أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - العراق بين الأمس واليوم ...














المزيد.....

العراق بين الأمس واليوم ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 20:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق بين الأمس واليوم ...
حسن حاتم المذكور
هناك من يحاول ان يلعب اوراق الأمس على طاولة اليوم ’ وحتى لو فتحت لـه ابواب الأستقامـة ’ فلا يحسن غير التسلل عبر ثقوب الدسائس والغش ’ وسيستمر اشكالية منهكـة للحالـة العراقيـة .
ليس دفاعاً عن الحكومة العراقية الراهنة على الأطلاق ’ فهي من حيث التحاصص والفساد والترهل ’ تشكل هجيناً غير منسجماً من داخله وليس متصالحاً مع المجتمع العراقي ويجب نقدها والتظاهر من اجل اصلاحها ’ لكن اذا ما تعلق الأمر بمقارنتها بسلطة البعث الدموية ’ فتلك فضاعة يجب التوقف عندها والنظر الى خلفياتها ونواياها وكذلك خطورة المصادر والجهات التي تنتجها .
بعض الكتاب المنصفين ’ تناولوا الحالة العراقية ومنها الحكومة بشكل خاص بموضوعية بناءة ودعوا الى اصلاحها ضمن اطار التحولات السلمية من داخل المجتمع ’ ودعوا ايضاً وبجهد وطني الى توسيع هامش الحريات العامة وترشيد التحولات الديموقراطية الحاصلة فعلاً ’ بعكسه نرى بعض السياسيين والمثقفين ــ الكتاب ــ يتعمدون تشويه الواقع وتزوير الحقائق وتهويل الأمور وبهستيريا غير منضبطة ’ يدفعون بالرأي العام الى مأزق المقارنة بين الواقع القائم الذي صنعته الأنتخابات رغم المآخذ الكثيرة ’ وبين الخمسة وثلاثين عاماً الأخيرة من عمر جمهورية الخراب والدمار والحروب والموت الجماعي للنظام البعثي المقبور’ وهنا فرق كبير’ بين ان ننتقد ومن منطلق الحرص الوطني جميع عيوب الحالة العراقية ’ وبين ان نغرد نشازاً من داخل احضان ماكنـة الأعلام البعثي .
وجه من بؤس السياسة العراقية ’ وبعد ان استهلك كامل اوراقه يصرح " ان رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي ( ولا فرق ان كان مسؤولاً اخراً ) ... يمارس دكتاتورية لاتختلف عن دكتاتورية صدام حسين ... " وهو يعرف ان السلطات الألمانية ’ تحيل من يتهم الآخر بالنازية الى المحاكم بتهمة التجريح والأهانة لتتخذ في حقه الأجراءات القانونية بما فيها السجن والغرامـة ’ مع انه في بغداد يمارس هواياته الشخصية ’ من دون ان يطرق بابـه احـد ’ فأين هو وجه الشبه بين الوضع الراهن وما كان قائماً في الزمن البعثي ... ؟؟؟؟؟ .
وجـه اخر من بؤس ثقافـة الشتيمة وفبركة الأشاعات وترويجها ’ كتب مقالاً مطولاً لاتختلف مقدمته عن مؤخرته ’ ينضح ما تبقى في ذاكرته الراكدة من مفردات الأزمنة الثورية ’ يصف فيه التصريحات النارية المفتعلة لذلك السياسي’ على انها في غاية الشجاعة والوطنية واشياء اخرى تستحق الثناء والأعجاب ولا ندري اين هو وجه الشجاة من تلك العنتريات المجانية ... ؟؟؟؟؟
اتستطيع تلك النماذج المترهلة سياسياً وثقافياً ان تكون اطرافاً في بناء التجربة الديموقراطية وترشيد التحولات الأيجابية في الحالة العراقية ... ؟؟؟؟ .
لو قارنا حجم مقالات التشويه والتسقيط والأشاعات الرخيصـة للثمانية سنوات الأخيرة ’ مع الحجم الخجول لثلاثة عقود ونصف في نقد الزمن البعثي ’ مع العلم ان من بينها مديحاً جلد ظهر القضية العراقية ’ لأكتسبت نتيجة المقارنة ابعاد الفضيحـة سياسياً واخلاقياً واجتماعياً وهنا نشفق على ما نراه معلقاً في رقبة مقالات البعض ومختلف نتاجهم السياسي والثقافي .
