أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - كيف تبنى الشخصية الكارزمية 2















المزيد.....

كيف تبنى الشخصية الكارزمية 2


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 993 - 2004 / 10 / 21 - 10:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفصل الرابع :
_______
أحط نفسك بأناسٍ يرون ويعون إشعاعك المبهر :
_________________________

أولئك الذين يحبونك أصلاً ، يرونك دوماً جميلٌ مبهر مشعْ ، ليس لأنهم عميٌ أمام أخطائك ، لكن لأنهم يعرفونك جيداً ويعرفون من أنت ، ولهذا فأخطائك تضمحل في عيونهم قياساً لمحاسنكَ .
إنهم يهتمون بكَ ويحبوك وبالتالي فهم يجيزون لك أن لا تكون مثالياً دون أن يقل اعتبارك في عيونهم .
أذكر مرةٍ أني كنتُ مع صديقةٍ في محل بيع الأشياء القديمة المستعملة ، وبعد أن اشتريت بعض الأطباق والنحاسيات العتيقة ، تطوعت البائعة في حملها إلى السيارة ولكن زوجها والذي كان ساعتها في مكانٍ آخر من المحل ، سمع العرض فجاء على عجل وهتف بزوجته :
- لا يا عزيزتي …أنا من سيحمل الأشياء لأني أخشى أن تنكسر أظافرك الجميلة …!!
الحقيقة بهرتُ من لطف هذا الرجل وحبه لزوجته ، رغم إنها لم تكن من النوع الذي يثير الدهشة ، لا بجمالها المتواضع ولا بمزاجها المتوتر أو أناقتها الغريبة وقصّة شعرها المثيرة للتقزز ، ولكن الرجل لم يكن يرى كل هذا ، بل الأشياء الصغيرة الحلوة في هذه المرأة ، قلت لصديقتي …" انظري كم يحبها …إن كل نواقصها لم تمنعه من أن يرى فيها ما يستحق الاهتمام " .
إننا عزيزي القارئ بحاجة إلى مثل هذا الرجل حولنا ، بحاجة إلى من يهتم بنا ويحبنا كما نحن لا كما يريد منّا أن نكون ، نحتاج للمرء الذي يرى جوانب الجمال فينا وبالتالي يدفعنا لمزيد من التألق والرقة والجمال والإشراق .
نريد من يعرفّنا بجوانب الجمال المخبئة فينا والتي لا نعرفها نحن ذاتنا .
إنه محظوظٌ حقاً ، ذلك الذي لديه من يعرف قيمته ويعرف جوانب الجمال فيه ويستحثه ويدفعه للمزيد من التألق والإشراق ، ومثل هذا الشخص لا ينبغي أن نفلته أو نخسره لأنه نعمة من الرّب ينبغي أن نحافظ عليها حتى يشرق جمالنا الداخلي ويتعزز ويكبر .
هل لاحظت عزيزي القارئ أنك تجد نفسك أكثر إشراقاً وجمالاً حين تلتقي بواحد أو أكثر من أصدقائك ومعارفك ، بينما تجد نفسك أقل قيمة في عيون آخرون من أهلك أو أصدقائك …!
لماذا هذا أو ذاك دون الآخرين من تجدك متألقاً سعيداً قوياً في حضرته ؟
لأنه يحبك كما أنت ويعتز بك على ما أنت عليه ولهذا فأنت تشرق في حضوره دون غيره ، بذات الآن فمثل هذا الشخص يجد ألقه وسعادته وجماله وقوته في حضورك ، ومثل هذا الشخص هو ما أنت بأمس الحاجة في الحفاظ عليه ، بذات القدر الذي هو ذاته بأمس الحاجة إليك وإلى وجودك في حياته ، مثل هكذا علاقات لا ينبغي أن تنتهي أي نهاية مفجعة لأنها ضرورية للغاية للطرفين من أجل المزيد من التألق لهما كليهما .
بذات القدر فإننا غالباً وللأسف نقع في فخاخ العلاقة مع أناسٍ لا هم لهم إلا إطفاء جذوة الجمال والحب والحياة في عيوننا …!
زوجةٌ سيئة أو زوج مقرف أو أبوين جاهلين محبطين .
مثل هؤلاء الناس ممن لا يمكن أن يشرق أو يتألق جمالك الداخلي في عيونهم ، مثل هؤلاء لا ينبغي أن نتأثر بهم تأثراً يفضي إلى أن نجيز لأنفسنا أن ننطفئ بالكامل وتتدهور لمجرد أنهم حاضرين بقوة في حياتنا .
لا ….ينبغي أن نحفظ أسرارنا في قلوبنا ونتحاشى مثل هؤلاء الناس ونرعى إشراقنا وجاذبيتنا بعيداً عن عيونهم وبذات الآن نبحث لنا عن من يحبنا حقاً ويهتم بنا صدقاً ويجدد بحضوره حيويتنا النفسية والعاطفية وبالتالي يمكن لجمالنا الداخلي أن يتألق وينمو أكثر وأكثر حتى يبهر الجميع .
كائناً من كان من ينظر لنا ، أو يهتم أو لا يهتم بألقنا الداخلي وجاذبيتنا الداخلية ، كائناً من كان ، ينبغي أن لا نهتم كثيراً إلا في أن نرعى أنفسنا ونحبها بقوة ونهتم بها ونطورها ونزيد من إشراقها ، ونعتمد على الإيحاءات الجميلة التي اقترحنا بعضها في الفصول السابقة.
ولا ينبغي عزيزي القارئ أن تنسى إن احترام الناس لك واهتمامك بك وإعجابهم وحبهم يعتمد على حجم احترامك واهتمامك وحبك وإعجابك بنفسك ، فمن يحب نفسه يجد الناس جميعاً محبين له ، ومن يحترم نفسه يحترمه الآخرون ومن يعجب بنفسه ، يجد من الآخرين قسطاً كبيراً من الإعجاب والناثر .
أحياناً نتعرض عزيزي القارئ لبعض الأصوات النشاز من أصدقاء ومعارف أو ربما من الأهل ، يذكروننا بخبث أو بحسن نية بنقاط ضعفنا ، أو ربما تأتي هذه الأصوات من جوف الذاكرة ، لا بأس …استمع لمن يقول هذا أو ذاك ثم قلّ له …لا شكراً لم أعد بحاجة لتلك التفاهات العتيقة فقد تغيرت ولله الحمد ولا حاجة لي بها .
بلى … حين تضع عزيزي القارئ قدمك على طريق التقدم ، لا تعود بحاجة لمفردات شخصيتك الهشة الضعيفة السابقة ، أرفضها وأطردها من الذاكرة والعقل وغير أجوائك الحياتية بالكامل وحسب المتاح لك وأحط نفسك فقط بمن يرى فيك الجمال ولا يذكرك بالقبح .


