أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فليحة حسن - العمامة و(البوشية ) لهما الاولوية؛














المزيد.....

العمامة و(البوشية ) لهما الاولوية؛


فليحة حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 21:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


• العمامة و"البوشية" لهما الأولوية

حين قررت السفر بمعية أولادي خارج العراق توجب عليّ استحصال جوازات سفر لهم، وهي الوثيقة التي يجب عليك أن تتحلى بالكثير من الصبر كي تحصل عليها في مدينتي ،
نعم مررت بثلاثة أيام من المراجعات لدائرة الأحوال المدنية قسم الجوازات في النجف، وبعد جهد جهيد وصلت الى ما يسمى بيوم (البصمة) وهو يوم يقف فيه المراجع منتظراً السماح له بالدخول أمام الضابط لأخذ بصمة ألكترونية لأصابع صاحب الجواز ،
وكنا يومها نقف منتظرين أمام باب قاعة البصمة جموعاً أشبه بجموع الحجيج الواقفين على جبل عرفات من الساعة الثامنة صباحاً والى ما يشاء المسؤولون ،
المهم كنت انتظر مع المنتظرين حتى شعرت بتنمل جسدي كله وتململ الواقفين الى جانبي من رجال ونساء أصحاء ومرضى أطفال وكبار سن ،
وحين بلغ الوقت الواحدة والنصف ظهراً خرج لنا مدير الدائرة وطمأننا بان الجوازات سيتم استحصالها بعد ثلاثة أيام من الآن، وطالبنا بالإخبار عن من تسول له نفسه بأخذ الرشوة أو استعمال الوساطة في هذا الأمر،فاستبشر الجميع خيراً وسرت حركة تنم عن أمل فيهم ،
غير انه وبمجرد دخول الضابط المدير الى مكتبه بانت من وراء الباب الزجاجي الثاني عمامة بيضاء فأسرع المنتسب المسؤول عن ذلك الباب الى فتحه وابتسامة عريضة تعلو محياه، ودخل معتمرها بصحبة زوجه وأولاده السبعة ، على الرغم من امتعاض الجميع،
فعلق احدهم قائلاً:
- شيخنا حين تظهر على التلفاز تعلمنا الحلال والحرام ما رأيك بما تفعله الآن إلا تعده حراماً؟؛
بينما علق آخر قائلاً :
- تحت أي باب تضع دخولك غير النظامي هذا قبلنا ؟
فردَّ شيخنا ( الجليل) عليه وهو يبتسم :
- ضعوا هذا تحت باب التيسير ، نعم يسروا ولا تعسروا ، والله يحب الميسرين
قال كلماته تلك ودخل تاركاً الجميع بتذمره ينتظر رحمة المنتسبين بالدخول ،
وما أن حلّت الساعة الثانية ظهراً حتى وصلني أذن الدخول وسمعت أسماء أولادي ينطق بها من فم ضابط متبرم لكثرة المراجعين اليوم،
ولكن قبل أن ادخل أزاحتني وأولادي عن الطريق يد ضابط آخر وهو يفسحه لامرأة ترتدي (البوشية ) - وهو نوع من اللباس الأسود تتقنع به المرأة في بعض مدن العراق وخاصة الجنوبية منها فلا يظهر من وجهها شيئاً - المهم دخل الاثنان واستقر الضابط على كرسيه بينما قامت الأخرى برفع البوشية فظهر وجهها وقد تلون بماكياج مبالغ فيه وبان جزء ليس بقليل من جيدها الذي ازدان بعقد ذهبي (يسر الناظرين)، وصارت كلما اقتربت من الضابط تهمس له بكلمات لم عِ اغلبها لكثرة اللغط الذي ضجت به القاعة غير إنني كنتُ الحظ تأثير ذلك الهمس على وجهه الذي صار يتلون بألوان شتى وبلغ تأثير تلك المرأة عليه حدّ أن سقط القلم الذي يستخدمه في تدوين المعلومات من يده ثلاث مرات ،
وبعد أن أتم تدوين المعلومات المطلوبة وتم استحصال بصمة تلك المرأة اعتذر الضابط منها بكثير من التودد لكثرة الزحام الذي تسبب في تأخرها،
وما أن اسدلت بوشيتها على وجهها مرة أخرى استعداداً لمغادرة القاعة حتى استعاد وجه الضابط ملامحه الوعرة التي أكمل بها عمله المناط به ذلك اليوم ،
• ملحوظة في تمام الساعة الثالثة ظهراً خرجتُ من الدائرة على أمل أن احصل على الجوازات بعد ثلاثة أيام كما اخبرنا المدير بذلك ،فوقع نظري على الشيخ (المعمم) وعائلته المحظوظة وهم يقفون أمام احد الأكشاك كي ينتقون ألوان أغلفة الجوازات التي ُأنجزتْ لهم بنفس اليوم من باب التيسير ليس إلا ،



#فليحة_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعر
- منهم (مطاية)
- بعيدا عن التهميش ، محاولة للسطوع
- قصيدة ذكرى
- إغفاءة على هدب عينيها
- الى الآخر الذي لن يسكنني أبدا
- الى محمود درويش حيا
- (حزينيا أو نقص في كريات الفرح)
- قصائد قصيرة
- قصة
- الرفض في بيت الطاعة
- ليس من حقك أن أتلاشى
- احتراقات


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فليحة حسن - العمامة و(البوشية ) لهما الاولوية؛