سعد الكناني
كاتب سياسي
(Saad Al-kinani)
الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 13:33
المحور:
حقوق الانسان
ما ان تستيقظ مدينة بغداد في الصباح الباكر حتى ينتشر عشرات المتسولين في شوارعها وازقتها وبين السيارات المتوقفة عند اشارات المرورحيث يطرق المتسولون زجاج النوافذ دون يأس وهم يحملون صغارا بعمر الزهور او اوراقا متهرئة لتقارير طبية او اي شيء اخر يمكن ان يقنع الاخرين بانهم فقراء يستحقون ورقة من احدى العملات الصغيرة. متسولون من شتى الأعمار ، بعضهم يكتفي بالتسول على أبواب المحلات ، وآخرون يدخلون مزايدات فيما بينهم من اجل شراء رصيف كامل ويتحكمون بكل من يشحذ عليه وأسعار الأرصفة قد ترتفع أو تنخفض تبعا لموقعها ونوع العابرين عليها وكثافتهم لكنها لا تخلو أبدا من متسولين يلاحقون المارة في كل اتجاه. انها ظاهرة انتشرت بكثرة وبصورة واضحة طيلة السنوات العجاف الماضية في بلد يصدر اكثر من مليوني برميل نفط يوميا وميزانية سنوية لاتقل عن 82 مليار دولار رغم وعود المسؤوليين بالاصلاح والتغيير التي اشبعت المواطن العراقي دون تحقيق اي منها ! وبقى شعبنا يعاني من الفقر والبطالة والتسول والتشرد ونقص في الخدمات! ولذلك اصبحت هذه الظاهرة وظيفة لمن لا وظيفة له بفضل اسباب استفحالها في مقدمتها الفساد السياسي والاداري والمالي والتهميش القسري ، لكن العراقيين يعتقدون ان اعطاء مبلغ من المال كصدقة قد تدفع عنهم البلاء في شوارع يتفشى فيها التفجير والقتل والاعتقال العشوائي وهناك قصص ومشاهد لهذه الظاهرة لا حصر لها ، وكما يعتقد البعض ان التسول ليس عيبا وهي احسن من سرقة المال العام او التزوير اوالقتل او قمع الشعب وتكتيم افواه ؟ وهي لاتحتاج الى رأسمال ، بل مجرد حفظ بعض الادعية واراقة ماء الوجه لكسب المال بطريقة سهلة كي يستمر المتسول في العيش مهما كان مرّاً لايمانه بأن الطرف المسؤول طالما يراوح في دائره مصالحه واهوائه النفعية الضيقة فهو بعيد جدا عن تحقيق متطلباته الانسانية المشروعة ؟
#سعد_الكناني (هاشتاغ)
Saad_Al-kinani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