أنسى معيار الوزن ، فهو ليس ذو قيمة حقيقية …!
__________________________
لقد لوث بعض تجار الموضة والمكياج وخبراء التجميل حياتنا بكم النصائح والمعايير التي وضعوها للجمال والرشاقة والأناقة و..و…و..الخ ، لدرجة فقد الكثير منا ثقته بنفسه وبجماله وبجاذبيته الداخلية .
هل تتغذى عزيزي القارئ بشكل سليم ؟
هل تقوم بالمشي مدة ساعة يومياً ؟
هل أنت سعيد بوزنك وإن كان مائتي كيلو ؟
حسناً …حافظ على سعادتك بهذا الذي لديك ، وبذات الآن قم ببعض الأنشطة البسيطة وتناول الغذاء الصحي وحاول أن تحافظ على حيوية الأعضاء ، ولا تبالي بما يقوله الخبراء .
أنت جميل عزيزي القارئ بما أنت فيه وما أنت عليه وما تراه مناسبتاً لصحتك وهذا هو المهم .
لا تحاول تخفيض وزنك عنوةٍ لأن هناك طبيعة خاصة لكل جسم وليس بالضرورة يمكن أن تنجح في تخفيض وزنك ، ثم ليس من المهم أن تصل إلى تلك المعايير المثالية لأن لا أحد يصلها إلا القلّة القليلة التي لا تتجاوز ثلاثة بالمائة من البشر ، فهل نحن جميعاً على خطأ لأننا لا نستطيع أن نصل إلى المقاييس التي وضعها تجار التجميل والموضة …؟
لا …بالتأكيد لا …!
تقبل وضعك كما هو وأستمتع به وبذات الآن فجر قنوات وينابيع الجمال الداخلية الموجودة فيك ، فستطغي تلك على المظهر الذي يصعب عليك تغييره ، لا بل وإنها ستشع وتنعكس على هذا المظهر فتجعله مشرقاً وجميلاً .
ثم …هناك شيء مهم عزيزي القارئ ، إلا وهو أن الجسم ينال الشعور بالأمن والسلام والصفاء الداخلي ، حين يكون بوزن معين ، ولكل جسم الوزن المناسب للشعور بالثقة والقوة والأمان ، فهل يجب أن نفرط بتوازننا الداخلي وانسجامنا وأماننا بأن نخفض الوزن أو نغير من ملامح وجوهنا لنكون أجمل حسب ما نتوهم أو يتوهم خبراء التجميل …؟
بالتأكيد لا …لا يمكن أن نفعل وأن نحارب أنفسنا من أجل أن نرضي الآخرين فقط .

