أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - الأخصائيون النفسيون العرب ..والسياسة














المزيد.....

الأخصائيون النفسيون العرب ..والسياسة


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3320 - 2011 / 3 / 29 - 20:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يبدو أن تسونامي الأنظمة العربية قد أيقظ الأطباء النفسيين وخبراء علم النفس العرب فصاروا يتحدثون عن السياسة.

عجبي!..كانوا قبل الاعصار ينأون بأنفسهم عن السياسة ..عادّين الخوض فيها تجاوزا على الاختصاص..ومحذرين من الاقتراب منها. ففي سبيل المثال،حين احتدم الصراع بين الكتل السياسية العراقية على تشكيل الحكومة التي تأخرت تسعة أشهر ،وصار الموقف ينذر بحرب أهلية..عرضنا في ايلول/سبتمبر 2010 وساطة نفسية لحل الأزمة بوصفنا نفهم في سيكولوجيا الصراع ومحايدين علميين،فأجابنا رئيس احدى جمعيات الطب النفسي بأن واجب الطبيب النفسي ينحصر في مهنته وعليه أن لا يقترب من السياسة .

وقبل الاعصار ،كان الصمت هو الذي يميز الأخصائيين النفسيين العرب ازاء ما تعانيه شعوبهم من قهر وكبت وظلم وتعذيب . حتى حالات انتحار مثقفين عرب..وآخرين اصيبوا بالجنون..كانوا لا يعزونها ،حين تحال اليهم،الى اغتراب سياسي او انعدام المعنى في حياة خاوية واخرى جحيم، بل يلوون سببها الى اختلال في الجينات !..ويروحون يسهبون في تفسير اسباب الفصام بالنظريات العضوية و(يدهشون) القاريء بأنه تم اكتشاف الكروموسومات وتحديد أرقام الجينات المسببة للفصام..بلغة التأكيد أنها المصدر الوحيد للجنون..فيما الأنظمة العربية قاطبة كانت شريكا فاعلا في اصابة عقول نيّرة بالجنون ..ولها حصة في حالات الفصام الموجودة في كل المشافي والمصحات العقلية العربية..وانها جريمة منسية يجب أن تثار ويحاكم عليها مسؤلو الأجهزة القمعية التي كانت السبب في انتحار وجنون شعراء وأدباء ومفكرين بعقول أثمن من مليارات دولارات أسيادهم.

الآن صاروا،زملاؤنا الأطباء النفسيون وعلماء علم النفس، يتبارون في التحليل ..ويعزون الكثير من الاضطرابات النفسية الى استبداد الأنظمة العربية ..وتخلوا عن مغالاتهم التي يعزون فيها كل الذهانات والاضطرابات النفسية الى الوراثة والجينات..وعقدة أوديب والمكبوتات ..وأدخلوا السياسة على الخط..ولكن ..بعد نصف قرن!!.

ياآلهي!..حتى علماء الأمة صمتوا عن محنة شعوبهم الى أن صرخت وعصفت بحكّامها..فانشطروا الى ثلاثة :بين قلّة هبّت لنجدتها وكثرة ظلت على صمتها وأخرى رمادية..انتظرت الكفّة التي تميل لتكون معها!.

ان العذر وارد لمن صمت بما يشبه عذر الجاحظ لنفسه حين قال: ( لا أريد أن أكون ثاني أثنين اذ هما في التنور) خوفا من خليفته العباسي الذي كان يضع خصومه في التنور..فالعذر مشروع للجميع قبل ثورة الياسمين حيث كانت ( تنانير) الطغاة ملأى بمن قال لهم (لا). لكن العذر الآن غير مشروع بعد أن ولّى زمن الحاكم العربي الذي يرى نفسه امتدادا ( للخليفة)..لا يغادر السلطة الا بعد أن يخصّه عزرائيل بالزيارة!.

وبما ان تسونامي العرب قد اكتسح الخوف من السلطة فان الاخصائيين النفسيين العرب ينبغي ان لا يبقوا يغردون خارج السرب..بل يكونوا بين شعوبهم يساعدونها على بلوغ أهدافها في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة ،حيث أحد أهم شروط تحقيقها توافر الصحة النفسية للناس ..وتلك هي مهمتهم.

وعليه فاننا ندعو الى ندوة تخصصية يحضرها اخصائيون نفسيون من البلدان العربية تعقد في تونس،تكريما لها وتبرّكا بها،لمناقشة هذا الموضوع، ومراجعة منظورنا للأضطرابات النفسية، وتحديد آليات عملنا المستقبلي للأجابة على السؤال الذي سيشغل بال الجميع: كيف؟..وبما يؤسس لعلم نفس عربي يحلل قضايانا المجتمعية بمتغيرات واقعنا وهمومنا وتقاليدنا وأنظمتنا السياسية ،ولا يكون عيّالا بالكامل على المنظور الأوربي الذي كان عيالا على ابن سينا والرازي والبيروني وابن سيرين والدمشقي الذين نسيناهم ونسينا أن العرب سبقوا العالم كله ليس فقط في تفسير الأمراض النفسية بل وانشاء المصحات الخاصة بالأمراض العقلية قبل ألف واربعمائة سنة!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكّام أم الشعوب..مرضى نفسا؟!
- غباء السلطة ..وخطاياها
- تحليل سيكولوجي لشخصية ونهاية معمر القذافي
- قراءة أولية في مظاهرات جمعة الغضب العراقي
- الحقيقة..دائما عدوّة السلطة!
- في سيكولوجيا الثورة المصرية
- بيان عشرين شباط
- اذا اتحد الدين والفن.. ظهر الحق!
- لتكن صفقة واحدة: الحقوق، والمساءله، والاخلاق ايضا
- نصائح للمتظاهرين العراقيين
- المصريون..أهل نكته..حتى في المحنة!
- في زيارة أربعينية ألامام الحسين ..وتساؤلات مشروعة
- هل يأتي الدور على العراق؟
- بعد تونس.. مصر..وتحذير للعراق
- نحن والجيران والطائفية
- بعد العراق،تونس الحبيبة..وتساؤلات مشروعة
- مبدأ حكم الأكثرية في الديمقراطية..باطل!
- لغة الجسد:العينان واليدان واشارات الغزل
- حسن كبريت!
- خطاب الى السيد وزير الصحة والأطباء النفسيين


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - الأخصائيون النفسيون العرب ..والسياسة