أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نايف حواتمة - ما بعد مجازر غزة ونابلس















المزيد.....

ما بعد مجازر غزة ونابلس


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 219 - 2002 / 8 / 14 - 00:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


خاص بـ"عرب48" -

 

(الناصرة - 2002/08/13 12:01)

بعد الفشل في التوصل الى اتفاق تفاهم بين قوى وفصائل الثورة والمقاومة الفلسطينية وحكومة شارون برعاية اوروبية قادها خافير سولانا بشأن الابتعاد عن استهداف المدنيين على جانبي خط الصراع, تدخل المناطق الفلسطينية مرحلة جديدة من التصعيد الاسرائيلي الدموي, ومن المقاومة والصمود الفلسطيني المقابل. فقد امست الدروب السياسية شبه مغلقة امام الفلسطينيين ما دام تحالف المجانين بقيادة شارون يقود الدولة العبرية والمنطقة نحو حواف الحروب التدميرية الواسعة, خاصة الحرب ضد الشعب الفلسطيني الاعزل وضد مؤسساته الوطنية وقياداته السياسية وكوادره العاملة وسط المدن والمخــيمات والقرى الفلـسطينية.


بشكل عام الوضع الفلسطيني في الاراضي المحتلة حساس للغاية وامام منعطف حرج جداً, فالحرب الاسرائيلية الدموية ضد الشعب الفلسطيني اتخذت اشكالاً تصعيدية لم يكن احد يتنبا بها لانها حرب تجاوزت كل الحدود ضد شعب اعزل. وعلينا ان نلحظ الغارة الاسرائيلية الدموية ضد حي مدني وسكان آمنين في قطاع غزة عندما تم قصفهم بطائرات 16 والقاء قنبلة تزن طن كيلوغرام من المواد شديدة الانفجار تمزق فيها اكواخ الفقراء وتشظت اشلاء الاطفال الشهداء.


هذه الحرب الدموية عنوانها ليس فقط طرف فلسطيني دون غيره, فهي حرب شاملة ضد كل الحالة الفلسطينية من سلطة ومعارضة, وضد كل فئات وتيارات الشعب الفلسطنيي لتحقيق هدف واحد عنوانه تدمير الحقوق الوطنية الفلسطينية واجتثاث جذوة المقاومة والانتفاضة ودفع الفلسطينيين الى الياس والقبول بفتات الحلول المطروحة على يد شارون واليمين الصهيوني المتشارك مع حزب العمل الصهيوني في معركته ضد الشعب الفلسطيني.


على هذا الاساس لا نستطيع القول الآن بأن حاضر السلطة مفصول عن حاضر الشعب الفلسطيني. ولا مخرج سوى بالمقاومة والانتفاضة واعادة بناء الوحدة الوطنية ببرنامج سياسي موحد, او الرضوخ لمطالب الاحتلال تحت عوامل القوة المسلطة على عموم شعبنا. وكما تقول الوقائع فإن الشعب الفلسطيني اختار طريق المقاومة والمواجهة والانتفاضة كخيار لا بد منه لفتح الدروب امام سلام الشرعية الدولية.


وللأسف, نرى اليوم الاخ ياسر عرفات يتبع خطاً موازياً للسياسات الاميركية لدرجة كبيرة على امل تحييد في الموقف الاميركي او التخفيف من حدة الانحياز الى جانب سياسات شارون. وبهذا الرهان يعيد استنساخ سياسات السنوات العشر الماضية التي كلفتنا ما كلفتنا من خسائر باهظة.


الاخ عرفات والسلطة الفلسطينية جزء من اتفاق اوسلو, وجزء من اوهام تسوية مدريد. الا ان هذه التسوية قد تحولت الى اشلاء على يد شارون وحكومات اسرائيل, وعلى يد الانحياز الاميركي. وبهذا وجدت السلطة الفلسطينية نفسها امام مأزق ضيق حيث حوصرت هي ذاتها على يد المشروع الاميركي الاسرائيلي للتسوية, ووجدت نفسها عارية امام شعبها وامام مجمل القوى الفلسطينية, ولم يكن امامها من خيار حقيقي سوى الاصطفاف الى جانب المقاومة والانتفاضة. وعليه فإن كل المراهنات السـلطوية الفلسطـينية على مراعاة المواقف الاميركية, ومحاولة التوازي في التعاطي ما بين سياسة واتفاقات اوسلو وما بين استمرار القنوات مفتوحة على مصراعيها مع واشنطن سيضع السلطة امام مزيد من التنازلات. ان شرط تجاوز عنق زجاجة اوسلو هو بالعودة الى بناء الائتلاف الوطني لمؤسسات السلطة الفلسطينية بين جميع الفصائل والسلطة على اساس برنامج سياسي جديد موحد ينتج عن حوار وطني شامل, وبهذا تقع تنمية عوامل القوة الفلسطينية وتجاوز انهيارات ما بعد اوسلو وثانياً: العودة الى بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتسليح الشعب الفلسطيني في الارض المحتلة والشتات, وقواه بالارادة السياسية الموحدة القائمة على اساس برنامج الاجماع الوطني وسلام الشرعية الدولية. وهنا نستطيع ان نتلمس المواقف الدولية المتطورة نسبياً كما تمخض عن هذا اجتماعات اللجنة الرباعية في واشنطن وفشل الادارة الاميركية في فرض موقفها على باقي الاطراف الدولية. مع ان المواقف العربية في الحضيض ولا تساعد على تطوير الموقف الدولي.


