قراءة في : الانطباع الأولي وتاثير التنوع العرقي

رعد الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 18:03
المحور: حقوق الانسان
    

قراءة وتعقيب: الانطباع الاولي وتاثير التنوع العرقي على المتقدمين للوظيفة

بقلم: رعد الصالحي

يلعب الانطباع الاولي حول موقف ما، او لشخص ما، دورا مهما للمتقدمين للوظيفة او لاتخاذ قرار ما.. لصالح شخص او ضده وبدون معرفته سابقا – فهناك عوامل نفسية تبينى في اللحظة نفسها وبناءا على تصرف معين اوطريقة اداء لعمل او للمظهر العام – ولكن هناك عوامل كامنه لصاحب القرار او متلقي القرار اصولها عرقية او سياســـــــــة او حتى اجتماعية وفي اغلب دول العالم الثالث، وحيث تنوع الاعراق والافكار والسياسات – فغالبا مايرتبط الحكم السياسي بالعرق على حساب البقية – ويؤثر على نمط بقية الاحياء.. من حيث اللغه او اللهجة او حتى الثقافة فنرى ان لهجة القبيله او العشيرة او العرق تطفو للسطح على حساب البقية -من اغاني وعادات وحتى نمط الملابس واحيانا كثيرة طريقة قص الشعر او لبس شيىئ يميزه عن البقية مما يسبب شعور بالاضطهاد للاخرين وهذا هو المطلوب فغالبا ماتكون هذه الخلافات مخطط لها لادارة مجتمع ما لسنين طويلة لغرض تفرقته ولغرض اضعافة.. وسهولة ادارته.. وبعدها يتم التخلي عن العنصر او العرق المتغلب لصالح العرق المقهور لكي يسلك نفس السلوك... لسنين طويلة اخرى وعلى نفس المبداء.
فلو افترضنا ان شخص من قبيلة الهوتو يطلب وظيفة من شخص من التوتسي، وبعد السؤال عن اصلة يتم لا اراديا اتخاذ الموقف فيتخيله قاتلا لعائلته او اقاربه او ظالما ... الخ والعكس ايضا حتى ولو كانوا يعيشون في البرازيل! كل هذه الانطباعات تم ترسيخها في ذهونهم سنين طويلة وبواسائل مختلفة وللاعـــــــــــلام دور كبير في ذلك.. فنرى ان السياسة دائما ترتبط مع العرق وبذلك تنشا الحروب الطاحنة والمعاناة المزمنة للشعوب المبنية على افكار دائما تكون السبب في ذلك.. في حين يكون المنظرين لهذه الافكار بعيدين عن اي ضرر او معاناة .
ولكن... لكل قاعدة ولها شواذ فلو كان المتقدم لوظيفة من الهوتو او من قبائل المايا او الزولو حسن المظهرويتصرف بكياسة ولباقة ومثقف، فبكل تاكيد سيتم تعيينه بمكان لائق ويتم التغاضي عن قبيلته او عشيرته وقد يكون من المقربيين . ..
وقد كان الانطباع المبني على اساس العرق، من اهم عوامل هجرة المجتمعات الى اماكن اللا - تمييز حيث تكافؤ الفرص والعدالة بغض النظر عن العرق.. وقد كان هذا السبب من اهم اسباب استقطاب العلماء والمبدعين ودعاة الديموقراطية الى حيث واحة الحريـــــة ... وقد تكونت احدث واكبر الدول مثل كندا وامريكا واستراليا من اعراق مختلفة كونت شكل جديد تطمح له. ولطالما كانت الحروب والتطاحن بين الاعراق رافدا اساسيا لهذه الدول الحديثة النشئأه والتكوين .
اما الجانب الاجتماعي فيتوقف على الطرفين ومستوى ثقافة الاسرة والجانب التربوي والقيم التي تم تربيتهم عليها وستكون هذه العوامل لها الفيصل على جميع العوامل الاخرى باتخاذ اي قرار كان . مهما كان عرق ولون المتقدم .
واخيرا .. وليس آخرا.. لا بد من ثقافة انسانية مشتركة بين الشعوب وكافة الاعراق مبنية على حسن التواصل والعمل المشترك الذي يمد جسور المعرفة لكل عرق بما يفيد البقية ويجعل هذا التواصل نوع من الاستكشاف لعادات وتقاليــــــد الشعوب بما يجعلنا نفتخر كوننا بشر قدمنا شئ للانسانية في كل مكان وزمان .

#رعد_الصالحي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات