أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - فاجرة يتعشقها الجميع !














المزيد.....

فاجرة يتعشقها الجميع !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 993 - 2004 / 10 / 21 - 08:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يحار المرء احيانا وهو ينظر الى مشكلة أمنية ، سياسيّة ، ظلت مستعصية ، كما يبدو، على حل ناجع ، رغم أنها اخذت من الوقت الكثير ، لكن دون نتيجة تذكر 0 حالة مثل هذه الحالة تنطبق تماما على الوضع الذي عليه مدينة الفلوجة حاضنة الارهاب والارهابيين ، فحين يريد الواحد منا أن يتلمس اسباب عدم فرض حلّ عسكري ، سريع على عصابات القتل والارهاب والجريمة في تلك المدينة ، لم يجد من تفسير لذلك غير دخان كثيف تحمله تصريحات متعددة ، متباينة ، مختلفة الاهداف والمرامي ، يراد منها أن تصيب بصائر الناس بالعمى ، هؤلاء الناس المتسائلون عن اسباب عدم فرض مثل هذا الحل 0
حين أسأل أنا ، أو يسأل غيري من العراقيين ، سؤالا وجيها بات يتردد على ألسن الاغلبية من ابناء شعبنا ، وهو : لماذا لم يحسم الامر في الفلوجة حسما عاجلا ، وسريعا على غرار الحسم العسكري الذي طال مدنا عراقية أخرى مثل سامراء ، والنجف ؟ يأتي جوابه على لسان رئيس الوزراء ، الدكتور أياد علاوي مثلا يقول : لكل مدينة ظروفها الخاصة ! أما ما هي هذه الظروف ؟ فهولا يريد الافصاح عنها هنا ، وعلى اكتاف مثل هذا الجواب المبهم يتصاعد دخان كثيف يريد أن يحجب حقيقة الجواب عنا 0
وإذا ذهب السائل مفتشا عن جواب لدى قوات الاحتلال ، وهي صاحبة الفصل في هذه المشكلة التي يريد البعض أن يصورها لنا على أنها معضلة، يجد الدخان نفسه ، وهو أن الحلّ في الفلوجة مؤجلا الى ما بعد الثاني من شهر تشرين الثاني ( نوفمبر ) ، موعد الانتخابات الامريكية ، وذلك خشية من أن يؤثر تعثر مهمة القوات الامريكية في القضاء على عصابات القاعدة ، وفلول صدام الساقط فيها ، على نتيجة الانتخابات الامريكية ، سلبا لغير صالح الرئيس الامريكي جورج بوش ! بينما الحقيقة هي أن الحسم العسكري بنجاح مؤكد للوضع في الفلوجة سيصب في باب الدعاية الانتخابية لجورج بوش ، وليس لمنافسه فيها جون كيري 0
وعلى ألسنة الارهابيين ودعاتهم نجد الجواب لا يعدو عن كونه تهريج اشبه بتهريج اعلام صدام الساقط وقت حروبه الخاسرة ، وعلى لسان العلج المعروف ، محمد سعيد الصحاف ، فهؤلاء ما انفكوا يرددون من جحورهم في تلك المدينة هوستهم البائسة : الفلوجة دمرتي امريكا ! هذا وهم يشاهدون بأم أعينهم أن التي دُمرت هي الفلوجة ، وليست أمريكا ، ففي كل يوم نشاهد نحن من على شاشات التلفزة كيف تتهدم بيوت الفلوجة على رؤوس ساكنيها بصواريخ طيران القوات الامريكية ، فلا العصابات الاجرامية في الفلوجة ، ولا مراعاة أحوال الناس المدنيين في المدينة ، قادرة على منع جبروة القوة الامريكية من اجتياح المدينة برمتها ، وخلال ساعات لا أكثر ، أما القول من أن القوات الامريكية تخشى ملاقاة مقاتلين اشداء ، لا قبل لها بملاقاتهم ، هو قول خرافي يذكرنا بعنتريات قعقاع زمانه صدام الساقط 0