بعض الكتاب ’ اذا ما كتبوا عن الحالة العراقية’ او ردوا على وجهة نظر لكاتب آخر تختلف عن قناعتهم ’ لايكلفوا انفسهم النظر الى مواقع اقدامهم بالنسبة للحالة العراقية ’ ويكفيهم ان البعض سيهتف لهم ( عوافي ...عاشت ايدكم) فثقافة السرب تعد الآن اشكالية جدية تعاني منها الثقافة الوطنية بشكل عام ’ وهي من بين الأسباب التي مزقت وشرذمت كيان الثقافة العراقية واضعفت دورها وشوهت رسالتها .
ان تلك الوجوه المتبطرة سياسياً وثقافياً على المأزق العراقي ومحنة العراقيين ’ تشترك مع سبق الأصرار في عملية قتل العقل العراقي وتزيد من ارباك الوعي وفوضى المواقف ’ والديموقراطية في نظرهم ’ عباءة يمكن استيرادها لشعب يستوردوه هو الآخر ليرتديها حسب فصالهم ’ ليكونوا وحدهم اصحاب الأمتياز لتلك الصفقـة الجاهزة ’ دون ان يستوعبوا على انها لؤلؤة ثمينة يجب الأبحار اليها ودفع ضريبة الغوص بعثاً عنها وصقلها في اعماق المجتمع العراقي ’ وقد تكون من نصيب الجيل الثاني او الثالث ’ ولايكون للجيل الراهن نصيب فيها ’ لكنها رسالة عظيمة ’ وما اجمل ان تستذكر الأجيال القادمة وتشكر اسلافها وتحتفل بروعـة ما تركوه من تقاليد وقيم واعراف في الممارسات الديموقراطية والعلاقات الوطنية الأنسانيـة ’ ارثاً خالداً في الذاكرة العراقية ’ لا ان يتركوا لها منظومة مخجلة من الأنحرافات والأنكسارات والهزائم والأزمات الخانقة .
بين عراق الأمس وعراق اليوم سلسلة هائلة من الآمال والتحولات والأنجازات ’ وتغييرات كبيرة في حراك الوعي وخلق التجارب وتجديد القيم وترشيد الممارسات الديموقراطية ’ فالعراق كان مقلوباً خارج سكتـه دمرت اجزاءة قسوة الأزمنـة البعثيـة ولم يبقي منـه الا ما يشبه العراق ’ واليوم ورغم كل الأنتكاسات والتراجعات والعثرات والهفوات التي لا يمكن تجنبها ’ يقف العراق على سكـة مستقبله مغتسلاً من قذارات الأنظمة الشمولية الطائفية العنصرية وسيضمد الجراح التي سببها لـه المتطفلون الجدد على عافيته .
العراق يتحرك الآن على سكتـه بأتجاه مستقبل العراقيين في التحرر والديموقراطية ’ عراق السلم والأخاء والأمن والأستقرار والأزدها والمساواة بين جميع مكوناته ’ العراق الجديد القادم بقوة ’ لا يمكن ان يراه واضحاً من اتلفت بصيرته الأحباطات وخيبات الأمل واكتفى بالنظر الى الواقع من قمة اليأس والتشائم ناقداً شامتاً شاتماً من داخل ابراج الترقب السلبي ’ بينما الأمر يتطلب التخلص من ارث الأنانية وضيق الأفق والوقوف الى جانب العراق في اصعب مراحل تقدمـه .
27 / 03 / 2011



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شفت شواربه وتغزرت بيه ...
- ثقافة الغضب ...
- مسان جيتج عشك ...
- نتضامن مع الحزب الشيوعي العراقي ...
- ثورة الغضب : الى اين ... ؟؟؟
- دروس من مظاهرات الغضب ...
- الغضب في الأتجاه المعاكس ...
- وزراء بدون ( وايرات )
- دار السيد ليست ( مامونه ... )
- نتمناك : يا زمن شرطة مهاوش ...
- معكم : مستقلون من اجل العراق ...
- المرأة في الزمن الذكوري ...
- معارضون من ذلك الزمان ...
- لوعة في عيون سومرية ...
- لن نرتدي الظلام فالنور اجمل ...
- بعث الجماجم والدم : هل يكفي معه الأجتثاث ... ؟
- اين الوطنية من تلك المشاركة ... ؟
- دولة القانون : بين الحزبية والتيارية ...
- علاوي : وسائل بعثية في زمن غير بعثي ...
- ذبحوا النجاة في حضن سيدة النجاة ..,.


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - العراق بين الأمس واليوم ...