أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جلال خليل - الارهاب الديني ... أصوله ومنابعه














المزيد.....

الارهاب الديني ... أصوله ومنابعه


محمود جلال خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3319 - 2011 / 3 / 28 - 16:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما اندلعت المظاهرات في شبه الجزيرة العربية وثار الشعب على نظامه الملكي , سارعت هيئة العلماء بمملكة آل سعود الى تحريم التظاهر والاحتجاج على الملك بدعوى أن الخروج على الحاكم غير جائز شرعا ويخرج صاحبه من الملة , وهذه ليست المرة الأولى التي تخرج فيها هيئة علماء المملكة من جعبتها الفتاوى والاجتهادات لتحرم وتمنع حق هو معلوم للناس من الدين بالضرورة – ان تكلمنا بالشريعة – وأوجبه الله تعالى على عباده وهو رفض الظلم والقهر والاستبداد من خلال الوسائل والطرق السلمية، فالشريعة أعطت الرعية الحق في مراجعة الحاكم والاحتجاج عليه ومنازعته ومقاتلته هو وجنده اذا استدعى الأمر , بل وجعلته من الواجبات الشرعية والفرائض العينية على كل مسلم تعرض للظلم والاجحاف وذلك بنص عشرات الآيات القرآنية والاحاديث النبوية التي تحث المسلمين على رفض الظلم والقهر والاستعباد وكان الصحابة يقولون للخليفة لو راينا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا , فيحمد الخليفة الله أن جعل في أمة محمد (ص) من يقومه بسيفه , والمتظاهرون المحتجون في مملكة آل سعود لم يرفعوا سيفا ولا حتى خنجرا في وجه أحد , فقط رفعوا اصواتهم مطالبين بحقهم في ما من الله عليهم به من ثروات وخيرات في باطن ارضهم يسدون بها رمق جوعهم واحتياجاتهم الآدمية فقط , الا أن فقهاء السلطان الذين لا يخلو منهم زمان ولا مكان وتحديدا في هذه الارض المقدسة سارعوا كما اعتاد اسلافهم الى استدعاء الاحاديث الموضوعة والقواعد الفقهية المشبوهة التي دونت في أشد عصور الأمة الاسلامية انحطاطا للتحذير من الخروج على الحاكم ومنازعته والا فالقتل هو مصير كل مخالف.
هذه الفتاوى والاجتهادات والقواعد الفقهية المغلوطة هي امتداد لمنهج فقهي تاريخي يمتد من منتصف القرن الاول الهجري تقريبا حتى اليوم ، يستعين فيه الحاكم ببطانته من الفقهاء وحملة المباخر لاستصدار الفتاوى والأحكام المجحفة للقضاء على خصومه والمعترضين عليه حتى ولو كان هذا المعترض الثائر رجلا واحدا
قديما وفي عهد الدولة الأموية تحديدا صدرت الاوامر من الخليفة بأخذ البيعة من الامام الحسين بن علي سبط رسول الله (ص) أوقتله , وبالفعل خرج جيش خليفة المسلمين الى صحراء الجزيرة العربية يطلب الامام الحسين حتى لحق به في كربلاء فحاصره وأهل بيته ومن معهم اياما منعوا عنهم خلالها الماء ثم قتلوهم جميعا وفصلوا رؤوسهم عن أجسادها , وحملوا الرؤوس على اسنة الرماح الى خليفة المسلمين آنذاك يزيد بن معاوية الذي كان يعرف لشدة فسقه وفجوره بيزيد الخمور ويزيد الفجور , وفي الطريق كان أهل القرى يخرجون لاستقبال الجيش المنتصر والتهليل له وكيل السباب والشتائم لمن بقي من نسل رسول الله (ص) السيدة زينب ومن معها والتنديد بهم قائلين ( الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب احدوثتكم ) ذلك ان وسائل الاعلام في الدولة الاموية كانت قد اشاعت في البلاد أن جيش المسلمين خرج يطارد المارقين الخارجين على