|
المادة الثانية ... و جودها أو حذفها... لن يغير شيئا من واقع مصر
أسعد أسعد
الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 18:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قامت الدنيا و لم تقعد بسبب خطاب الشيخ محمد حسين يعقوب الذي دعا الإستفتاء علي التعديلات الدستورية ب "غزوة الصناديق" ورغم تراجع الشيخ عن معظم ما قاله إلا أنه بقيت في آذان سامعيه و مريديه عبارة تعتبر الأخطر في كلامه إذ قال ما معناه "إحنا ما يهمناش الدستور ... هو الدستور ها يعمل لنا إيه" ... و هذه هي الكارثة التي تسيطر علي أدمغة الشعب المصري ... الدستور لا يعني شيئا للشعب في واقعية الحياة العملية ... فالإستفتاء في نظر الشيخ كان حربا بين فسطاطين ... المسلمين المؤمنين فسطاط نعم للدين و النصاري الكفار فسطاط لا للدين ... و مش مهم الدستور ... و فعلا فإن الأيام القليلة الماضية و التي فيها قامت جماعات المسلمين السلفيين بعدة عمليات جهادية لتطبيق الشريعة الإسلامية فإنه إن دلت هذه العمليات علي شئ فإنما تدل علي إن ليس الدستور هو الذي يحكم مصر فعليا في الحياة العملية بل الشريعة الإسلامية التي يحكم بها أمراء الجماعات بحسب النصوص التي يختاروها هم من مئآت المجلدات التي تحوي تفاسير القرآن و الأحاديث و بحسب أهوائهم و تصوراتهم لما تعنيه النصوص بلا ضابط أو مقنن أو مرجعية متفق عليها – ولو حتي من أغلبية المسلمين - سوي رأي أمير الجماعة أو حتي ما يراه الفرد دون مرجعية الجماعة ... فالبعض يوافق البعض و البعض يعارض البعض ... و بالرغم من أنه إلي الآن لم تحدث التصادمات المتوقعة إلا أنه بدأت التهديدات تتصاعد في الأجواء المشحونة بين السلفيين و الصوفيين بينما إنقسم الأزهريون و الإخوان المسلمون ... و الكل ضد المسيحيين و المسلمين المعتدلين - الذين طبعا لهم النصيب الأكبر من التهديدات ... فماء النار جاهزلتشويه وجوه السافرات و الغير محجبات ... تحطيم محلات الخمور ... تحطيم أملاك من يؤجر مسكنا لإمرأة عزباء بدعوي أنها سيئة السمعة ... قتل مسلم بدعوي أنه تارك للصلاة ... و البقية تأتي ... و أهم مادة في الشريعة الإسلامية - التي نصها و تفسيرها و تطبيقها يلغي الدستور و القوانيين الوضعية من أساسها - هو ذلك الحديث النبوي الشهير الذي يقول معناه (له نصوص متعددة) "إن رأي أحدكم منكرا فليغيره بيده و إن لم يستطع فبلسانه و إن لم يستطع فبقلبه و هذا أضعف الإيمان" ... الله أكبر .... الله أكبر ... فما حاجتنا للدستور أو القانون أو الدولة و مؤسساتها ... فهذه هي الشريعة الإسلامية ... فالمسلم هو الذي يحكم بحسب ما يري هو... أي إن شيئا أو أمرا ما يحكم عليه الفرد المسلم و يري بحسب رأيه إنه منكرا ... شاب نصراني كافر علي يده وشم الصليب ... إمرأة نصرانية سافرة يتدلي من عنقها و ثن الصليب ... كنيسة يسمع منها صوت الكفر بأغاني الكفر عن الثالوث أو المسيح المقام من الأموات ... كنيسة نجسة عليها صليب ... شاب نصراني قال لجارته المسلمة صباح الخير ... قسيس يمشي في الشارع ... بيت واحد مسيحي ... مسيحي ماشي في الشارع ... مسيحية ماشيه في الشارع ... دكانة واحد مسيحي ... عربية واحد مسيحي ... نصراني ماشي في الشارع و لم يفسح الطريق للمسلم و يأخذ النصراني الجانب الأضيق ... نصراني قاعد و مر عليه المسلم و لم يقف النصراني إحتراما لسيده المسلم ... المؤمن مسئول أن يغير هذا المنكر