أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - التيارات الاسلامية هل تجهض ثورات الشعوب العربية














المزيد.....


التيارات الاسلامية هل تجهض ثورات الشعوب العربية


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3319 - 2011 / 3 / 28 - 20:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الثورات العربية التي كان لابد من حدوثها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي تأجلت اكثر من نصف قرن، الى مطلع العشرية الثانية من هذا القرن، وهذا التأجيل يعني بالضرورة تأخير نمو المجتمعات العربية لاكثر من خمسة او ستة عقود مقارنة بنضيراتها في اوربا وامريكا اللاتينية وشرق اسيا.

وقد لعبت الديكتاتوريات الحاكمة انذاك، والانقلابات العسكرية التي سرقت الثورة بشعاراتها الاشتراكية الزائفه تارة، والقومية تارة اخرى (باسم القضية الفلسطينية) دورا رئيسيا في هذا التراجع التاريخي، هذا فضلا عن تدني المستوى التعليمي وتعطيل الحراك الاقتصادي اللازم.

واليوم تجابه ثورات الشعوب العربية عقبة جديدة على طريق انجاز مهامها التاريخية وبناء المجتمعات الحديثة، وهي الصراعات الطائفية التي تقودها تيارات دينية بعضها سلفية متزمتة، وبعضها تعلن الاعتدال النسبي، فتتحول التحركات الجماهيرية من خلالها الى مجرد نزاعات فكرية عقائدية، وصراعات لا تمس جوهر الثورة، ولا تتبنى برنامجا واضحا لتغيير بنية هذه المجتمعات، ولا وضع اساس لتطوير الحياة المدنية اسوة بما يحدث في بلدان الشمال المجاورة.

والتيارات الدينية هذه لا تمتلك بعد نظر كاف، ولا تدرك اهمية التغيرات التاريخية في مسيرة الشعوب، بل تعتبر نفسها القوة المحافظة الموكله اليها مهمة الحفاظ على ارث الماضي المقدس، وشعاراتها هي صيانة المنظومة الاخلاقية للمجتمعات الاسلامية، وان التغيير الذي يطال البنى الاقتصادية قد يلحقة تبعات ثقافية دخيلة واخلاقية غير منضبطة تخل بسلطة الارث المقدس، وهي تحاول حمايته. هذا بالنسبة للجناح المتشدد الاصولي.

اما القوى الدينية المعتدلة، التي استطاعت ان تكيف مناهجها مع ضوابط الديمقراطية، فهي الاخرى لا تعي ضرورة التغيير، وهي تفرط اليوم بثورات الشعوب بعد جرها الى نزاعات طائفية كما يحدث في البحرين. فهذا الاستقطاب الشيعي – السني يساهم في حرف اهداف الثورة البحرينية ويحيلها الى نزاع طائفي بحت، بدلا من استغلال هذا الحراك الجماهيري لبناء مجتمع موحد خال من التمييز العقائدي.

وقد وصل الامر ببعض هذه التيارات حد تاييد الثورة في بلد، والتشجيع على قمعها في بلد اخر، وذلك على خلفية الاغلبية الطائفية وليس على اساس نضج هذه المجتمعات وتهيؤها لدخول مرحلة تطورية جديدة.

وهنا اما ان تفلح التيارات الدينية باجهاض الثورة في البلدان العربية (او معظمها على اقل تقدير)، عن طريق حرف مساراتها، والعودة بالشعوب الى مرحلة مشابهة لاواسط القرن الماضي تحل فيها الشعارات الدينية محل الشعارات القومية، وتؤجل نهضة الشعوب لنصف قرن اخر، واما ان تنتصر الارادة الحقيقية والحاجة التاريخية للتغيير وتنزوي فيها التيارات الدينية كما حدث في اوربا سابقا.

والرأي المحايد يرى الصراع الدائر هذا بين سطوة التيارات الدينية من جهة، وحاجة الطبقات الاجتماعية المهمشة للتغيير، من جهة اخرى، اشبه بحرب ضروس، فلكل معسكر منهما ما يكفي من ذخيرة وعتاد، والنتيجة لن تكون محسومة سلفا كما قد يتبادر الى الذهن.

التيارات الدينية قوية بواسطة الصاق صورة الدين، والمقدس الذي لا يمس بها، وبسبب تفشي الامية الذي يجعل من رجل الدين هو المفكر بالنيابة عن الجماهير، ورجل الدين هو للعامة من الناس كل من يضع عمامة على راسه بغض النظر عن حقيقة توجهاته واصطفافاته الطبقية.

على الجانب الاخر، فان الحاجة المادية للمواطن، للحياة بشكل اكثر رفاهية، كما هو متوفر في اغلب المجتمعات المجاورة، هي الاخرى من القوة ما يمكنها من اكتساح هذه النظم الهشة، متسلحة بالتطور التقني والمعلوماتي الحديث، الذي يسلط الضوء على هذه الفوارق الانسانية بين مجتمعات الشمال المرفهة، والمجتمعات العربية التي تعيش نسبة كبيرة منها تحت خط الفقر.

فهل تفلح الثورات في مسيراتها، وتترجم الضغط الذي يمارس على الطبقات المسحوقة على شكل انفجار تاريخي ينتقل بها الى مرحلة اكثر تطورا، ام تنجح التيارات الدينية في اجهاض هذه الثورات وحرف مسارها لتكون مجرد نزاعات طائفية تعود بالمنطقة نصف قرن اخر للوراء؟



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة حلبجة .. هل ارتكبها المثقفون العرب؟
- الحكومة تمنح البعثيين شرفا لا يستحقوه
- الشيوعية تدخل من الشباك
- فادية حمدي، صفعة على مقياس ريختر
- شكرا بن علي
- احداث تونس والجزائر، الوعي يتحدى الدين السياسي
- الفرس العراقيون مغيبون بسبب النظرة الشوفينية
- ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟
- كردستان.. حق تقرير المصير هل يقود للحرب ام للاستقلال؟
- متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟
- ثقافة الحب مقابل ثقافة الكراهية
- جنوب السودان.. استقلال ام انفصال؟
- غيمة سوداء تزحف على العراق
- كل حاج يمول ارهابي
- هل يصلح الطالباني -البشوش- لرئاسة الجمهورية؟
- على ضوء التفجيرات الاخيرة.. هل هنالك خلل في الدين؟
- مبادرة العاهل السعودي اما غير ناضجة او غير بريئة؟
- سيرك سياسي
- وثائق ويكي ليكس لم تأتي بجديد
- قصر المهراجا قرب مدينة الثورة


المزيد.....




- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - التيارات الاسلامية هل تجهض ثورات الشعوب العربية