الدين وعلى أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ويريدون شق عصا المسلمين , وايدوا فتاواهم هذه بأحاديث نسبوها الى رسول الله (ص) مثل ( من أطاع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني ) وكذلك ( أسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك ) وعندما كان الناس يضجون من ظلم هؤلاء الطغاة المتجبرين ونهبهم لأموال المسلمين , يقولون لهم ( أنه يكون أمراء تعرفون منهم و تنكرون , قالوا )فما تأمرنا ؟ ) قال ( أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم ) وهو شبيه بمقوله ( أعطي ما لله لله وما لقيصر لقيصر )
والمتأمل لهذه المقولات الزائفة يدرك بعين المبصر ان حياة المسلم في ظل هذه الانظمة لا تختلف كثيرا عن حياة العبودية والرق التي كانت سائدة قبل الاسلام في في شبه جزيرة العرب بل ربما كانت حياة العبيد أفضل بكثير من حياة هؤلاء , فحتى العلاقة بين العبد وسيده كانت تحكمها القوانين والاعراف السائدة آنذاك التي ما احترمها العبد فقد نجا بنفسه وأهله وماله من بطش السادة والكبراء , أما ما يريد هؤلاء أن يجعلوه دينا ويلزمون الله به ويفرضونه عليهم فلم تعرف البشرية له مثيل قديما او حديثا ولا عجب ان يخرج المسلمون من بلادهم زرافات الى الدول الكافرة بحثا عن العدل والحرية والقوانين التي تعلي من حقوق الانسان وتحافظ له عليها اي كان دين هذا النسان وفكره وعقيدته
لكن متى كان الإسلام يطلب من المسلم ان يستسلم لحياة الذل والهوان والاستعباد ويتنازل عن حقوقه التي اكرمه الله بها وينزع روح الثورة من نفوس أتباعه ويميت الإحساس بالكرامة والعزة في قلوبهم ؟ ومتى هادن الاسلام الظلم ومكن ومد له في سلطانه وجبروته ؟ الإسلام يأبى الضيم ويأبى لأحد من أبنائه أن يقر عليه أو يهادنه ويجند لذلك ضمير المسلم وإرادته وقواه وعامة مشاعره ويؤسس على ذلك بناء المجتمع المسلم , فليست كرامة الفرد حقاً خاصا به له ان يقيمها في نفسه او يتنازل عنها , ولكنها كرامة الإسلام نفسه وكرامة المجتمع المسلم الذي يعيش فيه ولا تستقيم حياته ولا يقبل الله منه اعماله الا بها.
أما هؤلاء الذين نصبوا من أنفسهم آلهة يعبدون من دون الله وأعطوا لانفسهم الحق أن يحرموا للناس ما أحل الله لهم ويحلون لهم ما حرم الله عليهم وجعلوا من انفسهم احبارا ورهبانا وأندادا لله وهم لا يعلمون وبلغوا من الحقارة والانحطاط درجة لم ينحط اليها بشر ولا مخلوق فقد وصفهم الامام علي وصفا بليغا دقيقا ليحذرهم الناس على دينهم ويضعونهم في المنزلة التي تليق بهم وأمثالهم فقال : و أحذّركم أهل النّفاق فإنّهم الضّالّون المضلّون ، و الزّالّون المزلّون , يتلوّنون ألوانا ، و يفتنّون افتنانا ... قد أعدّوا لكلّ حقّ باطلا ، و لكلّ قائم مائلا ، و لكلّ حيّ قاتلا ، و لكلّ باب مفتاحا ، و لكلّ ليل مصباحا , يتوصّلون إلى الطّمع باليأس ليقيموا به أسواقهم ، و ينفّقوا به أعلاقهم , يقولون فيشبّهون ، و يصفون فيموّهون , قد هوّنوا الطّريق ، و أضلعوا المضيق , فهم لمّة الشّيطان و حمّة النّيران « أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ »



#محمود_جلال_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والسياسة والطائفية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جلال خليل - الارهاب الديني ... أصوله ومنابعه