بعد هذا كله كيف لنا أن نعثر على جواب للحالة التي يقف عندها الوضع في تلك المدينة التي باتت مطوقة من كل الجهات ، تنهشها نيران صواريخ لا تبقي ولا تذر كل يوم ، مدينة هي حسب العلم العسكري في حكم السقوط، إذ لا يفصل جند بوش عن فلول صدام ، ومجانين القاعدة سوى أمتار ، هؤلاء الذين باتوا يسمعون عن قرب مناداة جنود بوش لهم ، ومن خلال مكبرات الصوت قائلين : أيها الجبناء ! ها نحن قد هبطنا على الارض ، فخرجوا لملاقاتنا ، كفاكم نوما في الجحور كالجرذان ! وعلى اساس من هذا ، فأن نتيجة أي حسم العسكري هنا معروفة للجميع ، فهي لن تكون لصالح الارهابيين على أية حال أبدا ، فما انتصر الارهاب في ساعة من زمان ، ولا في بقعة من مكان ، وتاريخه القريب ، والبعيد شاهد على ذلك 0
وعلى الرغم من أن منظمات الغرباء الارهابية التي اتخذت من الفلوجة قاعدة لها ، لتفتك بالعراقيين الابرياء قبل أن تفتك بالامريكان ، لا تختلف عن بقية المنظمات التي عرفها تاريخ الارهاب ، لكنها في الفلوجة ، وفي عدد نزر من مدن العراق بات مستوطنات تعشعش فيها عناصر مخابرات دول كثيرة ، قريبة كدول الجوار العراقي ، وبعيدة كدول عربية وغربية بما فيها أمريكا وبريطانيا ، هذا الخليط العجيب من الوجود الدولي في مدينة المآذن ! هو الذي يحول دون حسم عسكري ، سريع فيها 0
ولكي أقرب صورة تواجد عناصر مخابرات هذا المحفل الدولي بين عناصر الجهاد الاسلامي ! في صفوف المنظمات الارهابية هذه ، أطرح هنا مثالا واحدا على ذلك ، وهو الكيفية التي انتهت اليها عملية خطف المواطن البريطاني ، كنيث بغلي ، حيث تمت على إثرها تصفية ثمانية عشر عنصر من عناصر منظمة التوحيد والجهاد التي يقودها ابو مصعب الزرقاوي ، وذلك حين استطاع اثنان من عناصر تلك المنظمة من جنسية سورية أن يفرا بالمخطوف البريطاني من مخبئه في مدينة اللطيفية ، وبعد أن ألبساه زيا عربيا ، بسيارة معدة لهذا الغرض ، لكن أمرهما انفضح في حاجز تفتيش لتلك المنظمة الارهابية ، مما حدا بمسؤوليها الى ذبح المخطوف البريطاني حالا ، واعدام العدد المشار اليه من المجاهدين !!
فالفلوجة ، والحال هذه ، ما هي إلا ورقة مساومة تلعب بها هذه الدولة وتلك ، وهي فاجرة تلبس في كل يوم لباس جديد ، يتعشقها الملك عبد الله على صغر سنه ، مثلما يداعب نهديها الشيخ زايد ال نهيان رغم أن رجليه تتدليان في القبر ، حتى أن لوعة الغرام هذه ايقظت سليم الحص ، رئيس وزراء لبنان الاسبق ، فصاح باعلى صوته من جبال بحمدون و صوفر لا تفجعوا مدللتي الساحرة !
ولا يستغربن أحد علي قولي ، بعد ذلك ، إن زعمت أن جورج بوش ذاته قد وقع بغرام هذه الفاجرة ، وقد يساوم بغرامها هذا اطرافا عراقية ، وغير عراقية ، لم تأت بعد الى جادة الصواب الامريكية ، وعليه سيكون حل لغز هذه المدينة مؤجلا الى أن تتمّ صفقة بيع وشراء بين المقامرين في الوضع السياسي الذي عليه العراق الآن !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظرف الشعراء ( 26 ) : أبو العلاء المعري
- شعب العراق الأول !
- العراقيون ينهضون ضد الارهاب !
- الارهابيون يتدحرجون الى الهاوية !
- جمهورية الارهاب والكباب !
- ظرف الشعراء ( 25 ) : جميل بثينة
- مقايضة الارهابيين !
- حلال عليهم حرام علينا !
- ظرف الشعراء ( 24 ) : أبو عطاء السندي
- يستجدون الكلمات من العرب والمسلمين !
- عروبة الارهاب !
- الجهاد الاكبر خرافة من خرافات !
- ظرف الشعراء ( 23 ) : الاخطل
- يتوضؤون بدماء الاطفال !
- الارهاب يتهاوى !
- الشهيدة نادية العراقية !
- لا حرب أهلية في العراق !
- صلاة المنافقين !
- هذا الفزع !
- يلطفون أخبار الارهاب !


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - فاجرة يتعشقها الجميع !