أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - كابوس الديمقراطية .. مصر نحو الشرنقة والشرذمة الطائفية .















المزيد.....

كابوس الديمقراطية .. مصر نحو الشرنقة والشرذمة الطائفية .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 14:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


* عذرا ً نحن طائفيون .
عندما نحاول أن نقرأ الواقع السياسي الاجتماعي المصري سنكتشف جذور الطائفية تطل علينا وتفضح هوية الانتماء والرؤية .. سيفجعنا حجم التشوه الذي اعترى المواطن المصري بعد عهود طويلة تم فيها سحق حريته وكرامته ليلوذ بالارتماء داخل مشروعه الديني والتعصب له بل التشرنق داخله ليجد فيه تعزيته وقضيته .!

نعم يمكن فهم الأسباب التي تدعو المصريين لأن يكون الهاجس الديني هو الهم الأكبر فقد تم تجريدهم وتهميشهم وحرمانهم من نيل حقوقهم السياسية والاجتماعية وقدرتهم على المشاركة في صنع القرار لعهود طويلة مع سحق تام للعدالة الاجتماعية وتركيز الثروة بشكل فج في يد فئة قليلة مع اتساع رقعة الفقر والمعاناة , في ظل أنظمة قمعية لم يجد المصري سوى أن يرتمي في مشروعه الديني كطوق نجاة وملاذ آمن ليتشبث به ويعتبره خط أحمر يمارس فيه آخر قدرة على التحدي وليأخذ الانتماء لبعض الطقوس شكل هوسي يستأثر على الذهنية المصرية فهو آخر خط انتماء وقدرة على التحدي لتفرز فى النهاية حالة تجعل الدين انتماء وهوية قبل أن يكون علاقة روحية . يضاف إلى ذلك انهيار المشاريع القومية الحداثية وعدم قدرتها على الصمود ليصبح للدين في حالة الإحباط هذه طوق النجاة والأمل المنتظر وهذا ما استثمره حملة البخور من التيارات الإسلامية والكنسية ليكون لهم حضور وتأثير .. وتزداد الأمور تعقيدا بمزيد من الشرنقة وتصعيد التزمت والتعصب وتسميم الأجواء بفكر طائفي يتصاعد على أثر أي حادث بسيط لتتعالى أدخنته ويتلون بنعرة طائفية قميئة .

* الاستفتاء يفضح .
في الاستفتاء الأخير على بنود الدستور ظهرت بوادر تنبأ عن مأساة قادمة في الطريق وهى طغيان الحالة الطائفية وتصعيدها .. فبغض النظر عن محتوى الاستفتاء وهزال الطريقة التي تمت به فسنجد تعامل لا يمكن تفسيره سوى بأنه نتاج هوس وتوجس طائفي يظهر في المشهد بلا مبرر .
بداية ً لو حاولنا أن نلقى نقدا ً على هذا الاستفتاء الغريب والمتهافت والذي ضاعت منه أساسيات الاستفتاء في منطقية الطرح نجد انه قد وضع المواطن المصري بين خيارين إما " نعم " أو " لا " على سبعة بنود تم تعديلها ..لم يفطن أحد أنه لا يوجد استفتاء في العالم يستفتى المواطنين فيه على حزمة من البنود دفعة واحدة فكيف يدلى المواطن بنعم أو لا إذا كان يقتنع ببعض المواد ويرفض أخرى في نفس الوقت ... فأين المنطق مثلا ًعندما أقتنع بجدوى 5 مواد وأرفض مادتين وكيف لي أن أعلن عن قناعاتي !! ..لقد تعاملوا مع المواطن المصري بنظام قفص الطماطم إما تقبله على بعضه بثماره السليمة والتالفة أو ترفضه وحسب تعبيرنا المصري " لكشة واحدة " أو " شيلة واحدة ".!
الغريب أن من أبدى موافقته أو معارضته للمواد المعدلة لم يتعامل مع المواد نفسها ولكن تحت دعاية ليس لها أي علاقة بمواد موضوع الاستفتاء في حد ذاتها .. فالإخوان والجماعات الدينية والسلفية أبدت موافقتها على الاستفتاء بحماس غريب للدرجة أنها تهورت وجعلت الاستفتاء ب "نعم" واجب شرعي .!! ولم تتورع التيارات السلفية في دعاية غبية بأن الاستفتاء ب " لا " يعنى قدوم مايكل منير ونجيب ساويرس إلى السلطة والحكم .!! ..وفى الجانب الآخر وجد الأقباط أن حماس الإخوان والتيارات الإسلامية للموافقة على التعديلات دفعهم لقول " لا " .!!
في الحقيقة أن الجانبين تعاملا مع الاستفتاء بنظرة وتصور لما بعد الاستفتاء وليس مع بنود الاستفتاء في حد ذاتها !!.. فالأخوان والتيارات الإسلامية تبغي من الموافقة على الاستفتاء أن تنتقل للمربع القادم وهو الانتخابات وترى بالفعل أنها مهيأة لحصد مكاسب كثيرة والسيطرة على نسبة جيدة من مجلسي الشعب والشورى إذا أجريت الانتخابات مبكرا ً فى ظل ضبابية الحياة السياسية وعدم وجود قوى منافسة ومنظمة فلما لا ننجز الانتخابات سريعا ً قبل أن تنظم قوى أخرى نفسها .
على الجانب الآخر تفهم الأقباط نية الأخوان وإسراعهم نحو التهام الكعكة قبل أن تبدأ القوى الأخرى في التنظيم فقالوا " لا " حتى يعرقلوا هذه الخطوة وخشيتهم أن يبقى الدستور على حاله أو يتم إضافة المزيد من البنود التي تنحو بمصر نحو دولة إسلامية تتهمش فيها حقوقهم أكثر.
تظهر في الأفق بشارات لحالة طائفية قميئة تبتعد تماما ً عن أفكار الحريات والديمقراطية وغير مهمومة بعدالة الاجتماعية .. فيتصاعد في المجتمع القبطي هاجس كبير من صعود الأخوان والتيارات الإسلامية إلى منصة الحكم وفى نفس الوقت تقوم الأحزاب الإسلامية بعملية استقطاب حاد في المجتمع وتعلم أن عملية تصعيد الفرز والاستقطاب هو في صالحها .