غير نظرتك تجاه مسألة العمر :
________________
الحقيقة أن مسألة العمر مسألة مهمة جداً الكثيرون منّا في هذا العصر المادي الكريه ، وبالذات لدى الأنثى ، ولكنه في واقع الحال ليس ذو قيمة حقيقية ، لماذا :
أولاً : لأن العمر الحقيقي ليس هو العمر البيولوجي ، أي تعاقب السنين وما يحمله من متغيرات على الوجه والجسد ، لا أبداً …العمر الحقيقي هو ذلك العمر الذي تشعر به أنت ذاتك ، إنه العمر السيكولوجي …إحساسك وشعورك …العمر الذي أنت تؤمن به وتقدره لنفسك …!
لو إنك آمنت عزيزي القاريْ وأنت في الخمسين أو السبعين أنك لا تعدو الثلاثين ، وأوحيت لنفسك بذلك وأصررت عليه وتصرفت بعقلية وعاطفة ومشاعر وحماس فتى الثلاثين فإن ذلك سيكون هو العمر الحقيقي لك ، لا العمر البيولوجي ، لكن طبعاً ينبغي أن نكون متعقلين فلا نبالغ في الوهم وحبذا لو إننا آمنا بعمرنا البيولوجي كما هو ونظرنا له بشكل محايد وبدون خوف وبذات الوقت افترضنا أن شباب القلب والروح هو الشباب الحي الدائم ، ثم سعينا لتطوير إشعاعنا الداخلي وتطوير شخصياتنا وإيجاد مهمات وأهداف دائمة لدينا بحيث نظل أبد الدهر نملك الحماس والشجاعة والإقدام .



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاج بالطاقة الكونية -منهاج الرايكي
- كيف تبنى الشخصية الكاريزمية ...؟
- منهاج السيلفا في السيطرة على المخ - الفصل الثامن
- دراسة في التأمل وتقنياته - الفصل الخامس
- منهاج السيلفا للسيطرة على المخ- الفصل السابع- برمجة الأحلام
- قوة بلا حدود- الجزء الأول - الفصل السابع - كيف تسيطر على فعا ...
- ماذا لو أغلقت دور الوعظ أو أقصيت من ساحة السياسة والتربية وا ...
- المثلث الذي أبتلع البيضة ...بل السلة كلها ...ولا يزال يطالب ...
- باركر 51 - قصة مترجمة من الأدب الإيرلندي
- كيف تصنع إرهابياً ..؟
- مرثية لشهدائنا صغار حي العامل - شعر
- زائر الكنيسة - قصة مترجمة عن النرويجية - تأليف تور بريكفيند
- تضامناً مع الحوار المتمدن …تضامناً مع شعبنا العربي في نجد وا ...
- قالت أنها تعرف أسرار روعتها ...
- نظرة الإسلام للمرأة - قراءة في بعض أحاديث الرسول
- الأسئلة القديمة المتجددة ...!!
- المزيد من متناقضات الكتاب العتيد
- ليتنا نغلق الكتاب فإنه مثقلٌ بالإضطراب ...!
- لا ليست إسرائيل عدونا الأول
- يمكنك أن تطيل عمرك البيولوجي وتجدد شبابك من خلال المحافظة عل ...


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - كيف تبنى الشخصية الكارزمية 2