أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - النائمون !














المزيد.....

النائمون !


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 992 - 2004 / 10 / 20 - 06:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بعيدا عن صحة الاتهام الموجه إلى مواطن عراقي، أميركي الجنسية، اعتقلته السلطات الأميركية في مدينة شيكاغو في الأيام الأخيرة، ويقال إن مخابرات النظام الديكتاتوري المقبور أرسلته للاندماج في الحياة الأميركية كـ ( عميل نائم ) فالخبر بحد ذاته يثير الكثير من التداعيات والأسئلة، ومن بينها سؤال يرتسم بعلامة استفهام كبيرة، وهو : كم هو يا ترى يبلغ عدد من يمكن تسميتهم بـ"العملاء النائمين" بين أوساط أبناء العراق ، الذين رفضوا سياسات النظام الديكتاتوري واضطروا لترك بلادهم والعيش في المنافي المختلفة ؟؟

حين سقط النظام الديكتاتوري استبشر أبناء العراق خيرا، وانقشعت سحب الخوف عن ملايين العراقيين، داخل وخارج العراق. أبناء العراق في المنافي، الذين ولسنين طويلة، ارتضوا حياة الغربة بكل مصاعبها، حاملين معهم حبهم الدائم لوطنهم وشعبهم، وحقدهم على النظام الديكتاتوري البغيض، كان البعض منهم يعيش رعبا حقيقيا من ارتكاب خطأ ما كالمشاركة في مظاهرة أو حضور ندوة للمعارضة العراقية. و لفترات طويلة كان التقاط الصور محرما في بعض النشاطات العامة، لان كتاب التقارير وعملاء السفارات، والعملاء النائمين والصاحين، سيسجلون كل ذلك ويستخدموه في إثبات الولاء لسيدهم الديكتاتور ونظامه الفاشي، وسرعان ما يدفع الأهل الأبرياء داخل العراق وبأكثر من شكل ثمن النشاط السياسي للابن. وهناك الكثير من القصص التي دفع فيها الأهالي ثمنا باهضا نتيجة نشاط العملاء والمندسين بين صفوف العراقيين. وبعد زوال النظام راح الكثير من العراقيين يتنفسون الصعداء، واستبشروا خيرا، وراحوا يقفون بثقة أمام عدسات التصوير ليلتقطوا الصور التذكارية غير هيابين ان تصل صورهم إلى الأجهزة الأمنية ليدفع أهاليهم ثمن حضورهم ندوة لهذا الحزب المعارض أو امسية شعرية لشاعر يعادي سياسة النظام الفاشي. وصار أبناء العراق يشعرون بفرح غامر وهم يطالعون كل يوم كتابات لعشرات الأسماء من الكتاب والأكاديميين، التي لم تكن معروفة سابقا، والذين صاروا الان يكتبون وجهات نظرهم في كل مكان، وبدون خوف، في مختلف الشؤون السياسية والاجتماعية والعلمية، غير شاعرين بالخوف من أجهزة النظام المخابراتية وعيون السفارات من (العملاء النائمين)، وبنفس الوقت رفع الكثير من الاخوة الكتاب الستار عن أسمائهم الصريحة، حيث اضطروا ولسنوات للكتابة تحت ستار أسماء مستعارة خوفا من إرهاب وعسف أجهزة النظام الفاشي .

وكل أبناء العراق، وحكومتنا المؤقتة، ووزارة الخارجية خصوصا، يدركون ان سفارات العراق لم تكن بعثات دبلوماسية بقدر ما كانت أوكارا لرجال المخابرات، وكانت إحدى مهامها الاساسية متابعة ابناء العراق في المنافي وإرهابهم باكثر من وسيلة، وكانت سفارات النظام الديكتاتوري تعتمد الاغراءات ومختلف الأساليب الدنيئة لتشتري بواسطتها العملاء وتجندهم لأغراضها، سواء من بين البعض من ضعاف النفوس من العراقيين، أو من أبناء الجاليات العربية ممن ارتضوا العمل كمرتزقة أو حتى المخدوعين بديماغوجية نظام العفالقة. والسؤال الذي يمكن ان يرد في البال الان : اين اختفى كل هؤلاء الذين كانوا يرصدونا ليل نهار ويفتعلون الف سبب للاحتكاك بأبناء العراق الشرفاء لمعرفة معلومات عنهم وعن عوائلهم ليسهل من خلال استثمارها الضغط عليهم واخافتهم واسكاتهم ؟ الجميع يعرف، واول ذلك وزارة الخارجية والمسؤولين فيها، ان هؤلاء العملاء مازالوا يعيشون بين أبناء الجالية العراقية، ولكن بعضهم وبخفة ارتدى ثياب الديمقراطية وصار يتحدث بلغة الضحايا، متوهما ان عيون أبناء الشعب العراقي غافية وغافلة عنه. ان وزارة خارجية العراقية مطالبة واستنادا إلى الوثائق الموجودة في السفارات العراقية ـ ان لم تتلف من قبل رجال النظام ـ أو استنادا إلى وثائق وزارة الخارجية ان تكشف للعراقيين أسماء العملاء المندسين والنائمين بينهم، والذين ربما يشعرون الان بالهدوء وعدم الخوف من ملاحقة قانونية ما، ويحلمون بالعودة من جديد بانقلاب ديمقراطي عبر صناديق الانتخابات لبناء جمهورية البعث الثالثة، وليرفعوا رؤوسهم عاليا، مادين ألسنتهم ساخرين منا، ليتبين بأننا نحن الذين كنا نياماً وغافلين!



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عابرو الشطوط !
- المثقفون العراقيون خارج الوطن : لماذا يتم ظلمهم ؟
- - على عنادك يا برد ! -
- الإرهاب الإليكتروني
- أفكار عن العراق والانتخابات الرئاسية الأمريكية
- إضراب السواق في العاصمة الفنلندية هلسنكي
- سكاكين التكفير !
- صناعة الكذب الرخيص
- هوامش كروية
- الشاعر العراقي عبد الكريم هداد باللغة السويدية
- رسالة مفتوحة : ليس كل ما يقال يكتب ، وليس كل ما يكتب صالح لل ...
- - طالبان- في العراق !!
- في عيد الصحافة الشيوعية في العراق : مسيرة نضالية حافلة بالإن ...
- كيف تكون كورديا وأنت من قبائل العرب ؟!
- العنيفصيّون أو العنافصة ، هل تعرفهم ؟!
- جمهورية البعث الثالثة ، مرة اخرى !!
- في النهاية تبين انه : راتّي !!
- خوف بعض التيارات القومية من محاكمة المجرم صدام حسين !
- حذار ... حذار ... انه تمرينهم الأول !!
- من سيحوّل الديكتاتور المجرم إلى بطل أو شهيد ؟؟


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - النائمون !