* أحزاب طائفية الهوى بالجملة .
لو انتقلنا لمشهد آخر أشد سخافة وقتامه من مشهد الاستفتاء سنجد أن الأسابيع القليلة القادمة ألقت لنا بحزمة من الأحزاب الجديدة والغالب عليها سمات طائفية دينية ... وهكذا تنتج الديمقراطية المصرية إذا صح تعبير ديمقراطيتها .!
أسس الأخوان المسلمون حزب العدالة والحرية , وظهر حزب الوسط ذو المرجعية الإسلامية والذي حصل على حكم قضائي منذ أسبوعين ,. ولكن الساحة لم تكتفي بذلك بل شهدت حالة ثراء غريب فنجد حزب " الإتحاد من أجل الحرية " لمؤسسه منتصر الزيات محامى الجماعات الإسلامية وسنجد الجماعة الإسلامية صاحبة التاريخ الإرهابي فكرا ً وسلوكاً بقيادة كرم زهدي وناجح إبراهيم تؤسس لحزب آخر .. ويظهر على الساحة حزب " النهضة " لمؤسسه ممدوح إسماعيل وهو محامى آخر للجماعات الإسلامية .
وبخلاف حزب الجماعة الإسلامية فإن شباب الجماعة الإسلامية قاموا بتأسيس حزب سياسي لشباب الجماعة الإسلامية تحت اسم "الحزب الإسلامي للإصلاح والتغيير " .!.. ولم يخلو الأمر من تأسيس حزب آخر من رحم الأخوان المسلمين يتقدم به الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح جامعا ً فيه مجموعة من شباب الأخوان أيضا ً.

نأتي للجانب القبطي الذي لم يقف ساكنا ً ليشارك في هذه الحفلة الطائفية فنجد الدكتور نجيب جبرائيل، المحامى القبطي يؤسس حزب "الاتحاد المصري" .. كما أعلن مايكل منير، رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة الأمريكية تأسيسه لحزب سياسي يحمل اسم حزب "شباب الثورة"... أما الصحفي ارمانيوس المنياوي أعلن عن تأسيس لحزب "النهر الجديد" كأول حزب يخرج من صعيد مصر ... كما قام المحامي ممدوح نخلة رئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان بتأسيس حزب الأمة المصري .

