمقراطية الوقت الضائع
- العراق امام انتكاسة جديدة
- الانتخابات :- المشكلة ام الحل ؟
- الانتخابات العراقية والاصطفاف الطائفي
- الديمقراطية والتحدي الاكبر
- الانتخابات العراقية والتداول السلمي للسلطة
- الانتخابات التشريعيه في العراق وعملية التغيير
- في عشية انتخابات العراق للعام 2010
- قانون دولة القانون
- 7 اذار هل سيكون موعدا للتغيير ؟
- الديمقراطية وسياسة الاقصاء


المزيد.....




- أمسكت مضرب بيسبول واندفعت لإنقاذه.. كاميرا ترصد ردة فعل طفلة ...
- إسرائيل ترسل عسكريين كبار ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمحادثات ...
- الدفاع الروسية تنشر لقطات لعملية أسر عسكريين من -لواء النخبة ...
- فيروس جدري القرود -الإمبوكس-: حالة طوارئ صحية في أفريقيا ودع ...
- بشير الحجيمي.. المحلل السياسي العراقي أمام القضاء بسبب كلامه ...
- عاملُ نظافة جزائري يُشعل المنصات ووسائلَ الإعلام بعد عثوره ع ...
- رافضة المساس بوضع الأماكن المقدسة.. برلين تدين زيارة بن غفير ...
- رباعية دفع روسية جديدة تظهر في منتدى -الجيش-2024-
- بيلاوسوف يبحث مع وزير دفاع بوركينا فاسو آفاق التعاون العسكري ...
- بالفيديو.. لحظة قصف الجيش الإسرائيلي شبانا في مدينة طوباس


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال احمد سعيد - رأي في احداث العالم العربي الاخيرة