أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرثا فرنسيس - الجلسات العرفية واحترام القانون














المزيد.....

الجلسات العرفية واحترام القانون


مرثا فرنسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 19:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجلسات العرفية واحترام القانون
تُعبر جملة"جلسة عرفية او جلسة صلح" عن محاولات ودية لتهدئة نزاع او خلاف وانهاء حالة الغليان والرغبة في الانتقام التي تنتاب كلا الطرفين المتنازعين او المختلفين على سبب ما قد يكون غير مستحق للنزاع ، ولكن يشتعل الموقف بتدخل البعض او خروج كلمات مهينة وجارحة من احد الأطراف او ممن ينتمون له ضد الطرف الآخر؛ فتحتقن النفوس وتمرض القلوب وتغيب العقول؛ فيصبح القط جملا والحبة قبة وقد ينتهي الأمر بقتل او اصابة احد الأطراف المتنازعين او أحد ذويه وهو بكل تأكيد امر لايتمنى اي انسان حدوثه وقد تصلح هذه الجلسات العرفية او جلسات الصلح لانهاء حالة الشد والنزاع بين افراد الاسرة الواحدة او بين الجار وجاره او بين احد العاملين وصاحب العمل. ولكن مايلفت النظر ان تحل هذه الجلسات كبديل للمحكمة! ويتبوأ كبير الجلسة مقعد القاضي والأخطر أن يستبدل القانون بأحكام جاهلة مثل النفي والتهجير والتجريس وقد يصل الأمر إلى هنك العرض. وهذا احلال وتبديل غير مقبول في كل الحالات ، فاذا اعتدى طفل او صبي او شاب على صديقه او جاره بالضرب او بأي نوع من التعدي ونشأ عن ذلك تشاجر عائلتين فمن المفضل تدخل آخرين بعقد جلسة صلح حتى تهدأ النفوس ويعم السلام، ولكن هل من المقبول أو المعقول ان تعقد جلسة صلح بين بلطجي وبين مواطن عادي بسيط في كل الأحوال ؟ هل من المقبول ان يصدر مواطن الحكم على مواطن آخر؟ بل ويقوم بتنفيذ العقوبة فيكون القاضي هو الجلاد وكأن هذه الواقعة تحدث في الغابة! هذا بكل يقين غير مقبول على الاطلاق. اين سلطة القانون عندما يجرم ويعاقب انسان انسانا آخر مثله ينتمي لنفس الوطن والنظام والقانون.
وقد طالعتنا الصحف والاخبار بمثل هذه التعديات غير المقبولة شكلا وموضوعا دون أن تهتز لها اي سلطة معنية بتحقيق العدالة وضمان حقوق المواطنين، سواء كان الشخص الموقع عليه هذه العقوبات مذنبا او غير مذنب! فهل اُعطي حق الدفاع عن نفسه أم لا؟ من المسئول عن تجريم سلوكيات المواطن؟ بدلا من اجراء التحقيق المطلوب لمعرفة دوافع واسباب هذه الجرائم الشنعاء تجرى جلسات صلح وفيها أطراف رسمية لتوطيد هذه الجلسات العرفية وخلق دولة داخل الدولة. وفي أغلب هذه الجلسات يتم الضغط على الجانب الأضعف ومحاولة اقناعه بالترغيب أو الترهيب بأن الصلح خير!
هل تُجدي جلسة عرفية بين مواطن تم توقيع عقوبة عليه من أشخاص آخرين-مهما كانت انتماءاتهم السياسية او الدينية- ومهما كان حجم الجرم من حرق منزله وسيارته وقطع اذنه واحداث جرح قطعي في رقبته؟ مع الأخذ في الاعتبار انه قد يكون مذنبا او برئ .ولكن من له سلطة محاكمته واثبات الحقيقة وتنفيذ العقوبة التي لم ينص عليها قانون أو شرع؟