هذا ما استطعنا أن نجمعه حتى الآن عن الأحزاب ذات المنحى الديني والمشبعة حتى الثمالة بطائفتيها .. وليندهش المرء من هذه القدرة العجيبة والحماس الشديد في تأسيس أحزاب ذات توجه ديني ولا يتواجد في المقابل أحزاب تماثلها تحمل مشاريع سياسية .!!..والأغرب من هذا أن أصحاب الفرح وهم شباب الثورة الذين فجرزها لا تجد إلا حضور باهت لهم .
تندرت على حالنا وقلت في سريرتي لم يبقى سوى أن يشكل الدراويش وأصحاب حلقات الذكر ليؤسسوا هم الآخرين حزبا ً سياسيا ً ولكن استدركت نفسي وقلت ولما لا فنحن في مصر بلد العجائب التي تتعامل مع السياسة والديمقراطية بالهوى والعاطفة والعصبيات .!
أدرت مؤشر البحث جوجل لأجد بالفعل أن هناك حزب تحت التأسيس لأصحاب الطرق الصوفية !!.. فقد أعلنت ١٨ طريقة صوفية، تشكيل جمعية تأسيسية لجمع توكيلات لإنشاء حزب سياسي صوفي.
واختار ممثلو الطرق، خلال المؤتمر التأسيسي للحزب، رئاسة الشيخ محمد علاء أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية .. الطريف أنهم يختلفون فقط حول اسم الحزب هل سيكون "الحرية" أو" المصري اليوم " أو" التسامح الاجتماعي " أو" الصفوة" !!
حتى هؤلاء الطيبون أصحاب الفته والرايات الخضراء وحلقات الذكر يؤسسوا حزب ولتفرحي يا مصر بالخلاص والفلاح .

ظاهرة خطيرة تخطوها الحياة السياسية في مصر بهذا الطوفان من الأحزاب ذات الخلفيات الدينية إسلامية وقبطية لينذر بالخطر فلا تعلم ما علاقة الدين بالعمل السياسي ,, وإذا كانوا ليسوا بصدد استدعاء النصوص الدينية بحكم عدم وجودها أصلا ً أو وجود هلاميات تعتمد على تاريخ وتراث بدوى قديم لاعلاقة له بالعصر والحرية والمدنية فما معنى الخلفيات والهويات الدينية ... يصبح هذا التواجد الكثيف ما هو إلا تعبير عن عصبيات غبية وشرانق تفرق قبل أن توحد .. نحن إزاء عملية تشرذم طائفي وتعامل مع الواقع السياسي والاجتماعي بمنظور طائفي قبلي .
للأسف الشديد عندما تفتش في برامج هذه الأحزاب فلن تجد رؤية أساسية عن حاضر ومستقبل مصر .. لن تعثر عن برامج للتنمية .. عن العدالة الاجتماعية .. عن الطبقات المستغلة والطفيلية الحاضرة والتي دفعت وتدفع الأقباط والمسلمين لشرنقة الطائفية .. لن تجد رؤية لدور مصر في محيطها العربي والعالمي ... ستجد فقط مقاهي يتجمع فيه أصحاب العصبيات يرتمون في أحضان بعضهم ويشحذون الهمم والأظافر والأنياب ضد عصبيات أخري وسيغلفون هذا ببعض السطور التى لا تغنى ولا تسمن من جوع .

* خطورة أحزاب قبطية .
يسترعى الانتباه ظهور أحزاب قبطية على الساحة فلا تستطيع أن تفهم ما دخل وعلاقة السياسة بالدين المسيحي .. ماذا يعنى حزب يحمل يافطة قبطية وما علاقة القبطية ببرنامج حزب سياسي ..قد نفهم أن التيارات الإسلامية تعلن عن أحزاب تحت دعوى التشريعات الإسلامية وحكم الله وتلك العبارات السفسطائية التي كلما اقتربت منها وجدت خواء في الطرح لا تزيد عن رغبة في استدعاء قانون العقوبات ... ولكن ما معنى حزب قبطي وهو يفتقد لأي منهجية أيدلوجية وتشريعية.. إنه إعلان عن حالة طائفية ومصالح طائفة محددة .. سيقابلها بالفعل تخندق أكثر لطوائف إسلامية .
عندما تحاول تلمس التضاريس الفكرية للأقباط المصريين لن ترهق نفسك كثيرا فهي تضاريس واضحة الملامح تعلن عن نفسها بأنهم مهمومون بوضع الكنيسة والمجتمع القبطي من هؤلاء المتعصبين الذين يكفرونهم ويعلنون بفجاجة على منابرهم الأرضية والفضائية المزيد من حملات السخرية والامتهان علاوة على تهميش كامل لدور الاقباط في المجتمع لتخلو كل المناصب السيادية وصنع القرار منهم وكأن الغباء والجهل نصيبهم .
أرى الأقباط مهمومين بالمادة الثانية من الدستور ويقيمون التظاهرات لحرق كنيسة ..ولا أحد ينتقص أو يشوه قضيتهم فهذا حقهم ولكن ليس الدستور هو المادة الثانية بل يوجد عشرات المواد التي تحتاج لتعديل وإلغاء وتطوير وللأسف هم غائبون وليس لوحدهم في هذه الغيبوبة بل يشاركهم المسلمون أيضا .
ليست القضية الوحيدة هي حرق كنيسة لتقام التظاهرات بالرغم من أهمية هذه القضية وعدم الانتقاص من بشاعتها ولكن هناك من يحرقون جيوبنا ويمتصون دمائنا ويحبطون أحلام أولادنا في العمل والحياة والكرامة ووطن يحترمنا ويضمنا .

