أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل الخياط - عن كاريزما القذافي الوهمية















المزيد.....

عن كاريزما القذافي الوهمية


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3320 - 2011 / 3 / 29 - 01:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قديما كنا نسمع إن دائرة الحرس التي تتحلق القذافي هي عبارة عن مجموعات من النساء , شيء مذهل وغير مطروق تاريخيا , على الأقل ما توارد لمعارفنا من وقائع تاريخية . غير ان ثمة تعكير قد داهمنا بهذا
الخصوص , ومحتوى التعكير هو خبر نشرته قبل مُدة جريدة الشرق الأوسط ومفاده ان تلك الحِراسة الأمزونية قد إبتدأت في التسعينات وقد أثار هذا الخبر إضافة للتعكير إستغرابا من نوع ما , لأنني كنت أسمع عن تلك الحراسة الأمزونية منذ زمن طويل , أو ليس في التسعينات على أقل تقدير .. وكانت مثار إعجاب لنا في ذلك الوقت , يُضاف لها إننا كنا نسمع أن القدافي قائد تقدمي جدا جدا , وتزداد تقدمية القائد إنه قد إنضوى في جبهة دول الصمود والتصدي التي إنبثقت بعد معاهدة " كامب ديفيد " المصرية مع إسرائيل , وأعتقد أن تلك الدول كانت خمسة : العراق , ليبيا , اليمن الديمقراطية , سوريا , والخامسة منظمة التحرير الفلسطينية " إذا أُعتبرت دولة " - إلى ذلك , مما رسخَ إستمرارية الإعتقاد بتقدمية القدافي ان الحزب التقدمي الإشتراكي اللبناني في منتصف الثمانينات كان قد أرسل مئات المقاتلين لمساندة الجيش الليبي في حربه ضد " تشاد " من منطلق تقدمي . لكن قبل ذلك بسنوات كان قد حدث شرخ عميق في دول الصمود والتصدي , أو بالأحرى تفتت الحلف عندما أيدت دولتان من تشكيلته الخُماسية الكارتونية الخميني في حربه على إحدى هذه الدول - العراق - , والدولتان هما سوريا وليبيا !! والذي دعا - التأييد - العراق لقطع علاقاته الدبلوماسية مع تلكما الدولتين الصامدتين المُتصديتين .

طيلة تلك الفترة لم نفهم طبيعة هذا القائد الذي أثار وأثيرت بشأنه كل تلك المخاضات , فلم نستمع على مدى تلك الفترة عبارة صوتية تصدر عنه لكي يتكون بعض الإيحاء عن تلك الشخصية , فالذي نفهمه ان الكاريزما لها ضوابط ومقومات ومن ضمنها أو أكثرها أهمية هي القدرة البلاغية في الخطابات , يعني مثلا مثل " جمال عبد الناصر " كنا نستمع لخطاباته الرنانة من خلال الكثير من وسائل الإعلام الصوتي , كذلك مساهمته مع " تيتو " و " نهرو " في تأسيس حركة عدم الإنحياز , أيضا رغم سقوطه معنويا بعد هزيمة 67 وإتخاذه قرار التنحي عن السلطة , خرجت الجماهير تأييدا له ومطالبة إياه البقاء على رأس الهرم , وحتى بعد وفاته ظل رمزا للكثير من الأحزاب القومية العربية - بغض النظر عن غرابة سلوكه بوضع شخص بدوي مثل " القذافي " خليفة له في قيادة القومية العربية - .. وبالمناسبة , بدوية القذافي مأخوذة من سيرته الذاتية وليست تخرصا عليه , أو أن القذافي نفسه يقر بذلك , وربما خيمته البدوية تفصح عن ذلك .

وبذلك لا بد من الترحم كثيراعلى مُخترِع الإنترنت ( مع تجاوز الضرر السايكولوجي لهذا الإختراع الجهنمي , على قِياس : أن الضخ والتراكم المعلوماتي يُصيب الإنسان بخلل في البراءة ) فعن طريق تلك الشبكة إستطعنا الإستماع لهذا القائد وتشكيل بعض الإيحاءات أو الإنطباعات عن شخصيته التي دوختنا لسنوات , وكان الإستماع الأولي قد أتى من خلال مناوراته في القمم العربية , وعلى الأخص تهجماته على شيوخ الخليج وفي مقدمتهم ملك السعودية , ورغم موقفنا من السعودية وملكها والخليج عموما وأمراؤه , ولأن مشاعرنا رقيقة مثل منديل العُرس كما يقول الشاعر : جعلتني الدمعات كمنديل العُرس طريا لا أجرح خداً " فقد كُنا نتعاطف مع الملوك والأمراء قبالة تهجمات القذافي في المؤتمرات العربية.
غير أن تلك التهجمات في تلك المؤتمرات من القُصر بحيث عدم إعطاء صورة مُكتملة عن هذا الزعيم الفذ , عليه لا بد من الإنتظار إلى أن يأتي الإنفجار , وعندما وقع الإنفجار : تونس , مِصر , ثم ليبيا وما تلاها من خطاب الزنكة زنكة , ظهرت لنا حقيقة النسر الخرافي الذي حيرتنا أساطيره وأساريره .. فقد إتضح إن الزعيم الذي سُطرت الحكايات القديمة عن جاذبيته القيادية وتقدميته ليس إلا بدوي خارج منحنيات العصر , وان الأمين القومي الوريث ليس إلا أعرابي ليس بمقدوره تجميع جملة مفيدة , وتتقاطع المعاني في حديثه بشكل يبعث إدمانا على الضحك , وأنه نتيجة لذلك تم تأليف عشرات النكات المستوحاة من خطاب العقيد والتي نقلتها مواقع التواصل الإجتماعي ومن يرغب بالإدمان , عليه بجرعات الرابط أدناه :http://www.elaph.com/web/news/2011/2/634423.html?entry=technologymostcommented
, وأن الكثير من دول أفريقيا التي سمحت لمثل هذا المُعوج التحكم بها لسنوات هي أضأل إنحدارا من كساحته , وأن خطوة الحزب التقدمي الإشتراكي بإرسال كتائب من مقاتليه للمناصرة في منتصف الثمانينات كانت عبارة عن فضيحة أخلاقية لتنظيم يعتبر نفسه من ضمن منظومة الأحزاب التقدمية , وأن مثل ذلك الفِعل يقيس مدى الشرشرة أو السلوك المتخبط والإنتهازي لبعض التنظيمات التي تعد نفسها تحت يافطة أحزاب يسارية وعلمانية , مثلما يحدث اليوم عندما ينساق وتنساق الكثير من التنظيمات للتظلل بمظلة " حسن نصر الله " الرجعي المُتخلف والخاضع لوصايا الكاهن الساساني بدعوى المقاومة , والذي , ربما تنصف القذافي نسبة له , ففي كل الأحوال يظل القذافي أكثر هوانا من عقليات السلفيين شيعة كانوا أم سنة , وإلخ ...

