أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج صالح - الشعب السوري أكثر تحضراً من النظام














المزيد.....

الشعب السوري أكثر تحضراً من النظام


محمد الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 20:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يتراجعُ النظامُ السوري تراجعاً غير منظم، يُشبه في فوضويته وآذاه الانسحاب الكيفي من الجولان في 1967. آنذاك سمعَ السوريون لأول مرة بمصطلح "انسحاب كيفي". في وعي الناس أن الجيش رفيقٌ للتنظيم، وأن لا جيشَ دون تنظيم. أما أنْ ينسحب جيشٌ بهذه الطريقة، أي كلٌ على هواه أو"على كيفه" في اللهجة السورية، فإنّ صفةَ الجيش والتنظيم تَنْتفي. علينا أنْ نتذكّر أنّ منْ أصدر أمرَ الانسحاب الكيفيّ المُذلّ هو حافظ الأسد والد بشار الأسد. والمشينُ في الأمر أيضاً هو ذاك التبرير الذي ساقَهُ النظامُ آنذاك بأنّ العدوّ لم يحقّقْ أهدافُهُ! كيف؟ لأنّه لم يستطع إسقاطَ النّظام التقدّمي. أيْ إعلاءُ قيمة النّظام وأجهزته المُتسلطة على قيمة الأرض والوطن.
والآن يُعيد النظام الأغنيةَ ذاتها مُعْلياً قيمةَ النظامِ ورئيسِهِ على قيمةِ الملايين في الشوارع والمدن والبيوت. ويُعيد خطاب التبرير المُنحطّ في أنّ سوريةَ مستهدفةٌ طائفياً، وفق ما جاء على لسان بثينة شعبان مستشارة رأسِ النّظام.
إنّهُ الإفلاسُ والانسحابُ السياسي الكيفي إلى الموقع الأوسخ، أيْ إلى حمأة الطائفية. فهي بقوْلِها هذا تُساوي الدولةَ بالسلطة، والسلطة بالطائفة العلوية، لتُثيرَ الغرائزَ الطائفية لدى العلويين والسنّة على حدّ سواء. فهي تقول للعلويين إنّكم مُستهدفون، وتقول للسنة إنّكم طائفيون. وتقول للعرب والعالم إنّ الأصوليين هم البديل عنا. فاختاروا.
لا العلويين ولا السنةَ بوارد الانزلاق الآن إلى حالة طائفية، إذْ تسيطرُ على سورية الآن روحُ ثقافةٍ وطنية جامعة ومتنامية لا مكانَ فيها للطائفية. هناك أصواتٌ نشازٌ طبعاً، لكنّها أبعد من أنْ تُؤثّر، وأبعد من أنْ تكون ذات وزن. والأهمّ أن هذه الأصواتِ تُزدرى وتُحتقرُ من الشعب مثلما تزدرى وتحتقر محاولةَ النظامِ لإحياء الغرائز الطائفيّة المقيتة.
لقد أثبتت الثوراتُ التونسيةُ والمصرية واليمنية والليبية ونأمل أنْ تلحقها السوريةُ، أثبتت أن من يستخدمون العنف ومن يتوسّلُون أقذر الوسائل هُمُ السلطاتُ وليس الثوار. ولقد أثبتت الثوراتُ أنها تعدّل سُلّمً القيم وتحوله إلى سلّم انسانيّ مُتحضّرٍ تسودُهُ أخلاقٌ رفيعة، بينما تثبتُ الأنظمةُ وبتكرار عجيب أن لها سُلّماً من نوع آخر فهي تستخدم العنف والآلاعيب القذرة مثل التخريب وإنشاب الحرائق واستخدامِ العنف وتذْكيَةِ الخلافات على أساسٍ جهوي أو طائفي. يكفي أنْ نتذكّر دورَ "حبيب العدلي" في حرق كنيسة الاسكندرية واتهامِ جهاتٍ أصوليّة بها كي تبدو السلطةُ بمثابة الحامي للمسيحين، وكي يتقبّلَ الغربُ دور النظام المصري البائد، وليغضّ الطرفَ عن قمعه.
لا يمكن فهمَ قمع الشعب في درعا وفي اللاذقية وبالرصاص الحيّ إلا على أساس استجْلاب ردّ فعل عنيف من قبل المتظاهرين، كي تجد السلطاتُ المبرر لقمعٍ دموي كبير وإنهاءِ الاحتجاج. ولذلك من المهمّ للسورين التشبّث بالدرس الذي أعطتْهُ الثورتان المصرية والتونسية في الابتعاد عن العنف. مبدئياً ليس من سوري يشكّ بذلك، أويريد عنفاً إلا النظام. دليلُنا ذاك الشعارُ الذي هتفتْ به الجماهير: سلميّة. سلمية. فالحسّ الشعبي يعرف سلفاً ودون كثير تنظير أو لتّ وعجن أن حبيبَ قلبِ النظام هو العنفُ وأختُهُ الأخرى الطائفية. بالعنف يستطيعُ هو أنْ يردَّ رداً ساحقاً، وبالطائفية يقسمُ الحركةَ الشعبية، ويجعل الناسَ تلتهي ببعضها البعض، ثم يقدّم هو نفسه كإطفائي يحتاجُهُ الجميع. بئس الخطة وبئس الخطاب.
كما أثبتت الثورتان التونسية والمصرية بأنّ الشعبَ أكثر تحضراً وأنبل وأصدق وأفضل أخلاقياً من نظاميهما، تثبتُ الاحتجاجات في سورية بأنها أكثر تحضراً ونبلاً ومصداقية وأفضل أخلاقياً من النظام السوري. يكفي لإثباتِ هذا ما يستخدمُهُ النظام من عنفٍ وقتلٍ وتشويهٍ إعلامي وخطاب تحريضيّ طائفيّ وعلى لسان أكبر مسؤوليه، بدءاً من مقابلة رأس النظام مع "الوول ستريت جورنال" حيث اتّهم شعبَهُ بالانغلاق وبأنه غير أهل للديمقراطية وبأنه أصولي مُتطرفٌ، وصولا إلى المُستشارة غير الموفقة والتي حكّت على جَرَبِ الطائفية لعلّ الناسَ تلتهمُ الطعمَ، ليأتيَ بطلُ النظام الإطفائيُّ الأوّلُ.
محمد الحاج صالح
طبيب وكاتب روائي



#محمد_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستشارة بثينة شعبان وكرامة السوريين
- هل يدخلُ العربُ التاريخَ مرّة أخرى؟
- في مُقابلة الرئيسِ بشار للوول ستريت جورنال
- بيان. الشبابُ السوريُّ قادمٌ
- خطاب الحرب الأهلية في -المنار-
- البوسطة
- أشعريّةُ الشيخ البوطي ومأزقُ الإصلاح الديني
- استعادة يسار الطوائف والأقلّيات
- سلامٌ فراس سعد
- فصيلُ المُهارفة
- إعلانُ دمشقَ في المهجر خطوةٌ إلى الأمام ولكن!
- عملية اختطاف موصوفة
- قانون -يانتا- الاسكندنافي
- حزب الله والقوة ال
- -ما ملكت أيمانكم- وجامعات إسرائيل
- من اغتال الحريري إسرائيل أم حزب الله؟
- تلك الابتسامة
- قناة العالم: انقلاب الصورة والفتنة المبتغاة
- الطليعة المقاتلة وابن لادن وخدمة العمر
- جنبلاط نجاة أم وفاة سياسي


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج صالح - الشعب السوري أكثر تحضراً من النظام