هل نتوقع ان يوافق المجني عليه على الصلح بهذه السهولة؟ هل المطلوب منه ان يسامح ويغفر ويتنازل عن حقوقه الانسانية ضغطا واجبارا؟ حسنا ، ولكن اين حق القانون؟ واين هيبة القانون بالنسبة لبقية المواطنين؟ اين هيبة القانون من أولئك الذين يقررون وينفذون هدم اضرحة أولياء الله الصالحين لدى اعتقاد طائفة من الناس، لأن الهادمين يعتقدون أن ذلك وثنية. ،اين القانون من التهديدات العلنية التي يطلقها البعض من خلفية مراكزهم الدينية، اين القانون من الذين استباحوا لأنفسهم طرد مواطنين آمنين من مساكنهم مهما كانت الاسباب؟ هناك العديد من الممارسات المشابهة يقوم بها بعض المتعدين الذين اعطوا لأنفسهم حق محاكمة الغير تحت أي مسمى. أحد هولاء الخارجين على القانون قام بقتل مزارعا شابا بأن هشم رأسه بالفأس لأنه لا يصلي ويسب الدين! اين سيادة القانون على الكبير والصغير، على الوزير وعلى الغفير وهذا من اهم مطالب ثورة 25 يناير ليتحقق الأمان لكل مواطن يعلم علم اليقين ان هناك قانون يضمن له حقوقه ويطالبه بواجباته؟ نريد سيادة القانون على من يتخطى اشارات المرور وايضا على كل من يعامل المواطن بعدم احترام من مرجعية منصبه الحكومي او موقعه العسكري، نريد ان يُحترم القانون وليُترك التنازل والتسامح لرغبة الانسان الشخصية وليس نتيجة التهديد والوعيد والضغط عليه للتنازل عن حقوقه كمواطن،نريدالتفرقة بين الخلافات العادية التي قد تصلح معها جلسات الصلح وبين الجرائم التي يتسبب عنها قتل او عاهات مستديمة أو هدم مبان لها قدسيتها كالكنائس والأضرحة، وتستلزم تدخل القانون لضمان أمان المواطن، وتستلزم أيضا معاقبة كل من اقام نفسه قاضيا وجلادا للآخرين. اليوم وقد اصبحت الثورة في شهرها الثالث مازالت التعديات من البلطجية ومن السلفيين ومن اعداء الثورة ومن فلول النظام السابق ومن المستفيدين من عدم عودة الحياة والأمان لمصر من جديد.
القانون هو القانون ولا يمكن ان تحل محله الجلسات العرفية او جلسات التصالح لأنها بكل بساطة لن تحقق العدالة، لأنها كالمسكنات التي تتعامل مع الأعراض الخارجية للمرض بينما يستفحل المرض ويتوغل ويصبح من المستحيل علاجه.
محبتي للجميع



#مرثا_فرنسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثائر الحق
- رسائل قصيرة
- أمهات لم يلدن
- أنا المرأة: هل تعرفني؟
- متى ينتهي حظر قيادة المرأة للسيارة
- دكتور علاء الأسواني: لحظة من فضلك
- تعديل أو تغيير؛ أنا أرفض المادة الثانية من الدستور
- البنت المصرية والثورة
- توظيف الدين والمجتمع الذكوري
- أجمل وردة لمصر في عيد الحب
- هل الشهداء أفضل حالا؟
- نتائج ايجابية لثورة الشباب
- مصر تتحدث عن نفسها
- ثورة الياسمين وثورة المرأة
- ليه يابن بلدي؟
- ماسبب العنف الذي يتخلق به أهل الشرق؟
- بيت الطاعة!
- عفوا..النوايا الحسنة لاتكفي
- أيها الإرهابيون كيف تتوقعون ان تكون ردة فعلنا ؟
- تفجير امام بوابة كنيسة في ليلة رأس السنة


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرثا فرنسيس - الجلسات العرفية واحترام القانون