|
( أرحمونا لا يرحمكم الله )
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 3320 - 2011 / 3 / 29 - 10:30
المحور:
حقوق الانسان
لمن نظنه محتفظا بقطرة دم وطنية
ولما أدرك شهرزاد الصباح لم تسكت عن الكلام المباح قبل سقوط الدكتاتور الأهوج صدام حسين كنت ألعنه بسري كل يوم ثلاث مرات ، وأحرص جدا أن تكون بعد الأكل كوصفة طبية ولكي لا أحرم نفسي لذة التمتع بوجبات البطاقة التموينية التي كان يتصدق بها علينا ، أما اليوم بعد ذهابه سابقا أخوته الطغاة لعفن التاريخ ، صرت ألعنه كل يوم 303 لعنة ، مقسمة على ثلاثة وجبات ، بمعدل 101 لعنة وبعد الأكل طبعا ، وتبرير هذه اللعنات الإضافية ، لأنه المسبب الرئيسي لأحوال العراق التي نشهد أولا ، وبسببه صعد لسدة الحكم ( شعيط ومعيط ) ومن لف لفهم مزوري كل شئ ثانيا ، ولأني كثير الشك بحساب عدد اللعنات التي يجب عليّ أداءها ، صرت أبحث عن مخرج سليم لذلك ، ولأننا نحن العراقيون نمتلك من الازدواجية ما لا يملكه غيرنا ، بمعنى أننا نتقرب ونتمسح بأذيال السادة المسئولين ، لذا تقربت كثيرا من احد المتأسلمين الذي كان عضوا لقيادة فرقة للحزب المنحل ، واستعرت منه مسبحة لأداء مهمة اللعن الصدامي ، وعمدت لذقني وأطلقته رياء ، وتحدثت بما يتواءم فكريا وإسلاميا معه ، ولم ينفعني ذلك ويشفع لي للتقرب صوبهم كثيرا ، لأنهم أشطن وأبلس مني ومن غيري بكثير ، قررت الذهاب الى الديار المقدسة لأداء عمرة الإسلام وزيارة قبر الرسول الأعظم محمد ( ص ) ، وأغراني الذهاب بها لأنها عن طريق الجو ، الطيران من بغداد للمدينة المنورة ، والعودة من مطار جدة لبغداد ، أي أنني سأختصر الوقت والتعب كثيرا ، لا أريد التحدث عن إخلال الخطوط الجوية العراقية بدءا من إلغاء الطيران للمدينة المنورة وإبدالها بمطار جدة السعودي ، ولا الحديث عن الابتزاز المشرعن لوزارة النقل ، التي تستغل الظرف الأمني وعدم دخول حافلات النقل الى مطار بغداد ، لتجلب حافلات خاصة بها ، وتأخذ لقاء نقل المسافر الواحد من ساحة عباس بن فرناس لباحة الاستقبال بمطار بغداد مبلغا وقدره خمسة آلاف دينار لا غير – عين نفط لوزارة النقل - ، ناهيك عن الحديث عن الكلاب البوليسية التي تفتش حقائبنا بصحبة السيد الأمريكي البطل ، ولا أريد الخوض بالحديث عن ما وجدناه من أعمار واهتمام بكعبة الله المعظمة ، ولا الحديث عن الروضة المحمدية الزاهية ، ولا الخدمات التي تقدم للحاج والمعتمر ، ولا عن العمران الذي يضاهي أي دولة أوربية متقدمة ، بل سأختصر حديثي عما لاقيناه من صعاب ونحن بطريق العودة لعراقنا الذي بدأنا نكره ، ونكره من يسوسه ، ولكي نؤكد عودتنا للعراق علينا الذهاب لبعثة الحج العراقية الدائمة الوجود بمكة المكرمة ، شباب ربما لا يتجاوز عمر أحدهم خمسة وعشرون سنة ، ومؤكد أنهم من أقارب الصحابة المبشرة من الوقفين الشيعي والسني ، شباب لا يرتدون الزي الرسمي العراقي ، ولا الزي الرسمي السعودي ، بل يرتدون ( التراكسوت ) و ( الدشاديش ) ، ويحتذون ( النعل ) وهم أثناء دوام رسمي ، ويعلم الله والراسخون بالوساطات ما يتقاضوه من أجور أيفاد يومي ، حدد لنا الشاب المختص موعد عودتنا لبغداد من مطار جدة واستلمنا منه وثيقة رسمية تأمرنا بالتواجد بمطار جدة الساعة 12 ليلة 25 / 26 آذار 2011 م ، وموعد الطيران الساعة 2 فجر يوم 26 /3 ، وصلنا مطار جدة الساعة العاشرة لنتمكن من أنجاز معاملة المغادرة ، لم تحصل موافقة مدير سيطرة مطار جدة على دخول ( كروبنا ) المكون من 69 معتمرا لباحة المطار ، وقال لنا ليس لكم موعدا محددا للطيران هذه الليلة ، وعليكم الاتصال هاتفيا بالموظف العراقي وأسمه ( رياض ) وأعطانا رقم نقاله ، أتصلنا به وبعد أن تبرم بهذا الاتصال الذي أيقظه من نومه قال لنا أن الموظف السعودي لا يعرف ما يقول وعليكم أن تنتظروا بالمطار وستبلغون من الجهات الرسمية بموعد انطلاق رحلتكم ، علمنا أن هناك طائرة عراقية ستعود لأرض العراق ولا أقول الوطن الساعة الرابعة فجرا ، تحرينا عن ذلك وعلمنا صحة المصدر إلا أن الطائرة تعود لكردستان العراق ، ولا أقول لأقليمه ولأربيل تحديدا ، الآن الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، معنا نساء مسنات وشيوخ كبار وأطفال رضع وبرد الصحراء يلسع ليلا ، ونحن لا زلنا لم نستطع الدخول الى باحة مطار جدة ، بل تجمعنا بمكان قريب لمراب السيارات ، والظاهر أن إدارة المطار متهيئة لمثل حالتنا ، توجد حمامات للرجال والنساء ، مصلى ، مصاطب للجلوس ، وهناك أرضيات مفروشة بالسجاد ، جمعت خمسة رجال معي واتجهنا صوب ما توصلنا أقدامنا ، ومن الصدف الجميلة أن نلتقي المسيطر الجوي لمطار جدة وهو رجل هندي يتمتم بالعربية ويحسن اللغة الانكليزية ، ترجم حديثي معه أحد الأطباء وهو عميد كلية طب بابل ، قلت له سيدي نحن عراقيون تنكر لنا ممن يمثل سفارتنا ، أو هيئة حجنا وهو الموظف رياض ، ورويت له مشكلتنا بدقة ، قال أذهب وعد لي بعد نصف ساعة ، وفعلا عدت له الساعة الثالثة فجرا وصورت له بجهازي النقال نساء العراق وأطفاله ورضعه ورجاله كيف يفترشون ساحة الانتظار بمطار جده ، تحرك عنده الدم الهندي ولم تتحرك دماء صاحبنا اللا ( رياض ) العراقي ، أتصل برياض قائلا له ، أسمع رياض جيدا سأوقف الرحلة العراقية لأربيل وأعرف عدم إنسانية ذلك أن لم تجد حلا لهؤلاء ال 69 معتمر وسأتصل بك بعد نصف ساعة ، بعد نصف ساعة لم يستطع السيد الهندي الاتصال برياض لأنه أقفل نقاله ونام ، قال لنا لا عليكم سأخرج لكم حافلتين تقلكما لفندق خمسة نجوم في جدة ، الساعة السادسة والنصف صباح يوم السبت 26 /3 حضرت حافلتان أقلتنا لفندق من الطراز الأول بجدة ، الساعة الحادية عشر أبلغنا بالعودة من قبل السيد الهندي لإجراء ترتيب السفر والعودة لعراق الوقف الشيعي والسني ، عادت طائرتنا الى العراق من مطار جدة الساعة الثالثة بعد ظهر يوم السبت 26 / 3 / 2011 م ، بطريق عودتنا تحدثت مع مضيفتنا عن أسباب هذا الإرباك فصرحت لنا أن طائرتهم تعطلت بمحافظة نينوى بسبب عدم وجود غاز النتروجين ، قالت تصور أن العراق العظيم لا يملك غاز النتروجين ، قلت لها وما حاجة الطائرة للنتروجين ؟ ، أجابت لإطارات الطائرة ، تذكرت طرفة ال( steem) مع المقبور وزير الدفاع العراقي ورئيس دوائر التصنيع العسكري حسين كامل ، حينما سئل عن سبب تعطل إحدى الماكينات ، قيل له لا تتيسر مادة ( steem) ، أجابهم أجلبوها من أسواقنا وبسرعة ، ولأننا رجعنا نحو التخلف والخلف كثيرا بسبب أمثال هؤلاء ، والمثل الشعبي يقول ( ذاك الطاس وذاك الحمام ) ، أو ( صبيها كبيها) .
نسخة منه الى ---------------- السيد رئيس جمهورية العراق ونوابه الثلاث السيد رئيس برلمان العراق ونوابه السيد رئيس مجلس وزراء العراق ونوابه ربما الأربع لا حقا السادة الوزراء ال42 أو 48 لاحقا السادة أعضاء البرلمان 325 السيد وزير النقل السيد رئيس الوقف السني السيد رئيس الوقف الشيعي الأستاذ وجيه عباس / برنامج تحت نصب الحرية / للتفضل بالإطلاع رجاءا
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من الصبر الى القبر
-
( الملح ما غزر ) و العاقل يفتهم
-
( وجيه عباس ) لسان ناطق فاقطعوه
-
عاجل عاجل أذبحوا الشيوعيين
-
( نمر الانتفاضة ) وانتحال الشخصية
-
( العضاض ) ملح الناصرية
-
مزايا ( الفيس بوك )
-
التأسيس للدكتاتورية
-
البعثيون !!! يتظاهرون
-
استقالة الصدر !وكشف المستور
-
دكتاتورية الديمقراطية
-
( ...... أخت العراق البيه تربينه )
-
أحزاب السلطة و( عركة أكصاصيب )
-
( سيري وعين الله ترعاكِ )
-
( الحجي بالتفاطين )
-
(ضمير أبيض) بين الحزن والكيف
-
مرض النرجسية
-
( مفيش حد أحسن من حد )
-
(عرب دنبوس مو عرب ناموس ) بو عزيزي والصحوة العربية
-
خيوط الغربة بين البصرة ولندن ووطن ... مستباح
المزيد.....
-
مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران
...
-
-الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا
...
-
الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين
...
-
الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو
...
-
هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
-
الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق
...
-
مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه
...
-
كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم
...
-
سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي
...
-
سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|