غير ان أحد المُعجبين بالعقيد من المحتمل سيشفع لتلك الكاريزما بواسطة الرؤية البصرية , الإشعاع الكاريزمي المُتمركز في الخطوط البيانية لهيكل العقيد , أو في أضعف الإحتمالات , الكماليات التي يتبلسها العقيد : النظارات العريضة السوداء , البدلة العسكرية ونجوم الرِتب والقبعة العسكرية الشبيهة بجنرالات النازيين والفاشست , الزي البدوي الليبي المتمثل بلفة الرأس و.. -لا اعرف ماذا يُسمى - والسروال .. ومع ذلك فإن كل تلك التوليفة الكمالية لا تفي بالجذب الكاريزمي , ومن الممكن أن نضرب أمثالا في جميع الصنوف لنعري حُجج لفيف المُعجبين , فمن المنظور الشِكلي للقائد السياسي المُلهِم ان " هتلر الفوهرر " لم يمتلك ميزات شكلية مُغرية , فقد كان قصير القامة وصاحب شنب اثار ولا يزال فضول الكثير من مُبتكري الرسوم الكاريكاتورية , غير انه إمتلك كاريزما إحتوت شعبا من أشد شعوب العالم هوسا بالفلسفة والفكر والأدب .. في المجال السينمائي نجد العديد من الممثلين يمتلكون شِكلا جميلا لكن ليس بالضرورة طلة سينمائية جاذبة للمشاهد .. في مجال المصارعة تجد الكثيرين يمتلكون أجساما عضلية غاية في الإغراء لكنهم لم يصلوا إلى فقاعة من كاريزما المصارع الأميركي " شون مايكلز " الذي لا يمتلك عضلات وبريق هؤلاء وأولئك .. وإلى غيرها من المجالات ...
وسوف نختمها من البداية , فقد تحججنا في البدء بعدم سماعنا للجهورية الصوتية لهذا الزعيم الفذ لتتكون لدينا فسحة من الفضول الذي إحتوانا قديما لتلك الكاريزما , وبعد السنين العجاف إتضحت الصورة من خلال الخطاب القرقوزي الذي عانق سُفليات المحتوى الخطابي .. لكن الحقيقة القصوى أن أي شخص يشتغل بمفردات الأدب , وعلى الأخص الأدب الروائي والقصصي بمستطاعه أن يستشف ماهية هذا الزعيم القزم من خلال هيئته عموما وليس شرطا سماع صوته أو خطابه , وأنه حتى البدوية التي يتشدق بها هي ليست تلك البدوية الثورية التي تقلدها " لورنس " في الثورة العربية الكُبرى .. وإذن , على هذا وذاك كيف تتكون الكاريزما في أصقاعنا الأوسطية ؟ التساؤل مُوجه لمن يصنعون رموز الكاريزما الوهمية وليس للمفتول الكاريزمي الوهمي ؟!



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يقرأ مسؤولو نظام دمشق الحوار المتمدن ؟
- بين قلعة - جواد سليم - ودُعاة العمامة
- أوجه التشابه بن - نوري المالكي - و - عزيز صالح النومان -
- يا نوري المالكي ..... دائما لا يخجلون !
- يا عراق ما دُمت تحت أمر المرجعية , فلا حظ يُرتجى فيك !
- أهم أربعة زُعماء صلِفين في التاريخ السُلطوي
- كيف ينظر القوميون والإسلاميون العربان إلى الثورات ؟
- المُفتي البدوي أصبح سياسيا !
- تلاقفوها يا ملالي طهران , بالأمس العراق واليوم لبنان !
- القرضاوي يُحب كرة القدم في حالات مُحددة
- قنينة عَرق مُعتق على عمامة - اليعقوبي - لتعقيمها من الجراثيم
- - نوري المالكي - يكره الغناء والخمر
- عندما يكون الصُحفي الغربي ممسوخا ثقافيا !
- عبد الخالق حسين ونموذج الزعيم الوطني الأصيل 2-2
- - عبد الخالق حسين - ونموذج الزعيم الوطني الأصيل !
- أن تتبنى - الكويت - نيابة عن - دمشق - مشروع تحويل نهر دجلة , ...
- بلدية البصرة ترفع رسالة ترويح للمالكي عن إغلاق آخر دور سينما ...
- العد اليدوي يمنح دولة القانون خمسين بنس
- هلهولة للإئتلافين بعد التوحد - والله خبر تازة -
- ماذا يحدث - للمالكي - بالضبط هذه الأيام ؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عادل الخياط - عن كاريزما القذافي الوهمية