|
اليوم الوطني لمكافحة الفساد..!!!
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 993 - 2004 / 10 / 21 - 08:53
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
بات التعامل مع الفساد ، كمصطلح يوميّ نعاني منه ، ويعيش بين ظهرانينا ، يمارس علينا سطوته ، كي يغدو كائناً مألوفاً جدّ عادي ّ ، رغم طفيليته المقيتة ، وهو يمتص ّ دم المواطن ، الذي يضطرّ للتسليم بوجوده – مكرهاً – دافعاً ضريبته اليومية لآلته ، كقدر لامناص منه البتة ، بل لايمكن التجرّؤ على تصور العلاقة الناظمة بين المواطن والدولة – دون حضرته !!!- فهو القدر الذي يتحكم بالرقاب ، والأرزاق، حيث يتوغّل في عصب الحياة ، حتّى ولو كابرنا ، معلنين برء نا من أذى هذا الوباء الكارثي ،جزئيا ً ، أو نهائياً ....، جهلاً في قراءة اللّوحة الواضحة ، أو خوفاً من شبح العقاب ، لأن" فلسفة المفسد" تحلّ كل محرّم ، وحشية الشاهية ، ذات أيد اخطبوطية – معاذ الله –تنال من كل من يريد عرقلة" دورة الفساد " ، الموهومة بأنها تمتلك كل ّ مقومات ديمومتها ، وسيرورتها ، ولإيذاء كل من يخال إليه أنه في حرز ، أو منجى من شرّها القدري المستطير ، فهي تمتلك عتادّا لايضاهى من أسلحة الدفاع والهجوم ضدّ كل مارد عليها ، ولعلّ أسهل الاتّهامات وهي نفرز مثقفها حجليّ الأيديولوجيا ، وجوقة شهودها الهاتقين بببغاويّة ، المبصّمين– سلفاً واوتوماتيكياً -على كل ماتقترحه بحقّ الفريسة المارد :خيانته الوطنية ، أجل - ناهيك عن سلسلة من اتهامات الذهنية التخوينية الهائلة، خصبة الخيال التأثيمي ـ و التي تتجاوز حدود ارتكاب الجريمة ، بحقّ من تضع إسمه على أجندتها ، كي تجعل منه عبرةً لمن لايعتبر... .ف : يداه أوكتا وفوه نفخ ...!!!!!!. لاأريد هنا ان أنّظر في الحديث عن مواطن هذه الكارثة الوطنية في مؤسّسات الدولة- الكبيرة منها قبل الصّغيرة ،ما دام أن هناك نسفاً للقانون ، وتجييراً للمسؤولية، وذلك من خلال أسبقية المصلحة الخاصة ، وما يدرّه كرسيّ المنصب على صاحبه،، على حساب المصلحة العامة المؤودة أمام أعين الجميع- جهاراً بهاراًًًًً – بل في عزّ الظهيرة : مصلحة الوطن والمواطن التي سيتشدّق بتمثيلها وشرف إدّعائها زيفاً ، ونفاقاً ....وبهتاناً...... أما الأمثلة- فحدّث و لاحرج..! -.، فثمة فاسد يكون بمرتبة: فرّاش، أو سائق ، أوكاتب ديواني ، أو صحفي ّأورئيس قسم، أو مدير مؤسسة ، أو مدير عام ، أو وزير – في ضوء حالات معلنة في أقل تقدير، ناهيك عن ان مثل هذا النّخر ــ وللأسف ــ قد وصل حتى الجيش أجل : الجيش , كما سمعناه , وقرأنا عنه من أمثلة حية لتجاوزات في هذا الحقل الأكثر حساسية وتحت مصطلح : التفييش..!!!، الذي بات معروفاً متداولاً في هذا الوسط وليس من اختراعي أو خيالي الشخصي وهو ما يدعو إلى التفكير بالإسراع في إصلاح هذا القطاع - ربما قبل سواه , واستئصال كلّ ما هو فاسد فيه ، لماله من علاقة بالحفاظ على الكرامة الوطنية ، والذود عن التراب الوطني ، في ظل ّ جملة التحديات العاتية التي يطلب خلالها رأس مواطننا وبلدنا على حدّ سواء....!!.. ولعلّ المثالين الأكثرإيلاماً هما :حول استشراء الفساد في التربية والقضاء ، حيث