في هذا السياق نستطيع تلمس تقويم حاضر ومستقبل الانتفاضة الثانية في المرحلة التي نمر بها في الثورة الفلسطينية اليوم, فالانتفاضة الثانية, انتفاضة الاستقلال تتميز بمجموعة من الخصائص تختلف نسبياً عن الانتفاضة الكبرى الاولى بين اعوام 1987 - 1993, وهذا الاختلاف منطقي وطبيعي, حيث استفادت قوى المقاومة وفصائل منطمة التحرير من تجربة الانتفاضة الاولى, ونما الكادر الذي شب مع الانتفاضة الاولى ليصبح عنصرًا رئيسيًا في معمعان الانتفاضة الثانية. وكل هذا اكسب الانتفاضة الثانية درجة اعلى من النضوج, ودرجة أعلى من روح الاقدام وتنوع الاساليب الكفاحية النضالية خاصة العمل الفدائي المقاوم.
ومع الخصائص التي تميزت بها الانتفاضة الثانية, تميزت ايضاً حدة المواجهة مع المشروع الاسرائيلي التوسعي للتسوية مع الطرف الفلسطيني, وارتفع ميزان العداء الصارخ والمواجهة الدموية ضد شعبنا على يد قوات الاحتلال والاستيطان وآلة الحرب الاجرامية الصهيونية. وفي هذا السياق فإن الانتفاضة الثانية فرضت وقائع دامغة تفقاً العين الاميركية الاسرائيلية, لذلك أصبحت هناك قناعة متشكلة في عموم العالم والمجتمع الدولي بأن لا امكانية لاية عملية سلمية حقيقية دون الاستجابة للمطالب الوطنية الفلسطينية عملاً بالقرارات الدولية خصوصاً 242 و338, الارض مقابل السلام, وحل مشكلة الشعب اللاجئ وفق قرار الامم المتحدة 194. وان دولة الاحتلال لن تنعم بالسلام او بالاستقرار الا على قاعدة استعادة الارض والحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية مقابل السلام الشامل على اساس الشرعية الدولية.


ان الحرب الكونية الجديدة التي تخوضها واشنطن ضد ما تسميه الارهاب اعطت شارون غطاء واسعاً تلحف به في حربه العدوانية المجنونة ضد الشعب الفلسطيني. وهذه الحرب الاميركية المعلنة هي حرب ظالمة وانتقائية, وحرب مصالح تخوضها واشنطن ضد حلفائها لعشرات السنين من مجموعات المجاهدين الافغان الى الحركات السلفية التي تستدعي تسييس الدين وتديين السياسة من عرب وغيرهم الذين سلحتهم واشنطن ومولتهم من طلقة الرصاص الى صورايخ ستنغر على مدى خمسين عاماً من الحرب الباردة على قوى التقدم والحداثة والعصرنة في البلاد العربية والعالم الاسلامي وعلى النطاق الدولي حتى 11 ايلول 2001.


والآن نلاحظ بأن هذه الحرب الكونية الاميركية أرادت ان توسم النضال الوطني الفلسطيني واي نضال تحرري في العالم بصفة الارهاب. بينما الشعب الفلسطيني هو الضحية الاولى للارهاب الحقيقي على يد حكومات اسرائيل, وسياسات الاستيطان ومصادرة الارض والحقوق الوطنية. وقوى التحرر والتقدم والديموقراطية في بلدان العالم الثالث هي ضحية حرب الهيمنة الامبريالية الاميركية على العالم فيما بعد الحرب الباردة الدولية, وتحت شعار (العولمة الاميركية).


وهذه المعركة التي تخوضها واشنطن بجانب حكومة شارون, جزء من الحرب غير الأخلاقية, و(المقدسة) بنظر واشنطن ضد شعوب العالم ونزعاتها الوطنية التحررية, وضد المصالح القومية والوطنية لباقي ابناء المعمورة. وعليه فإن واشنطن تستطيع ان تركب وان تفبرك وان تعدل يومياً قوائم واسماء ارهاب وما الى ذلك, في الوقت الذي تتجاهل فيه الانظمة الفاسدة والتوتاليتارية واشكال الديكتاتوريات في العالم, وان تدعم اشد الانظمة التي تعادي حقوق الانسان.


وباختصار انها سياسة المصالح البعيدة عن النزاهة ومنطق العدالة والانسانية. لان واشنطن تجيز صنع اكثر من قائمة لاكثر من جهة: قائمة الرئاسة, قائمة الكونغرس, قائمة الخارجية, قائمة وزارة العدل, قوائم داخل الولايات المتحدة الاميركية, قوائم خارجها...


علينا نحن العرب شعوباً ودولاً ان نتعلم الدرس معاً لكسر الزمن الدائري العربي الكئيب المرير الذي استطال اكثر من الف عام, وننتقل نحو معادلات جديدة في العلاقات مع واشنطن, معادلات المصالح الكبرى في بلاد العرب مع كل كتلة دولية مقابل وقف الانحياز الاعمى لحكومة شارون وبهذا نبدأ بكسر الجدار والطريق المسدود.



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 23 يوليو إنجازات استراتيجية عظمى وأخطاء كبرى
- مشروع الإصلاح الوطني والتغيير الديمقراطي
- اجتياح ومقاومة.. الآن إلى أين؟
- جولات زيني: بين توسعية شارون والخلل الذاتي الفلسطيني والعربي
- الشـــرق الأوســـط وزلـــزال القنــابل الطــائـرة


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نايف حواتمة - ما بعد مجازر غزة ونابلس