الأقباط تشرنقوا في داخلهم نتيجة فترة طويلة من التهميش والقمع والاضطهاد وغياب الحريات وشاركهم المسلمون في ذلك ولكنهم تميزوا بالتضييق على حريتهم الدينية ووجود مناخ مسمم بالتعصب فتح له أنور السادات المجال في لعبة قذرة مارسها لمحاصرة اليسار وإغراق المجتمع في حالة طائفية تصرف الجماهير عن مشاريعه للتسوية وتسليم مفاتيح البلاد لطبقة طفيلية قذرة , لذا لم يبقى لمواطنيه سوى أخر حصن يتحصنون به وهو الكنيسة والجامع ليصبح الاقتراب منهم هو الانتهاك والانهيار .

تجد أن الهم القبطي في مصر ينحصر في قضية حرية المسيحي في ممارسة شعائره الدينية وبناء كنائسه ووقف الحملة المسعورة التي تنال منه بالسخرية والامتهان من على المنابر الأرضية والفضائية .! كما يأتى التوجس من الجماعات الإسلامية والحيلولة دون وصول هؤلاء التتار للسلطة والتي ستعنى المزيد من الاضطهاد الديني والانتقاص من حقوقهم وأمانهم .
لا يستطيع أحد أن ينتقص من رؤيتهم وتوجسهم في كون التيارات الإسلامية ستقضى على كل أخضر ويابس وستدفع مصر إلى أتون الطائفية والتخلف ولكن مصر والحياة السياسية والاجتماعية لا يجب اختزالها في قضية الأخوان والجماعات الإسلامية .!!

ظهور أحزاب قبطية في الساحة السياسية ينذر بعواقب وخيمة فهو كفيل بخلق حالة استقطاب حادة بين المسلمين والأقباط .. بل تصعيد أكثر للتيارات الإسلامية والسلفية واستقطابها للمزيد من شرائح المجتمع ... لذا لن يكن غريبا ً أن يشجع الأخوان المسلمين ظهور أحزاب قبطية على الساحة السياسية وإدعائهم أن من حق الأقباط أن يكون لهم أحزاب تعبر عنهم .!!
بالطبع ليس هذا سعة صدر من الأخوان المسلمين أو إيمانهم العميق بالحريات فهم أبعد ما يكونون عن هذا وليس أيضا ً إيجاد مشروعية لوجودهم السياسي بوجود أحزاب قبطية في الساحة فتواجدهم ليس بحاجة لذلك ولكنهم يشجعون ظهور أحزاب قبطية لأنهم سيجنون من وراء ذلك مكاسب كثيرة .!!

فبداية هم يعرفون جيدا ً أن الأقباط لن ينتخبونهم سواء أكان للأقباط حزب أم لا بل سينصرفون لأي حزب سياسي ذو توجه علماني وديمقراطي فقد منحوا أصواتهم للحزب الوطني سابقا ً على اعتبار انه حائط صد لتمدد الأخوان والجماعات الإسلامية ليس قناعة بالحزب الوطني ولكن وهما ً بأنه سيحميهم من قدوم هؤلاء التتار الجدد .

إذن تكون دعوة الإخوان أن يؤسس الأقباط أحزابهم له هدفان : الأول هو خلق حالة استقطاب حادة في المجتمع المصري وكسب المزيد من الدعم من المسلمين الغير منتمين للإخوان على أثر وجود أقباط سيصوتون لمرشحيهم المسيحيين .. والثانية هو عزل الأقباط داخل أحزابهم فلا تذهب أصواتهم لقوى وطنية علمانية كاليسار بفصائله أو الوفد وحرمان هذه الأحزاب من الأقباط كقوى داعمة ومؤثرة .