ثمة حديث صريح معلن يعرفه مواطننا في مجال القضاء من خلال شراء الذمم ، وتحويل مجرى العدالة مئة وثمانين درجة .. ، وتجريم البريء، وتبرئة المجرم ، إلى ماهنالك من أمثلة تكاد تذكر بقصص ألف ليلة وليلة،وعلي بابا وآلاف الحراميّة....!!. أماالفساد في المفصل التربوي – وهوالنذ ير الأكثرشؤماً، فإننا لنجد إضافة إلى إفقار المعلّم ، حجر الأساس في العملية التربوية ، إسناد المهمات التربوية الأكثر حساسية إلى أعداد هائلة من غير الأكفياء ، دون أية دراسة لإمكانات هذا الإداري ، ومدى صلاحيته ،ودرجة حرصه على تنفيذ المهمات الموكلة إليه ، لاسيما وأننا لنرى- كذلك - تخيّر" مدراء تربية" جهلة ،وإداريين وموجّهين تربويين " مراهقين" ، واختصاصيين في الهراء و صيد النساء ، ومدراء مدارس انطلاقاً من انتمائهم الحزبي, حيث أن كثيرين منهم لايصلح حتى ل "رعاية عنزتين " أو " فكّ قرونهما من بعض "- كما يقول المثل الكردي ّ– ولعلّ أية زيارة إلى مكاتب( بعض )هؤلاء، والاستماع إلى آراء من حولهم فيهم بكل صراحة ، تؤكّد مدى انشغالهم بالتفاهات اليومية على حساب المهمات الموكلة إليهم ، واصطياد المعلمات – أجل !! – كما أسلفت ، تحت وطأة حاجتهن إليهم ، وظيفياً وعلى حساب سير العملية التربوية ، مع وجود انموذج متفان ، جدير بالمسؤولية العالية والثقة – في المقابل –يمكن الإشادة به أيضا ًأنّى حللنا دون أن نقع في مصيدة النفاق ، والدجل ، والمراءاة ـ معاذ الله ..... وكمواطن أعمل منذ ربع قرن في وظيفة تربوية ، وكحامل إجازة جامعية ، أدرك – تماماً –أن كل ّ هؤلاء الذين استطاعوا ، واعتمادا ًعلى محض رواتبهم الوظيفية ، فحسب ، شراء منزل، أو العيش في رخاء ، ودعة ، وبحبوحة ، دون وطأة الحاجة اليومية، وتأمين مستلزمات أسرهم ، حيث يرتدي كل طفل من أطفالهم أكثر من بنطال ، وأكثر من حذاء ، سنويّا ً!! ، –- لم يحصلوا على كل ّ ذلك إلا عبر قنوات فاسدة ، أما هؤلاء الذين باتوا يمتلكون ثروة ما، وآلية نقل خاصة ، لا يكفي راتبهم الوظيفي كثمن لوقودها ، ودون أن يكونوا قد ورثوا من أجدادهم أية كنوز ، أو أرصدة ، أو عقارات واسعة ، ودون أن يربح أحدهم – جائزة يانصيب كبرى في رأس السنة -، فهم : لصوص فاسدون بإمتياز...... طبعاً ، إن ما سبق لهو غيض من فيض ، حيث أن في ذاكرة كل ّ مواطن – دليلاً سياحياً –كاملاً ، بأسماء، وعناوين ، ومناصب هؤلاء – مواضع الشبهة المؤكّدة –والذين بسببهم نشهد هذا الإفقاراليومي المنظّم لمواطنناالضحية ، رهين القهر ، والجوع ، والغبن ، من جرّاء جشع الناهبين ، عد يمي الإحساس بالوطنية الحقّة ، في أبشع واقع اقتصادي نمرّ به طرّاً رغم كلّ ما في البلاد من ثروات ، وموارد هائلة ، تكفل الحياة الرغيدة ،والعيش السعيد...كما هو متوخّى..ومأمول .. وإزاء حالة كهذه ، فإنني لأقترح- يوماً وطنياً –لمكافحة الفساد في كل مؤسّسات الدولة ، بحيث تفتح فيه أبواب المسؤولين دون سماسرة ، دون وسطاء ، وان تنجز ، وتوقّع معاملاتهم القانونية المستعصية منذ أشهر ، أو سنين – والتي يمكن أن تنجز تلقائياً في حكومة الكترونية محترمة خلال ربع ساعة فحسب ! –دون بيع ذمم ، أو ، ودون أية إكرامية – ياللصوصية اللامقنّعة واللامقنعة..!!