بيده ... و لا تقلق يا قارئي العزيز ففوضي المرور و الأسعار و الغش التجاري و الرشوة و سكن الخرابات و فقر العشوائيات و إنحطاط الرعاية الصحية في المستشفيات و إنتشار الحشيش و المخدرات و هبش و نهب كل ما في البلد من خيرات ... كل هذه لا تعتبر منكرا يجب تغييره ... هذه كلها قضاء الله و قدره عز و جل علي عبيده ... أما النصاري لعنة الله عليهم و علي أحوالهم و علي كنائسهم فهم أصل المنكر في بلاد المسلمين ... و لقد إنتصرت جيوش الإسلام نصرا عزيزا في غزوة الصناديق و أفتي فضيلة الشيخ قائلا "ما تخافوش خلاص البلد بقت بتاعتنا" و أيضا "إللي مش عاجبه ... عندهم فيزات أمريكا و كندا" ... و ذلك طبعا لكي تبقي بلاد المسلمين خالصة للمسلمين ... و أنا أقصد من هذه المقدمة أن أبين إن النصوص الإسلامية موجهة في المرتبة الأولي للمؤمنين أي للمسلمين ... الأفراد أو الجماعات ... فالشريعة الإسلامية لا تعرف شيئا إسمه الدستور و لا نظام أو جهاز إسمه مجلس الشعب أو مجلس الأمة و لا شخصا إسمه رئيس الجمهورية ... في أيام الشريعة الإسلامية كانت هناك قبائل بدوية متصارعة علي الكلاء و المرعي ... كبير القبيلة هو رأسها و شيخها و حاكمها ... المعارك القبلية قبل و بعد النبي محمد لم تنهي النزاعات القائمة ... لم تكن هناك دولة و لا بوليس منظم و لا مجالس بلدية و لا مشاريع مياه و مجاري و كهرباء و خطوط تليفون و لا محطات تليفزيون و لا طرق سريعة و لا طيران ... الشريعة كانت في مجتمع الإبل و البعير و الحمير و الخيام و قطعان الماشية و الأغنام ... القبيلة المنتصرة تغنم القبيلة المنهزمة إبلا و مالا و عيالا و نساء ... القرآن يتلي من صدور الرجال و أحاديث النبي يتسامر بها الرواة في مجالس العرب ... العين بالعين و السن بالسن و البادئ أظلم قانون يطبقه الأفراد فيما بينهم ... القضاء و الشرطة نظام لم يعرفه العرب إلا بعد أن غزوا بلاد الكفار و إختلطوا بهم ... ثم يقول الحديث الشريف بل و يأمر الفرد المسلم المؤمن عند رؤيته منكرا ... فليغيره بيده ... لا قانون لا محاكم و لا بوليس ... المسلم مأمور بتغير المنكر الذي يراه هو إنه منكر ... السلفيون الذين يهاجمون النصاري و يأمروهم بمغادرة البلد و إزالة الكنيسة لأن اصوات الترانيم تتعبهم ... هم يطبقون الشريعة كما هي ... و إذا كان الدستور ضد هذا فليذهب الدستور إلي الجحيم ... الدستور ها يعمل لنا إيه .... ولد مسيحي ماشي مع بنت مسلمة يبقي الكنيسة تتهد ... عاوزين البوليس و المحاكم و الدستور ليه ... بنت مسيحية حلوه و مزقلطه تنفع نخليها من ملكات اليمين و ندخلها الإسلام نمتلكها حلال لنا ... دستور إيه و محاكم إيه ... الشريعة بتقول و ما ملكت أيمانكم و نساءهم حلال لنا ... و الشيخ إللي يقول غير كده ماليش دعوه بيه ... أنا شفت إن هي دي الشريعة و طبقتها بمعرفتي ... أما لو لم يستطع المسلم المؤمن أن يغير الأمر بيده فبلسانه ... مظاهرات سب البابا و المسيحيين ... و بالطول بالعرض هانجيب الكنيسة الأرض ... الدعاء علي النصاري في الجوامع و بالميكروفونات اللهم إخرب بيوتهم اللهم إمرضهم اللهم يتم عيالهم و رمل نساءهم ... كلام السب العلني و كلام و خطابات الشيوخ في البرامج التلفزيونية التي تملأ الفضائيات ... الزغبي و محمد حسان و الحويني ... و غيرهم ... و إذا قلت يا قارئي العزيز إن هؤلاء يردون علي زكريا بطرس فأنا أتحداك أن تذكر لي كلمة قالها زكريا بطرس عن الإسلام و المسلمين و النبي محمد ليست مذكورة بالحرف في كتب التراث الإسلامي ... من فقه الغائط إلي فقه القمل ... إلي فقه السبي ... إلي ملكات اليمين ... إلي رضاع الكبير ...