حريا ً بالأقباط أن ينضموا إلى أحزاب وطنية ديمقراطية ذات توجه علماني من الأحزاب السياسية المتواجدة في الساحة يمينية أو يسارية طالما أملهم فى مصر كدولة علمانية بعيدة عن إقحام الدين في السياسة بديلا عن التوسم فى أحزاب تحمل هوية قبطية فتصير الأمور فى إتجاه إستبدال شرنقة الكنيسة التى عاشوا فى كنفها دهرا ً بشرنقة أحزاب قبطية , علاوة ما سيترتب عليه من المزيد من الإستقطاب الطائفى .

* جرس إنذار .
الصعوبة والإشكالية الحقيقية أن هذه الأحزاب ذات الخلفيات الدينية إسلامية أو قبطية لن تعلن عن نفسها بفجاجة حتى لا تقع تحت طائلة أي حذر للأحزاب الدينية بل ستعلن عن اتساع صدرها لقبول الآخر بين أعضائها كما أعلنت كل هذه الأحزاب ! ..ولكن يبقى أن الجميع يدرك جيدا ً هوية هذه الأحزاب وتوجهاتها الحقيقية فلن يتوجه قبطي لأحزاب إسلامية الإتجاه ولن يقترب مسلم من أحزاب قبطية .
لا تستطيع أن تمنع أي حزب يحمل في أحضانه رؤى طائفية فهو لن يعلنها بشكل فج بل يتوارى وراء شعارات المواطنة والمساواة ولكن يجب ادراك أن منهجيته ترمى فى النهاية للطائفية وتكريس التعصب والشرذمة .

الديمقراطية يمكن أن تتحمل مثل هذه السخافات ولكن في حال وجود تيار ديمقراطي قوى ومفاهيم ديمقراطية متأصلة وتواجد لأحزاب وقوى سياسية كبيرة مؤثرة وفاعلة تمثل روافد قوية بالمجتمع مع وجود وعى جماهيري يحترم الديمقراطية والحريات ويصونها .. ووعى وممارسة لتفاعلات وصراعات سياسية حقيقية وليست علاقات عاطفية تحكم الجماهير للانجذاب ليافطة وحضن مذهب أو دين .

الإشكالية فى الواقع المصرى أن من إستثمر مناخ الحرية وسيكون له السطوة والتأثير هم أصحاب العصبيات الدينية وأصحاب المال والنفوذ وليبتعد عن الميدان أصحاب الثورة الحقيقية من شباب الثورة وشرائح إجتماعية عريضة حققت الحلم والمناخ , ليتم تهمييشها لصالح أصحاب المشاريع الطائفية وفلول النظام السابق وطبقته الطفيلية ...ولتسأل أين هم من حققوا الحلم ؟!!
نصبح هنا أمام مصيبة وبدلا ً أن نكون فى عرس للديمقراطية سنجد أنفسنا أمام كابوس لها .

دمتم بخير ...



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 11 ) .
- فلنحاصر فصائل الإسلام السياسى ونجبرهم على تحديد مواقفهم من ا ...
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 6 ) - هى فكرة خيالية غي ...
- هل هى ثورات أم فوضى خلاقة .
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 25 ) - مفهوم الأخلاق فى الدين ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 24 ) - الشفاعة كتأسيس لمجتمع ا ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 23 ) _ لا تسأل لماذا هم مرتشون ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 22) - استبداد الحكام العرب هو ...
- خواطر وهواجس وهموم حول ثورة 25 يناير .
- هل تستطيع ثورة 25 يناير أن تٌقلع ثقافة الوصاية والقطيع وهل س ...
- هنيئا ً للشعب المصري .. ولكن حذار فأنتم أسقطتم رمز من رموزه ...
- مشاهد وخواطر حول ثورة الشعب المصرى .
- إنهم يجهضون ثورة الغضب مابين إنتهازية معارضة كرتونية وتواطؤ ...
- جمعة الرحيل وحتمية محاكمة النظام بسياساته وطبقته وأدواته ومم ...
- ثورة الغضب المصرية ما بين أحلام شعب والإنتقال السلس والرغبات ...
- هموم وطن - شرارة ثورة تونس تُداعب أحرار مصر .
- تأملات في الإنسان والإله والتراث ( 5 ) - التمايز الطبقى والت ...
- بحث في ماهية العلاقة بين التيارات الإسلامية وأمريكا .. العما ...
- هموم وطن - حادثة سمالوط .. ما الأمر؟! هل جُنِنَّا أم فى طريق ...
- لن تمر مذبحة الأسكندرية بدون إدانة ( 2 ) - محاكمة النظام وال ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - كابوس الديمقراطية .. مصر نحو الشرنقة والشرذمة الطائفية .