-ودون أ تاوة عصمليّة بالمجيديات والذهبيات ، أومقابل – حكّ لي أحكّ لك ..!!-وسوى ذلك ، من فصول القاموس البهلواني ، كي يحصل كل ّ ذي حقّ على حقّه ،تحت شعارات حداثوية : لارشوة !!، لاالتفاف على القانون هذا اليوم – من قال أننا لانحترم المواطنة و المواطن ؟؟...!. أجل ، أؤكّد- أن كارثة الفساد الشامل – بحاجة إلى تجنيد كل الجهود الوطنية الغيورة ، من قبل كل الأقلام ، وأصحاب الضمائر غير المعطوبة، وفي كل مفاصل المجتمع والدولة ، وهم كثر في بلدنا – الحمد لله –كي يصار إلى الإشارة إلى الحراميّة الدهاة والأغبياء بالبنان ، بل وأن تخصص المنابرالإعلامية حيّزاً كافياً، لتناول هذه الظواهر الفتّاكة بالبنيان الاجتماعي ،وبكل ّ جرأة ، وفي منتهى روح الحرص والوضوح ، والمسؤولية الوطنيّة ، وبعيداًعن الكيد يّة آفة الشرق الماجد ، كي نكون أمام ارشيف كامل بأسماء هؤلاء الطفيليين في كل مؤسّسة ، أوشارع ،أوحي ّ ،أومدينة ،كي يتمّ إحصاء قدامى هؤلاء البهلوانات الحرامية المؤسّسين ، وأبنائهم ، وفراخهم ،وأحفادهم , و درجات شركائهم ذوي الأسهم الخفيّة ، متقاعدين عن الفساد عنوة ً ، أو قائمين على رأس العمل ،ومديرن دوائره، وازرين أوزاره ، خابرين مخابره ،في آن واحد ..!...... ولعلّ الدعوة ستتمخّض – في النهاية – إلى مؤتمر – وطني عام – لمكافحة الفساد، بعد مؤتمرات فرعية على صعيد كل شارع ، أو حي ّ ـ أومدينة ،وفي أجواء تخلو من وسائل الخوف ، تجعلنا نضع القدم الأولى على الطريق الصحيح ،فلا تدعوني صورة الشرطي ، وذي السطوة إلى ارتعاد الفرائص، أ و كوابيس اليقظة ، والمنامات الوحشة ، واصطكاك الأسنان والقدمين ، وهي أولى مفردات الإصلاح الحقيقي ، فهل ثمة من هو جادّ بعد ته الدعوة وغيرها ....؟
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الميثاق الجديد للجبهة الوطنية التقدمية جملة مآخذ ...وتناس وا
...
-
المشرّع السوري وزيادات أجور العاملين وإعادة التأريخ إلى الور
...
-
-طابا كردستان.-....!!. محمد غانم يتراجع عن تبنيه للقضية الكر
...
-
ما دمت سورياً إذاً فأنت سياسيّ بامتياز ...!
-
عشية مرور ستة أشهر على أحداث 12 آذار المؤلمة :اقتل كردياً...
...
-
جهاد نصرة...- كأسك يا وطن -....!
-
حجب و لا عجب ما دام أنه الحوار المتمدن
-
قانون ال -مطبوعات- السوري
-
الحوار الكردي العربي بين حضور الموجبات وغياب الضوابط
-
لوثة الانكسار في تقصّي بعض أسباب تقهقر التجربة الاشتراكية...
...
-
شدو- الوطاوط-وسطو الخرائط في حلم الأكراد....وخرط القتاد
-
المقاومة المزوّرة
-
أكذوبة -أسرلة الأكراد- هل هي خدمة مجانية لخطط الموساد؟ 2
-
مرة أخرى:أكذوبة -أسرلة الأكراد- هل هي خدمة مجانية لخطط الموس
...
-
الإجهاز على- معهد الباسل لإعداد المعلمين والمدرسين- في القام
...
-
جادون في تعميق الهوة لاتجسيرها: إلىمسعود حامد..في زنزانته ..
...
-
حظر الاحزاب الكردية...بطش جديد أمبالونة أختبار؟
-
-درفرة -كردستان إلى عارف دليلة و محمد مصطفى وعبد السلام داري
...
-
بين القصيدة والبندقية
-
الأكراد وفزاعةالأسر لة 3 3
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|