إلي بول الإبل و البعير ... محمد و ثياب عائشة ... محمد و حيض عائشة ... محمد و نكاح الطفلة عائشة ... محمد و السحر و الجن ... محمد و الغرانيق العلا و شفاعتهن لترتجي ... محمد و من دخل في ثيابه من الخلف ... محمد و من إضطجع معها في قبرها ... إلخ ... إلخ ... إلخ ... و لكن هذا ليس موضوعنا الآن ... فالمسلم دائما يغير الموضوع بلسانه .... لا يستطيع أن يهدم الكنيسة بيده فيسب المسيحيين بأقزع الألفاظ ... لا يستطيع أن يدحض حقائق الكتاب المقدس فيسبه و يدعي أنه كتاب محرف مزور مكدس ... و كلام ... كلام ... كلام ... يدافع عن الكذب ويدعي إنه الحق ... و يفتري علي الحق كذبا ... أما تغيير المنكر بقلبه لأن لسانه لم يستطع أن يغيره ... فالمسلم يسد أذنيه عن سماع الحق ... لا تجادل و لا تناقش و لا تسألوا عن أشياء إن تبدي لكم تسوءكم ... كل حق تراه عين المسلم و كل حق تسمع به أذن المسلم فقلبه المغلق يحوله ... و يغيره ... و يبدله ... حقا إنها مأساة ... مأساة ... ماساة ... ما حاجة المسلم إلي دستور ... الشريعة جعلت الحكم علي الأشياء لرأيه و ليس لنص القانون و جعلت و أمرت أن يكون التغيير بيده مسئوليته و ليس مسئولية مؤسسات الدولة ... دستور إيه و قوانين إيه و مجلس شعب إيه ... الإسلام هو الحل ... يا قارئي العزيز ... بضميرك الذي أرجو أن يكون يقظا و حيا ... هل لو كان لدينا دستور مدني ليس فيه ذكر للشريعة الإسلامية و لا للدين الإسلامي ... فهل تعتقد إن هذه الصورة يمكن أن تتغير أو تتبدل ... الدستور في مصر أصبح لا قيمة له سواء فيه الشريعة الإسلامية أو خلت منه هذه المادة ... الشريعة الإسلامية هي أفغانستان و السودان و السعودية و إيران و باكستان و ستتحول مصر بها إلي مصرستان ... و لا حوجة للدستور ... هو الدستور ها يعمل لنا إيه ...
#أسعد_أسعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المادة الثانية ... قسمت مصر و أسقطتها إلي الهاوية
-
مصر ... من العزبة المنهوبه إلي الخرابة المنكوبة
-
يجب حذف العربية من إسم جمهورية مصر العربية
-
دموع بهيه
-
النهاية المشؤمة للثورة المصرية الموؤدة
-
مصر ... الجيش هو الحل ....و العودة إلي نقطة البداية ... و لا
...
-
نهرو طنطاوي يصيب قلب الحقيقة الإسلامية المفجعة و يفجر القنبل
...
-
أنا و أنت و الله
-
إتهامات مقابل إتهامات ... هو تعليقق أحد القراء علي مقال ...
...
-
إنفجار كنيسة القديسين ... ضربة معلم ... غاندي هو الحل
-
حوارات قبطية في المواطنة المصرية
-
السيدة إكرام يوسف ... أنا آسف ... لا أستطيع أن أقول آمين لصل
...
-
القضية القبطية ... بين واقع مصر الإسلامية ... و مطالب المسيح
...
-
الإنسان بين العمل و العبادة
-
إلي جناب الفاضل الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع
...
-
الدين لكاميليا و الوطن لجمال ... و الله أكبر
-
إصلاح الدولة المصرية – الأستاذ أمير ماركوس و نظرية المؤآمرة
-
نهرو طنطاوي بين إصلاح الدش و إصلاح الكنيسة و إصلاح الدولة ال
...
-
بين يهوه إلوهيم و الله الرحمن الرحيم
-
رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة - ج-5
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|